عكست التحركات والزيارات واللقاءات التي تعقدها
"الهيئة العليا للمفاوضات" تخوفا وقلقا واضحين من جانب أعضاء الأخيرة من التبعات المحتملة لمؤتمر "الحوار الوطني السوري" المزمع في
سوتشي
الروسية نهاية الشهر الجاري.
وبدت أولى علامات هذا التخوف في عدم حسم
"الهيئة العليا للمفاوضات" لغاية الآن موقفها من مؤتمر "سوتشي"،
حيث لم يستبعد رئيس الهيئة نصر الحريري مشاركة الهيئة في المؤتمر، في حال حصول
تقدم في مسار جنيف، الذي ستنطلق الجولة القادمة منه قبل نحو أسبوع من موعد عقد
"سوتشي".
حديث الحريري جاء بعد اجتماع مغلق مع الأمين
العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش، وبعد لقاء عدد من المسؤولين الغربيين في
نيويورك، وخلال اللقاءات أكد على الأخطار التي يمثلها "سوتشي" بصيغته
الحالية.
من جانبه حدد المتحدث الرسمي باسم "الهيئة
العليا للمفاوضات" الدكتور يحيى العريضي، الغاية من التحركات التي يقوم بها
وفد الهيئة، بتعزيز المسار الأممي في جنيف، وبتفادي الأخطار التي من المحتمل أن تنتج عن مؤتمر سوتشي.
وأضاف في حديثه لـ"
عربي21"، أن الوفد
أكد للأمين العام المتحدة ولمعاونيه ولعدد من السفراء الغربيين، التزام الهيئة
العليا بعملية السلام، مقابل عدم التزام النظام ومن يدعمه بالعملية السياسية.
وتابع العريضي بأن الوفد يحاول أن يضع الأمم
المتحدة أمام تعهداتها السابقة بتطبيق القرارات الأممية.
وبشأن موقف الهيئة من الذهاب إلى روسيا قال إن
سوتشي مطروح من قبل دولة عظمى لها اليد الفاعلة في
سوريا،شئنا أم أبينا، في ظل الصعيد
العسكري، وسط صمت من العالم.
وأضاف العريضي، أن روسيا تقول إنها تريد صنع
السلام، لذلك لا نستطيع الاستسلام أي الذهاب، وكذلك لا نستطيع رفض الحضور، مشيرا
إلى أن "الهيئة تريد أن تقيم الأمور بطريقة عقلانية وموضوعية".
وفي سياق ما يجري في إدلب قال العريضي إن ما يجري
من تصعيد وحملات نزوح يشير إلى عدم التزام روسيا بوعودها، فهي من جهة تتعهد
بالتزام النظام ومن جهة تشجعه على ارتكاب المجازر كما يبدو.
بدوره قلل عضو الائتلاف السابق سمير نشار، من
جدوى الزيارات التي تقوم بها الهيئة العليا للمفاوضات قائلا: "لن تنجح الهيئة
في سحب البساط من تحت مؤتمر سوتشي".
وأرجع نشار في حديث مع "
عربي21" حكمه
هذا إلى "توافق الدول الأساسية على الحل في سوتشي، وخصوصا تركيا وروسيا
وإيران، وإلى عدم اعتراض بقية الدول التي تحصل على تنازلات من المعارضة".
ورجح أن تشهد الفترة القليلة القادمة إعلانا من
قبل الكثير من شخصيات المعارضة عن موافقتها الذهاب إلى سوتشي، وقال: "لا بد أن
تخضع بعض القوى إلى النصائح التي تحثها على ضرورة المشاركة في سوتشي".
وتابع نشار بأن الجميع يعلم بأن روسيا والدول
الضامنة الأخرى بحاجة إلى دعم بقية الدول العربية والأوروبية لمخرجات سوتشي، وأوضح: "في سوتشي سيطبخ الحل لكن تقديم الطبق في مائدة جنيف، بعد تطويع المعارضة
لقبول الأسد في المرحلة الانتقالية".
وكل ذلك يعني من وجهة نظره، بأن الهيئة غير
قادرة على المناورة، لأن هناك شبه اتفاق دولي على الحل في سوتشي ومن ثم في جنيف.