نشرت مجلة "ماجيك مامون" الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على أهم مخاوف الطفل من المضايقات التي يتعرض لها في المدرسة، وكيفية مواجهة هذا الوضع، بالإضافة إلى تأثيرات هذا النوع من المشاكل على الطفل والعائلة على حد سواء.
وقالت المجلة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن طفلا من أصل أربعة أطفال تعرضوا لمضايقات معنوية أو جسدية من قبل أقرانهم، منذ سنوات الدراسة الأولى. وهو أمر يجعل الوالدين في حيرة حول كيفية التعامل مع هذا الوضع الحساس.
وذكرت المجلة أن المضايقة داخل المدارس قد تكون لها أشكال متعددة، على غرار العنف اللفظي والجسدي. كما تتميز بثلاث خصائص أساسية؛ أولها يتمثل في تواصل المضايقة على مدى العام الدراسي. ثانيا، تعرض الطفل للمضايقة بصفة يومية. وأخيرا، التفاوت في القوى، فقد يتعرض الطفل للمضايقة من قبل طفل آخر أكثر منه قوة، والأسوأ أن يكون ذلك من قبل مجموعة من الأطفال.
وأضافت المجلة أنه من السهل على الأهل التفطن لتعرض الطفل للمضايقة في المدرسة، مقارنة بتعرض المراهق لمثل هذا الموقف؛ نظرا لأن الطفل يميل عادة للإفصاح عن يومياته، على عكس المراهق الذي يكون كتوما في غالب الأحيان. كما أن الأطفال الذين يتعرضون للمضايقة يشعرون بالإحراج، ولا يحبون التحدث عن ذلك، وهنا يبرز دور الأهل في تشجيعهم على التواصل معهم، وإيلاء كل ما يقوله أبناؤهم الاهتمام اللازم.
وأشارت المجلة إلى أن فترة المراهقة تتميز بانقطاع الحوار بين الطفل وأبويه، وهو ما يزيد الأمر تعقيدا، خاصة في حال تعرض للمضايقات. وخلال هذه المرحلة العمرية، يجب الحرص على تعزيز العلاقة بين الإخوة؛ لأن الطفل لا يجد صعوبة كبيرة في الإفصاح عما يضايقه لشخص في مثل عمره.
وأوردت المجلة أن تراجع المردود الدراسي للطفل دليل على تعرضه للمضايقات. من ناحية أخرى، إذا توقف طفلك فجأة عن الحديث عن أنشطته اليومية ووقته الذي يقضيه رفقة أصدقائه، فهذا دليل على أن الطفل يتعرض للمضايقة؛ لأن ذلك سيتسبب في ميله دائما للعزلة وفقدان أصدقائه.
وأضافت المجلة أن المضايقات التي يتعرض لها الطفل لها آثار سلبية على حياته على المدى القريب والبعيد. فعلى المدى القريب، من المحتمل أن يتدنى مستوى الطفل الدراسي، ناهيك عن عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة، وإصابته باضطرابات الأكل. وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الإصابة بالاكتئاب وخسارة الوزن.
وتجدر الإشارة إلى أن توقف المضايقات لا يعني نهاية الإحساس بالضيق بالنسبة للطفل. فكلما كانت فترة المضايقة طويلة، احتاج الطفل لوقت أطول كي يتمكن من تجاوزها. أما على المدى البعيد، فقد تترتب عن هذه المضايقات مشاكل نفسية قد ترافق الطفل عندما يكبر، خاصة في حال تعرض لحالة مهنية شبيهة لما مر به سابقا، وحينها سيفقد فجأة ثقته في نفسه.
وأوضحت المجلة أنه ينبغي على الأهل التواصل مع إدارة المدرسة في حال راودتهم الشكوك حول تعرض طفلهم للمضايقات، علما أن الدولة حثت المدرسين على الأخذ بزمام الأمور لمجابهة مثل هذه المشاكل التي يتعرض لها الأطفال داخل المدرسة. وفي الواقع، قد يكون نقل الطفل إلى مدرسة أخرى حلا من الحلول الجيدة إذا لم يتمكن الإطار التربوي من وقف المضايقات التي يتعرض لها.
وأفادت المجلة بأن عمل المؤسسات التعليمية لا يقتصر على الإحاطة بالطفل الذي يكون عرضة للمضايقات فحسب، وإنما يجب عليها أن توضح للأطفال المتنمّرين مدى خطورة ما يمارسونه من عنف مادي ومعنوي، وعدم الاكتفاء بمعاقبتهم. كما يجب زيادة الوعي لدى بقية الأطفال بضرورة الإبلاغ عن أي حالة تنمر تعرض لها أحد أقرانهم داخل المدرسة.
وفي الختام، ذكرت المجلة عدة طرق أثبتت نجاعتها في الحد من تعرض الأطفال للمضايقات داخل المدرسة. وخير مثال على ذلك المدارس في إسبانيا، حيث يقوم المدرسون بجعل الأطفال يمثلون دور المتنمر تارة، ودور الضحية تارة أخرى؛ لكي ينمو لديهم الوعي بمدى خطورة مثل هذه السلوكيات.
شاهد أجمل صور للقمر العملاق حول العالم في 2017 (صور)