للمواقف الأخلاقية ضريبتها المذهلة أحياناً، كما يجري الآن في التنكيل المعنوي بمغنية شابة صعدت عالمياً من أقصى الأرض.
فما أن قررت المغنية النيوزيلاندية الشهيرة "لورد"، في كانون الأول/ ديسمبر 2017، إلغاء حفلتها الغنائية التي كان مقرراً إقامتها في "تل أبيب" في حزيران/ يونيو 2018، حتى انصبّت عليها ألوان من الضغوط المتعددة من أوساط الاحتلال الوزارية والديبلوماسية، والمنظمات المرتبطة به حول العالم، وحشد من المحررين والمعلقين في وسائل الإعلام والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.
تضخمت الحملة الضارية ضد "لورد" (اسمها الفني) في الأيام والساعات الأخيرة، لتبلغ مستويات تصعيدية بسيل من تقارير التشويه التي تستهدفها، في صحف ومواقع مرموقة
وقد تضخمت الحملة الضارية ضد "لورد" (اسمها الفني) في الأيام والساعات الأخيرة، لتبلغ مستويات تصعيدية بسيل من تقارير التشويه التي تستهدفها، في صحف ومواقع مرموقة حول العالم بعدة لغات، مع وصمها المتزايد بالدمغة الجاهزة: "العداء للسامية"، لمجرد إلغائها الحفل تجاوباً مع نداءات المقاطعة الثقافية والفنية لكيان الاحتلال.
الحملة في ذروتها وتشهد تصاعداً، وما يخشاه الاحتلال أساساً هو اتساع موجة المقاطعة الثقافية والفنية حول العالم، من مشاهير الفنون الذين تتبعهم جماهير غفيرة، بكل ما لهم من حضور وحظوة وتأثير
الحملة في ذروتها وتشهد تصاعداً، وما يخشاه
الاحتلال أساساً هو اتساع موجة
المقاطعة الثقافية والفنية حول العالم، من مشاهير الفنون الذين تتبعهم جماهير غفيرة، بكل ما لهم من حضور وحظوة وتأثير.
تكشف تفاصيل هذه الحملة بعضاً من آليات عمل منظومة الاحتلال في الضغط المكثف على الشخصيات العامة حول العالم، ومحاولة تطويع المشاهير وترهيبهم إن قرروا اتخاذ مواقف مبدئية وأخلاقية على هذا النحو، وهي ضغوط تتنزّل هذه المرة على مغنية صاعدة عالمياً في الحادية والعشرين من عمرها.
تكشف تفاصيل هذه الحملة بعضاً من آليات عمل منظومة الاحتلال في الضغط المكثف على الشخصيات العامة حول العالم، ومحاولة تطويع المشاهير وترهيبهم
ينخرط في الحملة وزراء في حكومة نتنياهو، مثل وزيرة الثقافة والرياضة المعروفة بنزعتها الفاشية، ميري ريغيف، وديبلوماسيون في سفارات الاحتلال يتقدمهم السفير في نيوزيلاندا، علاوة على منظمات مؤيدة لنظام الاحتلال. وفي غمرة حالة الهوس هذه، فوجئ متصفحو "واشنطن بوست" المرموقة في آخر أيام السنة؛ بإعلان مدفوع الأجر على مساحة صفحة كاملة، مخصص لتشويه "لورد"، ووصفها بأنها أصبحت "متعصبة". الإعلان الذي نشرته حملة يقودها حاخام يدعى "شمولي"؛ اعتبر أنّ المغنية وبلدها نيوزيلندا "يتجاهلان سوريا كي يُهاجما
إسرائيل".
حتى الآن تبدو "لورد" صلبة، وقد اتخذت قراراها الشجاع بعد نشر رسالة مفتوحة مشتركة يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر 2017، بقلم المعلمة والنقابية والناشطة
الفلسطينية نادية أبو شنب، المقيمة في نيوزيلندا، والكاتبة اليهودية النيوزيلاندية جاستين زاكس. إنها رسالة معبِّرة عن واقع يريد الاحتلال التعمية عليه ومواصلة تضليل العالم، بعيداً عن الحقائق الكريهة التي يصنعها.
استنفرت منظومة الاحتلال قواها في مواجهة مغنية شابة، بما يوحي بمخاوفه الوجودية؛ حتى من صحوة الضمائر على منصّات الغناء.