أثارت القائمة الأمريكية الخليجية المشتركة بفرض عقوبات ضد كيانين و11 شخصا من اليمن، كممولين وداعمين لتنظيمي القاعدة وتنظيم الدولة عاصفة من الجدل، وسط تساؤلات عدة عن أهمية ودوافع هذا الإجراء.
وكان لافتا، أن القائمة الصادرة يوم الأربعاء الماضي، تضمنت شخصيات سياسية بارزة موالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وللتحالف الداعم لها بقيادة السعودية، إلا أن ما لم يمكن فهمه تماهي الأخيرة مع تصنيفات بحق من لجأوا إليها وأيدوا تدخلها في بلادهم. وفقا لمراقبين.
وجاء على رأسها محافظ البيضاء (وسط البلاد) السابق، نايف صالح القيسي، الذي أقيل من منصبه من قبل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في تموز/ يوليو من العام الجاري، والمصنف من قبل الولايات المتحدة بتمويل القاعدة في وقت سابق من العام الماضي.
كما جاء ضمن القائمة أمين عام "اتحاد الرشاد" (حزب سلفي ) في اليمن عبد الوهاب الحميقاني، الذي أدرج سابقا في قائمة الدول المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، في جزيران/ يونيو الماضي، والمصنف على قائمة العقوبات التي أصدرتها واشنطن في كانون أول/ ديسمبر من العام 2013، بتمويل القاعدة، ورفضتها الحكومة اليمنية حينها.
وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس، تظاهرة إلكترونية للدفاع عن الحميقاني على وسم " #الحميقاني_مقاوم_وليس_إرهابيا.
ومن أبرز الأسماء المشمولة بالعقوبات، عادل عبده فارع عثمان الذبحاني، المعروف بـ" أبو العباس"، أحد القيادات العسكرية البارزة في "المقاومة الشعبية" من التيار السلفي في مدينة تعز (جنوب غرب).
كما يصنف الرجل الذي يقود فصيلا عسكريا قويا في تعز يحمل اسم "كتائب أبو العباس" بأنه أحد الحلفاء البارزين "أبوظبي"، الذي تلقي دعما عسكريا منها بعدد من العربات والمدرعات الحربية.
فيما يحمل فارع رتبة "عقيد" في الجيش الوطني، بعد ترقيته من قبل الرئيس اليمني في آذار/ مارس الماضي، وتحدثت أنباء عن أن الإمارات، تحضره لقيادة "حزام أمني" في تعز، على غرار التشكيلات العسكرية الموالية لها في محافظات جنوب البلاد.
مزاجية وتقلب
ويرى الكاتب والباحث السياسي اليمني، نبيل البكيري، أن اليمن واليمنيون، باتوا ضحايا الخليج وسياساته المتقلبة والمزاجية تجاه مشاكل المنطقة كلها.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن اليمنيين يدفعون ضريبة لجوئهم للخليج، دون رؤية واضحة لماهية هذا التحالف وطريقة أدائه ونوع الشراكة القائمة بين التحالف ( التحالف الذي تقوده السعودية) والشرعية اليمنية.
وأوضح البكيري أن إدراج شخصيات من المؤيدة للشرعية المدعومة خليجيا، هي "تهمة مبطنة باتهام الدول الخليجية ذاتها بتمويل ودعم الاٍرهاب"، على حد قوله.
وبحسب الباحث اليمني، فإن عدم تصنيف وإدراج جماعة الحوثي أو أيٍّ من قادتها ضمن قوائم الاٍرهاب حتى الآن، من قبل الدول الخليجية أو حتى الأمريكان، يعد "مؤشرا واضحا على موقف الجميع من الحوثيين على أنها ليست عدوة لهذه الجهات، وأنه يمكن التعامل معها مستقبلا".
توظيف سياسي
من جهته، قال الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، محمد الأحمدي إنه من حق الولايات المتحدة أو أي دولة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأمن والسلم، ومواجهة آفة الإرهاب، في إطار القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.
واستدرك قائلا: "من الواضح أن هناك سياسات ممنهجة للاستثمار والكيد السياسي بذريعة الحرب على الإرهاب، حتى أصبحت القوائم الأمريكية تستخدم في حالات كثيرة كجزء من هذه السياسات، مثال على ذلك؛ المناضل العالمي الحائز على نوبل للسلام "نيلسون مانديلا"، ( الرئيس الراحل لجنوب إفريقيا) ظل بحسب التصنيف الأمريكي إرهابيا، ولم يرفع اسمه إلا قبل وفاته بمدة وجيزة".
