نشر موقع "بوليغلوت وورلد" الفرنسي تقريرا، تحدث فيه عن أربع عراقيل من شأنها أن تعيق محاولة شخص ما لتعلم لغة جديدة وتمنعه من تطوير مهاراته. والجدير بالذكر أن بعض الأشخاص يميلون إلى التسليم بضعف إمكانياتهم وعجزهم عن تعلم أي لغة جديدة، مما يحول دون قيامهم بأي محاولة في الصدد.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن عبارة "الفشل" لا يجب أن تكون ضمن قاموس مفردات أي شخص يرغب في تعلم لغة جديدة. في الواقع، يجب أن يتحلى الإنسان بالعزيمة عند محاولة اكتساب مهارات لغوية جديدة. وغالبا ما لا يكون اكتساب لغة جديدة وليد الصدفة، حيث يتطلب ذلك وجود حافز ما ورؤية ثاقبة نحو الهدف، في ظل اتباع إستراتيجية محددة والمثابرة لبلوغ الغاية المنشودة.
وذكر الموقع أن المعرقل الأول الذي قد يحول دون تعلم البعض للغة جديدة يتمثل في التردد بين خوض التجربة أو الانسحاب منها، وذلك على الرغم من أن الإنسان قد يكون في البداية عازما على بلوغ هدفه، ويتملكه الحماس لتعلم هذه اللغة. والجدير بالذكر أن الحافز الجوهري يعد العامل الرئيسي الذي يدفع الإنسان إلى التمسك بتحقيق هدف ما، في حين يلعب الحافز الخارجي دورا محوريا أيضا.
وأضاف الموقع أن الدافع الخارجي الإلزامي سيلقي حتما بظلاله على جودة التعلم ومدى مثابرة الشخص على تحقيق مراده. وبغية تعلم لغة جديدة، من الضروري أن يجد الفرد دوافع ذاتية تحفزه على خوض غمار هذه التجربة، على غرار تحصيل درجات دراسية جيدة أو حصد مكافآت مالية من قبل الوالدين أو بلوغ آفاق مهنية أرحب أو التغلب على التحديات الشخصية.
وأورد الموقع أن المعرقل الثاني يتمثل في عدم تحديد الإنسان للأهداف التي يروم تحقيقها من خلال تعلم لغة جديدة. ففي الحقيقة، ينبغي لأي شخص يرغب في تعلم لغة جديدة أن يحدد أهدافه مسبقا، على غرار أنه يطمح إلى أن يوظف تلك اللغة خلال حياته اليومية أو من أجل مسيرته المهنية أو بغية قراءة وفهم الصحف ومشاهدة الأفلام والمسلسلات التي يتابعها أو فهم المستندات التقنية أو التحاور الشفوي مع الأصدقاء أو الأشخاص المحيطين به أو بهدف التواصل بشكل سلس مع الآخرين عند زيارة بلدان أخرى.
بناء على ذلك، ينبغي أن يكون الهدف من وراء تعلم لغة جديدة واضحا ودقيقا وقابلا للتحقيق، كما يجب أن يكون شخصيا. فضلا عن ذلك، يجب أن يقيم الفرد المكاسب التي حققها في إطار سعيه لبلوغ هذا الهدف. وفي هذا السياق، يمكن استخدام بعض المواقع أو التطبيقات التي تقيم مدى تمكن الشخص من اللغة أو مدى التزامه بالفترة الزمنية التي خصصها لهذا الهدف، والتي من شأنها أن تسمح له بالتواصل مع محيطه المهني أو الشخصي.
وبين الموقع أن المعرقل الثالث يتمحور حول عدم وضع إستراتيجية واضحة لتعلم لغة ما، أي تحديد الخطوات الضرورية التي ينبغي اتخاذها للوصول إلى ذلك الهدف. في الأثناء، قد يجد البعض صعوبة في وضع إستراتيجية تتناسب مع أهدافه لتعلم لغة جديدة، حيث قد يعجز الشخص الذي يرغب في اكتساب مهارات لغوية جديدة عن تحديد النقطة التي يجب أن ينطلق منها في الصدد.
وأوضح الموقع أن من بين الصعوبات التي يواجهها الإنسان لوضع إستراتيجية لتعلم لغة جديدة، عجزه عن الموازنة بين الوقت المخصص لتعلم الجانب النحوي وتحصيل مصطلحات جديدة، أو تحديد الوقت المناسب للتحدث أو الكتابة بتلك اللغة أو كيفية مراجعة الأخطاء التي يقع فيها. علاوة على ذلك، قد يجد الفرد صعوبة في وضع مخطط واضحا يمكنه من التقدم نحو هدفه بسرعة وفعالية.
ولتجاوز هذا المعرقل، من الضروري في المقام الأول وضع منهج للتعلم، ثم تعزيز الجهود الشخصية من خلال استشارة أساتذة متخصصين لتصحيح النطق والإجابة عن الأسئلة التي قد تستعصي على الفرد.
وأقر الموقع بأن المعرقل الرابع يتمثل في غياب عامل المثابرة، حيث لا يكفي توفر الحافز لبلوغ الهدف المنشود. في الأثناء، من المهم للغاية أن لا يتخلى الإنسان عن الهدف في منتصف الطريق، حتى لا تذهب جهوده وأمواله التي أنفقها سدى.
وفي الختام، أفاد الموقع أنه وحتى يقطف المرء ثمار النجاح فيما يتعلق بتعلم لغة جديدة، لا بد أن يتسلح بالإصرار حتى يتحقق هدفه على أرض الواقع. من هذا المنطلق، وبغض النظر عن النسق الذي يتبعه الإنسان لتعلم مهارات لغوية جديدة، ينبغي أن لا يتوقف في منتصف الطريق.