حذر المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "Chatham House"، في تقرير له من تزايد نسبة خطر الهجمات "السيبرانية" على أنظمة الأسلحة النووية.
وأشار تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، ترجمته
"عربي21"، إلى أن نقص الموظفين المهرة، وبطء التغيير المؤسسي يحد من قدرة
المملكة المتحدة والولايات المتحدة، على منع هذه الهجمات.
وقال معدا التقرير "بيزا أونال" و"باتريشيا لويس":
"لم يعر المشاركون في التخطيط العسكري النووي التهديد التكنولوجي أي اهتمام".
وتابعا: "تم تطوير أنظمة الأسلحة النووية قبل النهوض بتكنولوجيا الحواسيب
ولم يتم التنبه لأوجه الضعف السيبراني المحتملة، ونتيجة لذلك، غالبا ما تتجاهل الإستراتيجية
النووية الحالية الاستخدام الواسع النطاق للتكنولوجيا الرقمية في الأنظمة النووية".
وأكد التقرير أن "أنظمة الأسلحة النووية مهددة من الدول العدائية والجماعات
الإجرامية والمنظمات الإرهابية التي تستغل أوجه الضعف السيبراني".
اقرأ أيضا: بيونغ يانغ ترد على الاتهامات الأمريكية حول هجمات إلكترونية
ونوه التقرير إلى أن "احتمال محاولة الهجمات السيبرانية على منظومات الأسلحة
النووية مرتفع نسبيا، ويتزايد مع التهديدات المستمرة والمتقدمة من الدول والمجموعات
غير الحكومية".
ونقلت "الغارديان" أمثلة على هجمات إلكترونية على منظومات
الأسلحة، منها تقارير تحدثت عن تسلل إلكتروني أمريكي على نظام الصواريخ لكوريا
الشمالية، والذي يُعتقد أنه كان سببا في فشل اختبار صاروخي في نيسان/ أبريل
الماضي.
وحذر التقرير من احتمالية تعرض نظام الصواريخ الباليستية الأمريكي "مينيوتمان"
والتي تستطيع حمل رؤوس نووية، لهجمات قراصنة الكمبيوتر.
وقال: "هناك عدد من نقاط الضعف والممرات التي يمكن من خلالها أن يتسلل
الهاكرز إلى نظام أسلحة نووية دون معرفة الدولة".
اقرأ أيضا: مسؤول بريطاني يحذر من مكافحة الفيروسات ببرامج روسية
وتابع: "إن الأخطاء البشرية، وأوجه القصور في النظم، ونقاط الضعف في التصميم،
وقابلية التأثر داخل سلسلة الإمدادات تمثل جميعها قضايا أمنية مشتركة في نظم الأسلحة
النووية".
وذكر التقرير وجود معضلة بين الحاجة إلى القطاع الخاص من أجل مواكبة التقدم
في التكنولوجيا والمخاطر التي يجلبونها معهم.
وأضاف: "يتم خصخصة العديد من جوانب تطوير الأسلحة النووية وإدارة النظم
في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما يوفر عددا من نقاط الضعف في سلسلة التوريد
في القطاع الخاص".
وأفاد أنه "في الوقت الحاضر، هذا حيز غير محكوم نسبيا، وهذه الثغرات الأمنية
يمكن أن تؤدي إلى تقويض السلامة العامة لنظم الأسلحة النووية".
اقرأ أيضا: جرائم الإنترنت تكبد دول العالم 550 مليار دولار سنويا
وضرب التقرير على ذلك مثالا بالبرمجيات التي تطورها الشركات للتعامل مع بعض
أنواع الخلل، حيث تكون هذه البرمجيات هدفا للقراصنة بعد أن يكتشفوها وتصبح معروفة لهم.
وينتقد التقرير الفشل العسكري -حتى الآن- في تناول المسألة على محمل الجد.
ولفت إلى أن "برامج المشتريات العسكرية تميل إلى عدم أخذ المخاطر السيبرانية
الناشئة -وخاصة لسلسلة التوريد- بغض النظر عن اللوائح الحكومية لحماية البيانات من
الهجمات السيبرانية، على محمل الجد، وقد يرجع ذلك إلى التخلف المستمر عن الطبيعة السريعة
الحركة للهجمات السيبرانية، والافتقار إلى الموظفين المهرة، وبطء التنفيذ المؤسسي والتنظيمي
للتغييرات".
مسؤولان يعتقدان أن قمرا صناعيا أمريكيا للتجسس تحطم