تشهد مدينة بيروت هذه الأيام؛ سلسلة لقاءات علنية وغير علنية، بين قيادات القوى الإسلامية والقومية والفلسطينية، لمواكبة وتقييم التطورات الجارية، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وتتم هذه اللقاءات بين شخصيات قيادية إسلامية مقاومة، إما بشكل ثنائي أو من خلال لقاءات مشتركة مع قوى أخرى، قومية وفلسطينية. كما تعقد ندوات واجتماعات خاصة، بدعوة من بعض المؤسسات الفكرية والبحثية، أو من جهات معنية بقضية القدس، كمؤسسة القدس الدولية والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي – الإسلامي، وهيئات ثقافية وفكرية لبنانية وعربية، إضافة للقاءات بين قيادات عدد من الحركات الإسلامية بهدف تقييم الفترة الماضية، ووضع خطط وأفكار لمواجهة المرحلة المقبلة، ولا سيما البحث الجدي في تشكيل جبهة موحدة لقوى المقاومة.
ويتحدث بعض المشاركين في هذه اللقاءات عن أهم النقاط والقضايا التي يتم التطرق إليها، سواء حول قضية القدس والقضية الفلسطينية، أو أوضاع العلاقة بين القوى والحركات الإسلامية، أو بين هذه القوى والقوى القومية، وكذلك بين قيادات المقاومة. ومن أبرز النقاط التي جرى الإشارة إليها:
قرار الرئيس الأمريكي، وما حصل من تداعيات حتى الآن، أعاد الأولوية للقضية الفلسطينية في كل دول المنطقة
أولا: إن قرار الرئيس الأمريكي، وما حصل من تداعيات حتى الآن، من ردود فعل رسمية وشعبية أو من تحركات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة والقدس والضفة، أعاد الأولوية للقضية الفلسطينية في كل دول المنطقة، وتراجعت الاهتمامات الأخرى إلى مرتبة ثانية.
ثانيا: رغم أن بعض مواقف الدول العربية والإسلامية لم ترق إلى مستوى التحدي، واضطرت بعض هذه الدول والسلطة الفلسطينية إلى مراعاة حساباتها ومصالحها السياسية، لكن في المقابل؛ فإن القرار الأمريكي لم يجد أية تغطية من أية دولة في العالم، حتى تلك المتحالفة مع أمريكا.
ثالثا: إن الحراك الشعبي في الدول العربية والإسلامية وعلى الصعيد الدولي؛ يشكل مدخلا مهما من أجل تشكيل رأي عام جديد، داعم للقضية الفلسطينية ومعارض بقوة للكيان الصهيوني، بعد سنوات عدة من تراجع الاهتمام بهذه القضية.
مع أن الحراك لم يتحول إلى انتفاضة شعبية أو مسلحة شاملة، فإنه نجح في فرض خيار المواجهة والمقاومة على خيار المفاوضات والتسويات
معركة القدس وموازين القوى الجديدة: بين الطروحات الكبرى والوقائع الميدانية