قال الناشط والمحامي الحقوقي المصري البارز خالد علي اليوم الاثنين إنه يعتزم الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، وذلك في تحد لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي يتوقع على نطاق واسع أن يعلن ترشحه لفترة رئاسية ثانية.
وعلي هو أول من يعلن عزمه الترشح ضد السيسي الذي انتخب رئيسا للبلاد عام 2014 بعد أن أعلن حين كان وزيرا للدفاع وقائدا للجيش عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه عام 2013.
وقد يحرم علي (45 عاما) من الحق في الترشح للانتخابات الرئاسية إذا ما أيدت محكمة استئناف حكما أصدرته محكمة للجنح في سبتمبر/ أيلول بحبسه لثلاثة أشهر بتهمة ارتكاب فعل فاضح خادش للحياء العام. وينفي علي هذه التهم ويقول إنه واثق من البراءة.
وقال علي في مؤتمر صحفي بمقر حزب الدستور المعارض بالقاهرة: "قرارنا اليوم هو الإعلان عن البدء في بناء حملتنا إداريا وتنظيميا من أجل الاستعداد للترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية وإعداد مسودات وثائقها وبرنامجها وطرحها للنقاش المجتمعي لتقديم بدائل لإنقاذ مصر من هذا المصير المظلم".
وانتقد علي الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والحقوقية في عهد السيسي.
وقال: "نستعد لهذه الانتخابات بلا أوهام حول نزاهة الخصم أو عدالة السياق الذي تجري فيه العملية الانتخابية الآن، لكننا نعاهدكم أننا لم ولن نكون في ملهاة سياسية أو انتخابية وسنناضل مع كل القوى السياسية لانتزاع ضمانات حقيقية من أجل هذه المعركة.. من أجل فتح المجال العام".
وأضاف أن برنامجه قائم على إنهاء سياسات التقشف الاقتصادي والعدالة الاجتماعية ومحاربة الإرهاب دون تقويض للحريات.
وصعد نجم علي في يناير/كانون الثاني بعد حصوله على الحكم النهائي ببطلان الاتفاقية التي تضمنت نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى السعودية. وأثارت الاتفاقية اعتراضات واحتجاجات كبيرة في مصر العام الماضي.
وسبق لعلي خوض الانتخابات الرئاسية التي جرت عام 2012، وجاء في المركز السابع من بين 13 مرشحا بعد حصوله على أكثر من 100 ألف صوت.
وكان علي أصغر المرشحين سنا فقد كان يبلغ من العمر حينها 40 عاما وهو الحد الأدنى المطلوب للترشح للمنصب.
وفي عام 2014 قال علي إنه لن يخوض انتخابات الرئاسة في هذا العام ووصفها بأنها "مسرحية"، وأعلن رفضه لترشح السيسي.
وقال علي في مقابلة أجرتها معه "رويترز" في يونيو /حزيران إن الظروف سيئة للغاية في البلاد في عهد السيسي لدرجة أن أي شخص يستطيع الفوز عليه إذا أجريت انتخابات نزيهة.
ولم يعلن السيسي بعد ترشحه لفترة ثانية لكن يتوقع على نطاق واسع أنه سيفعل ذلك. واكتسح السيسي انتخابات 2014 وحصل على 97 بالمئة من الأصوات، وقال السيسي إنه سيمتثل لإرادة الشعب فيما يتعلق بالترشح.
ورغم معاناة قطاع كبير من الشعب المصري بسبب ارتفاع الأسعار ورفع جزء كبير من دعم الطاقة لا يزال الكثير من المصريين يعتبرون بقاء السيسي مهما للاستقرار في البلاد التي تضرر اقتصادها كثيرا بسبب الاضطرابات التي أعقبت انتفاضة 2011.
وفي عهد السيسي سُجن آلاف المعارضين وحجبت الحكومة العديد من المواقع الإخبارية المستقلة وفرضت قيودا صارمة على إجراء استطلاعات الرأي.
مقاطعة جماعية
وفي وقت سابق اليوم قال علي في بيان على حسابه بـ"فيسبوك" إن قوات الأمن داهمت مطبعة كانت تطبع الأوراق الخاصة بالمؤتمر الصحفي وصادرت جزءا من الأوراق ومزقت بقيتها. ووصف ذلك الإجراء بأنه "محاولة قمعية".
لكن مصدرا أمنيا رفيع المستوى نفى ذلك. وقال إن ما تردد في هذا الصدد "عار تماما عن الصحة".
وقال علي لـ"رويترز" إن قوات الأمن اتهمت مالك المطبعة بطباعة وثائق تضر بالأمن القومي.
وأضاف أنه اضطر لعقد المؤتمر الصحفي في حزب الدستور بعد رفض نقابتين استضافة المؤتمر. وكون علي حزبا لا يزال تحت التأسيس هو حزب العيش والحرية.
وانتقد علي ما وصفها بمحاولات تشويهه في وسائل الإعلام الحكومية بسبب إعلانه التفكير في خوض سباق الانتخابات الرئاسية.
وبدأت محاكمة علي في مايو/ أيار بعدما نسب إليه توجيه إشارة بذيئة بيديه خلال احتفال بصدور حكم نهائي من المحكمة الإدارية العليا يوم 16 يناير/ كانون الثاني ببطلان توقيع اتفاقية لتعيين الحدود البحرية مع السعودية.
وتتعلق القضية بصورة منسوبة له يظهر فيها وهو يوجه هذه الإشارة. ويقول علي إن الصورة غير حقيقية.
ولمح علي إلى أن الحكم بحبسه عقاب له على رفعه دعوى قضائية تطالب ببطلان اتفاقية تعيين الحدود البحرية مع السعودية، وستعقد أولى جلسات الاستئناف على الحكم بعد غد الأربعاء.
وقال علي في المؤتمر الصحفي اليوم: "سنقدم دفاعنا وسنقدم طلباتنا. نحن على أمل أن البراءة استحقاق لنا".
وأضاف أن قرار السماح له بخوض الانتخابات أو حرمانه سيكون في يد اللجنة المشرفة على الانتخابات.
وقال علي إنه قد يتخذ قرارا بمقاطعة الانتخابات إذا ارتكبت انتهاكات للعملية الانتخابية.
وقال: "نحن نتوقع من هذه السلطة الكثير من أشكال القمع والاستبداد لكننا ... إما مشاركة في هذه الانتخابات وإما مقاطعة جماعية من كل القوى السياسة ومقاطعة إيجابية تدعو المصريين لعدم النزول في الشارع وليدخل عبد الفتاح السيسي لوحده هذه الانتخابات هو ومن معه".
خالد علي يعلن ترشحه للرئاسة المصرية .. هؤلاء سيدعمونه
دعوات للمصالحة في مصر على غرار "فتح" و"حماس".. إلى أين؟
هل نسف السيسي بالطوارئ ما يروجه إعلامه عن استقرار مصر؟