أرجع الكاتب الصحفي، سمير العركي، تدهور العلاقات بين البلدين لعدم وجود رؤية واضحة للسياسة الخارجية لمصر معتبرا أن ذلك هو نتاج طبيعي لحالة التخبط تلك
ووصف إبراهيم عبر صفحته بفيسبوك استدعاء السفير السوداني في القاهرة للتشاور بـ"المؤشر الخطير على مستوى تدهور العلاقات".
فيما أرجع الكاتب الصحفي، سمير العركي، تدهور العلاقات بين البلدين لعدم وجود رؤية واضحة للسياسة الخارجية لمصر معتبرا أن ذلك هو نتاج طبيعي لحالة التخبط تلك.
خسائر مصر
وتحدث أستاذ الأعمال الدولية في جامعة جورج واشنطن الدكتور محمد رزق، عن خسائر مصر من الأزمة مع السودان، وقال "الهواة الفاشلون في مصر من عصابة العسكر؛ بعدما أشعلوا نيران المقاطعة مع السودان ظهير مصر الإستيراتيچي؛ سوف يكون لذلك تداعيات وخيمة علي مياه النيل إن ما قررت السودان الوقوف جانب أثيوبيا أو عدم تصدير لحومها لمصر".
اتهم مساعد وزير الخارجية المصري السفير عبدالله الأشعل، إسرائيل بأنها خلف كل ما يتعرض له المصريون من أزمات، وقال إن "خطط إسرائيل ضد مصر والسياسات التي تنتهجها في تدميرها؛ تثمر الآن".
مخرج للسيسي
وتساءل الإعلامي المصري، عماد البحيري، قائلا: "هل تكون الحرب على السودان هي المخرج للسيسي؟"، وأجاب عبر صفحته بفيسبوك قائلا: "السيسي بمأزق اقتصادي وسياسي وحتى بمسرحية الانتخابات"، مضيفا أن الحل لديه هو الحرب على السودان؛ وبالتالي لن تقام انتخابات وهنا يكسب جزءا من شعبيته باعتباره مدافعا عن حقوق مصر بماء النيل".
ما علاقة إثيوبيا وإسرائيل؟
وفي تعليقه على الأزمة المصرية السودانية ومسبباتها اتهم مساعد زير الخارجية المصري السفير عبدالله الأشعل، إسرائيل بأنها خلف كل ما يتعرض له المصريون من أزمات، وقال إن "خطط إسرائيل ضد مصر والسياسات التي تنتهجها في تدميرها؛ تثمر الآن".
أستاذ القانون الدولي، توقع في حديثه لـ"عربي21"، أن "يشهد هذا العام المزيد من الضغوط على مصر في ملف مياه النيل وغيره من الملفات من قبل السودان وإثيوبيا؛ وذلك بدعم إسرائيلي للأخيرة، مستغلين في ذلك أزمة النظام المصري وعجزه عن حل أزمة المياه بشكل خاص".
ويعتقد الأشعل، أنه في ظل تصاعد الأزمة بين القاهرة والخرطوم وجموح الجانين، "قد يصل الأمر بالسودان إلى قطع علاقاتها السياسية مع مصر والتصعيد مع القاهرة في أروقة الأمم المتحدة".
اقرا أيضا : مسؤول سوداني ينفي دخول قوات مصرية إلى "كسلا"
وذهب الأشعل إلى أبعد من ذلك بقوله "وقد يتحرش السودان بالجيش المصري في مثلث حلايب وشلاتين لاستنزافه في جنوب مصر، موضحا أن ذلك قد يتم "بدعم إسرائيلي"، حسب قوله.
"عندما نقول إثيوبيا نذكر إسرائيل"
ويرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر شافعي، أن استدعاء السفير السوداني من القاهرة؛ يأتي في إطار التصعيد بين الطرفين مؤخرا"، مؤكدا أنه "إجراء دبلوماسي معتاد ومعناه احتجاج وليس قطع علاقات أو أزمة دبلوماسية".
