يواصل الجيش التركي ضرب مواقع تابعة لـ"الوحدات الكردية" في المناطق الحدودية المتاخمة لمدينة عفرين، ويأتي ذلك بعد تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن عمليات "درع الفرات" ستتواصل في المدينة خلال الأيام المقبلة.
ولا يبدو المشهد العسكري التصعيدي الذي يخيم على أجواء عفرين مهيئا للتسوية، بقدر ما ينذر بالتحول إلى مواجهة برية شاملة، ستكون "الوحدات" فيها بخيارات تبدو "ضيقة" أمام القوات التركية التي تفرض شبه طوق على كامل المدينة.
وفي حال لم يطرأ تغيرّات قد يكون النظام السوري ومن خلفه روسيا طرفا فيها، فإن مصير تواجد "الوحدات" الذراع العسكرية لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" في مدينة عفرين بات شبه محسوم رغم صعوبة المهمة التركية.
وفي هذا الصدد، قال الرئيس السابق لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم في تصريح خاص لـ"عربي21": "في عفرين ليس أمامنا سوى الدفاع عن أنفسنا ووجودنا وكرامتنا، ونعتمد على شعبنا وقدراتنا المحلية، ولا نعلم بمواقف الآخرين".
وأضاف: "نحن نعلم أن أي اعتداء على عفرين لن يكون دون موافقة بعض الأطراف وعلى رأسها روسيا، علما بأننا لم نحصل على وعد بحمايتنا من أي طرف".
أربعة احتمالات
من جانبه، أشار الباحث في "مركز جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، إلى أربعة احتمالات قد تذهب إليها "الوحدات" للتعاطي مع العملية التركية المرتقبة على عفرين، من بينها تكرار نموذج منبج في عفرين.
وأضاف لـ"عربي21" موضحا أنه "من المرجح أن تقوم الوحدات بتسليم الشريط الحدودي لعفرين للنظام السوري، وتكون بذلك قد صنعت عازلا بينها وبين تركيا، بالشكل الذي يؤدي إلى تعقيد حسابات أنقرة".
وتابع عاصي شارحا الاحتمال الثاني: "قد تلجأ الوحدات إلى الانسحاب الكامل من عفرين لصالح النظام السوري"، واستدرك قائلا: "لكن لا أرجح موافقة هذا الأخير على السيناريو إلا في حال كان شكليا، لأنه غير قادر على تغطية الجبهات، في حال كان هناك سيناريو اجتياح تركي للمنطقة".
وأما الاحتمال الثالث فبموجبه قد تتجه الوحدات نحو روسيا أو الولايات المتحدة، من أجل التدخل ومنع تركيا من اقتحام عفرين، مقابل تقديم إحدى الدولتين وعودا لتركيا بعدم قيام الوحدات الكردية بأي عمل عسكري أو تهديد لأمنها القومي.
وعلق عاصي قائلا: "في هذا الاحتمال غالبا لن ترضى تركيا إلا بإجراءات عملية، ليست كتلك التي جرت في منبج حينما أعلنت واشنطن انسحاب العناصر الكردية نحو شرق الفرات، بحيث يقوم عناصره بالانسحاب من كامل الشريط الحدودي مع تركي بمسافة 7 كيلومتر أو أكثر، ودخول قوات مراقبة مشتركة من الفصائل وتركيا، وانتشار قوات روسية أو أمريكية في الطرف المقابل من عفرين وقضائها، وبالطبع ربما توجد إجراءات أخرى بالنسبة لأنقرة، قد يتم التفاهم عليها ضمن اتفاق لمنطقة خفض تصعيد خامسة، تشمل أيضاً تسوية للخلاف القائم في منطقة خفض التصعيد الرابعة أي الشمال السوري".
ووفق الباحث فإن الاحتمال الأخير، هو أن تدخل الوحدات الكردية بمعركة دفاع ضد أي تدخل محتمل من قبل تركيا وحلفائها من فصائل المعارضة السورية.
وأضاف: "لا أستبعد مثل هذا السيناريو، لأسباب تتعلق بطبيعة المنطقة والتحالفات التي يمكن أن يقيمها حزب الاتحاد الديمقراطي مع النظام السوري من أجل تأمين طريق إمداد للوحدات الكردية، حيث يؤدي ذلك لاستنزاف أنقرة والفصائل وهو هدف مشترك للوحدات وميليشيا النظام".
بيوم واحد.. المعارضة تقلب المعادلة في إدلب بانتصارات كبيرة
المعارضة السورية تطالب بإدراج "PYD" في "التنظيمات الإرهابية"
النظام يحاول "نسف" اتفاق خفض التوتر ومعارك في الغوطة