وأوضح الأحمدي أنه في الحالة اليمنية، يبدو التوظيف السياسي لتهمة الإرهاب واضحا في إدراج شخصيات يمنية مناهضة للحوثيين ومحسوبة على الحكومة الشرعية، في محاولة يراها اليمنيون لإضعاف أو تقويض وإعاقة نضالات اليمنيين في سبيل استعادة الدولة، والدفاع المشروع عن النفس ضد مليشيا تحالف الانقلاب. مؤكدا أن توقيت إعلان عمليات الإدراج يأتي في أعقاب كل خطوة متقدمة تتخذها الحكومة الشرعية في هذا السياق.
ووفقا للناشط الحقوقي اليمني، إن الإدراج في قوائم الخزانة الأمريكية إجراء أحادي يفتقد لحيثيات قانونية، لكنه لم يشر إلى "موافقة دول الخليج عليها"، إلا أنه عدّ أن التصنيف الأمريكي يفتقر للمعيار القانوني، ولو لم يكن كذلك لأمكن للأشخاص المدرجين فيها الطعن أمام القضاء الأمريكي، ناهيك أن المعايير التي يبنى عليها تصنيف بعض الشخصيات غير معروفة. مستدلا بأن البعض ممن وردت أسماؤهم معروفون بنشاطهم المدني السياسي كـ "عبد الوهاب الحميقاني"، أو شخصيات أخرى معروفة بنشاطها المناهض للحوثيين.
وبحسب الأحمدي، فإن اللافت في القوائم خلوها من أي قيادي حوثي رغم جرائمهم التي تصنف طبقا للقانون بأنها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وهي جماعة عنف تحاول فرض أفكارها بقوة السلاح.
أبو العباس ينفي
وفي السياق ذاته، أعلن عادل عبده فارع ( أبو العباس) الذي يحمل الرقم 7 في قائمة ممولي الإرهاب التي صدرت يوم الأربعاء الماضي، أنه فوجئ بورود اسمه ضمن قائمة الداعمين للإرهاب من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وقال في بيان له صادر الجمعة، إنه سبق أن أدان الإرهاب وأعلن مواجهته. مجددا استنكاره لكل أنواع وأشكال وطرق ووسائل الإرهاب.
وأكد قائد كتائب "أبو العباس" (تحمل نفس كنيته)، تأييده لشرعية عبدربه منصور هادي، ولدول التحالف العربي وجهودها في مكافحة الإرهاب والتطرف.
ونفى نفيا قاطعا وجود أي صلة تربطه بالجماعات الإرهابية أو دعمها بأي صورة من صور الدعم والتأييد داخل اليمن أو خارجها. لافتا إلى أنه جندي في صفوف الشرعية ومساندا لها في معركتها المسنودة بالتحالف لاستعادة الدولة من المليشيات الانقلابية.
وأوضح عادل عبده فارع أن هناك حملات استهداف ممنهجة تريد تشويههم والنيل منهم ولصق تهمة الإرهاب بهم، وهي تهمة سبق للمليشيات الانقلابية أن وجهتها لكل الشعب اليمني المناهض لها.
كما عبر عن استعداده للوقوف والامتثال أمام القضاء وجهات التجقيق في اليمن، أو دولة الإمارات التي يصنف الرجل بأنه حليفها البارز في مدينة تعز (جنوب غرب)، أو السعودية، قائدتي تحالف دعم الشرعية، في أي قضية يتم التهامنا بها وفقا للقوانين النافذة في البلاد.
كما دعا للتحقيق في صحة التهمة المنسوبة ضده التي نفاها إطلاقا، مشددا على حقه في البراءة حتى تثبت إدانته، التي كفلتها الشريعة الإسلامية السمحاء.
وأفاد بأن القضاء اليمني وحده هو صاحب الحق في الإدانة والعقاب. منوها إلى أنه سيرفع دعوة قضائية لإسقاط التهم الكيدية الزائفة الواردة في بيان وزارة الخزانة الأمريكية، ومقاضاتها لما لحقه من آثار في سمعته وشخصه الاعتباري، محملا في الوقت نفسه واشنطن المسؤولية عن سلامته الشخصية.
وشملت القائمة أسماء جديدة، هي بلال علي محمد الوافي، وخالد العبيدي، ونشوان الوالي اليافعي، وخالد المرفدي، ورضوان محمد حسين قنان وسيف الرياشي، وأبو سليمان العدني، بالإضافة إلى "سوبر ماركت الخير" قيل إنه يقع في منطقة عزان بمحافظة شبوة (جنوب شرق)، وفقا لتقارير صحفية.
مطالب بحماية الهاربين من دير الزور بسوريا ووقف الجرائم بحقهم
هيئة: 400 ألف طفل مازالوا مشردين بعد معركة الموصل
منظمة حقوقية تندد بتفاقم "جرائم" الإمارات باليمن