شافعي، أكد لـ"عربي21"، أنه "إجراء تحاول السودان منه إيصال رسالة لمصر خصوصا بعد ما تردد أن القاهرة طلبت من أديس أبابا استبعاد الخرطوم من المحادثات، وهو ما نفته مصر"، موضحا أنه "لا يقبل من أي طرف استبعاد أخر لأنها مفاوضات بين 3 أطراف بناء على اتفاقية وقعت بنهم".
خبير الشئون الأفريقية، أكد أن "مصدر تلك الرواية هي لاشك إثيوبيا؛ التي تهدف لإبعاد مصر عن السودان وتدق الأسافين بينهما حتى يرتمي السودان في صف إثيوبيا، وبالتالي تكون قد كسبته ضد مصر"، معلنا عن أسفه أنه "وبعدما كانت تقف الشقيقتان في نفس الصف، الآن الخرطوم تقف مع أديس أبابا، وأصبحت مصر خصما للسودان وليس إثيوبيا التي تحسن العلاقات بينهما رغم وجود خلافات كبيرة سابقة".
اقرأ أيضا : السودان ينفي تلقيه طلب استبعاد من مفاوضات سد النهضة
وأكد الأكاديمي المصري، على وجود دور إسرائيل في الأزمة بين الأشقاء، وقال إن "إسرائيل لها استراتيجية ثابتة بإشغال مصر بمشكلات الجنوب مع السودان حتى لا تركز على الشمال الشرقي حيث إسرائيل"، مضيفا أن "هذه الاستراتيجية مستمرة منذ أزمة انفصال جنوب السودان، وبملف منابع النيل، وخلافات مصر والسودان؛ ومفادها إشغال مصر وسحب جهودها للجنوب".
ولكن شافعي أشار إلى أنه في "المشكلة الأخيرة بين مصر والسودان فإن النظام المصري هو السبب بالتصعيد المستمر وأسلوب المعالة مع النظام السوداني والإملاءات على الخرطوم؛ جميعها أعطت الفرصة للسودان للقيام بهذا التصعيد الأخير"، موضحا أنه "وبرغم ذلك لا ننكر الدور الإسرائيلي التاريخي في هذا الإطار".
يعتقد المحلل السياسي السوداني وائل علي، أن "اتهام إسرائيل بأن لها دورا في أزمة السودان مع مصر؛ هو مبالغة كبيرة"
مصر تحجز 130 مليار متر مكعب من المياه في السد العالي رغم أن حصتها المفترضة 59 مليار متر مكعب"، موضحا أن إثيوبيا تستغل هذه المسألة لتبرير بنائها للسد ولأنها تريد أن تنهض أيضا وتريد إنتاج كهرباء رخيصة
تتويج لأحداث 2017
وعلى صعيد العلاقات المصرية السودانية، شهد العام الماضي مواقف متباينة وتصريحات متوترة وقرارات تصعيدية بين الجانبين، ففي آذار/مارس، قال وزير الإعلام السوداني إن فرعون المذكور بالقرآن كان سودانيا، وإن أهرام السودان أقدم من أهرامات مصر، وهو ما أثار ضجة بالإعلام المصري، فيما رد وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس بلفظ مهين قائلا "إنها تخاريف".
وفي آذار/مارس أيضا، حظر السودان استيراد السلع الزراعية ومستحضراتها المصنعة والأسماك المعلبة من مصر، وأعاد تجديد القرار في آيار/مايو.
وفي نيسان/أبريل 2017، فرضت الحكومة السودانية تأشيرات دخول على المصريين، وهو ما ردت عليه القاهرة بذات الشهر، بمنع الصحافيين السودانيين طاهر ساتي، وإيمان كمال الدين، من دخول مصر.
في 22 كانون الأول/ديسمبر أعلن السودان عن تقديمه شكوى ضد مصر بالأمم المتحدة تفيد عدم اعترافه باتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية واعتبارها اعترافا سعوديا بمصرية حلايب وشلاتين.
هل دخلت العلاقات السودانية المصرية منطقة الخطر؟
هل ينجح وزير الخارجية المصري في "كسر الجمود" مع إثيوبيا؟
تراشق بالتهم بين النهضة ونداء تونس.. فهل يصمدُ التوافق؟ (شاهد)