أكد مصدران مقربان من قيادة الجيش في تعز (جنوب غرب اليمن)، مساء الاثنين، أن ضابطا رفيعا في القوات الإماراتية المشاركة ضمن التحالف، الذي تقوده السعودية، هدد باستهداف وحدات الجيش بضربات جوية في حال واجهت كتائب "أبي العباس" الموالية لأبو ظبي.
وقال المصدران لـ"عربي21" -اشترطا عدم الإفصاح عن اسميهما- إن قائدا إماراتيا يدعى "أبو أحمد" هدد بشن ضربات جوية ضد قوات الجيش الوطني في حال أي مواجهة مع جماعة "أبي العباس" السلفية، التي تثار حولها تحركاتها الشبهات والشكوك.
جاء ذلك بعد أيام قليلة من مواجهات دامية دارت بين قوات موالية لقيادة الجيش بتعز، ومجاميع مسلحة تابعة لـ"أبي العباس"، بعد محاولة الأخيرة اقتحام مقرات أمنية، بينها "إدارة المباحث" ومبنى "شرطة المدينة". وفقا لرواية اللجنة الأمنية (أعلى سلطة رسمية في تعز)، أسفرت عن سقوط قتيل وعدد آخر من الجرحى.
وبحسب المصدرين، فإن التهديد الذي وجهه "أبو أحمد" جاء خلال مكالمة هاتفية، يوم أمس الأول، بقائد محور تعز العسكري، اللواء خالد فاضل، أثناء اجتماعه الأمني الذي عقده بالتزامن مع المواجهات التي كانت تدور بين مجاميع "أبي العباس" وقوات حراسة مقري الشرطة والمباحث غربي المدينة.
وأبو العباس، قيادي بارز في المقاومة بتعز، اسمه "عادل عبده فارع"، يعرف بـ"ولائه للإمارات"، منحه الرئيس اليمني رتبة عقيد، فيما تم إدراجه في قائمة ممولي الإرهاب، الصادرة عن الولايات المتحدة ودول الخليج، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وكان قائد المقاومة الشعبية في تعز، الشيخ حمود المخلافي، المقيم خارج اليمن، قد كشف في تدوينة على حسابه بموقع "تويتر" عن تهديد تلقاه قائد محور تعز في مكالمة هاتفية جرت مع قائد إماراتي، بقصف القوات الحكومية.
وتساءل المخلافي في التدوينة التي نشرها قائلا: أصحيح هذا يا تعز؟
وأضاف إن القائد الإماراتي "أبو أحمد" قال لقائد محور تعز، خالد فاضل، في اتصال هاتفي، بالحرف الواحد: "بطلوا اللعب مع أبي العباس، وإلا فالطيران في الجو".
وكانت اللجنة الأمنية في تعز قد رفعت مذكرة للرئيس عبدربه منصور هادي، اتهمت فيها أبا العباس ومجاميعه الخارجة عن مؤسسات الدولة بممارسة الفوضى في المدينة، والاعتداء على مقار أمنية فضلا عن إقامة سجون يحتجز فيها مدنيون وعسكريون بطريقة غير شرعية. وفقا للمذكرة التي حصلت عليها "عربي21".
ويسود الاعتقاد على نطاق واسع في اليمن بأن "أبوظبي" تسعى إلى تأسيس قوة أمنية تحت مسمى "الحزام الأمني"؛ للتحكم بالملف الأمني في تعز، تم تدريبها وتسليحها لهذا الغرض، بقيادة القيادي السلفي، عادل فارع، قائد ما تسمى "كتائب أبي العباس" هناك، الذي سبق أن حصل على مدرعات ومركبات عسكرية من قواتها المتمركزة في عدن (جنوبا).
يشار إلى أن محافظ تعز، علي المعمري، الذي استقال في أيلول/ سبتمبر الماضي، ورفضها الرئيس هادي، قد رفض عرضا إماراتيا بالموافقة على تشكيل قوات "حزام أمني" في المدينة، مطالبا بتقديم الدعم للأجهزة الأمنية والعسكرية الرسمية، والجدية في رفع الحصار عنها.
هادي يطيح بـ"حاكم المهرة" أبرز حلفائه المناوئين للإمارات
قتيل وإصابة أكثر من ستة بمواجهات دامية في تعز اليمنية
الإمارات تعلن مقتل ثاني جندي لها خلال أسبوع باليمن