شن نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، كوسرت رسول، الأربعاء، هجوما غير مسبوق على قيادات داخل حزبه، وفيما وصفهم بـ"غير الناضجين"، فقد اتهمهم بـ"إقحام أنفسهم في الصفحات السوداء للتاريخ".
وقال رسول في بيان له إن "منبع نضال شعبنا الذي يمتد تاريخه منذ عشرات السنين ويتسع مداه باستمرار من أجل تحقيق حياة حرة وكريمة أوصل رسالته المباركة على مدى الأجيال المتلاحقة، إلى أن وصلت إلى أيدينا اليوم، ومن أجلها ضحى العديد من القادة الشجعان وعشرات الآلاف من الشباب الأبطال بأنفسهم وسطروا بالعز أسماءهم في صفحات التاريخ".
وأضاف نائب رئيس إقليم كردستان العراق أنه "بدلا من أن يقف المجتمع الدولي والأصدقاء والحلفاء في العالم والمنطقة، للإصغاء لنا من أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة، واحترام إرادة أمتنا، فقد واجهنا (مؤامرة) متعددة الأطراف، وأثبتوا مرة أخرى حقيقة أنه (ليس للشعب الكردي أي صديق آخر سوى الجبال)".
اقرأ أيضا: برعاية سليماني.. هذا ما اتفق عليه نجل الطالباني والعامري
وأوضح أن "ترك شعبنا وحيدا أمام هجمات واعتداءات مليشيات الحشد الشعبي وقطعات الجيش العراقي، والأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية في كركوك والمناطق الكردستانية الأخرى، والقتل الجماعي للمواطنين الأكراد في مدينة طوزخورماتو والمناطق الأخرى وتهجيرهم وحرق ممتلكاتهم ونهب ثرواتهم، لا تتحمل أي قراءة أخرى سوى كونها أنفالا أخرى ضد الأكراد".
واستدرك رسول قائلا: "لكن ما يعمق الجرح أكثر هو قيام بعض المنحرفين عن نهج الاتحاد الوطني الكردستاني دون العودة إلى قادة حزبنا بالتعاون مع المحتلين والتورط معهم بهدف الحصول على بعض المكاسب الشخصية والمؤقتة، وبهذا العمل القذر والمعيب أقحموا أنفسهم في الصفحات السوداء لتاريخ شعبنا من بوابة العار".
وخاطب القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، كوادر الحزب بالقول إنه "بشهادة جميع الأطراف، فإننا قمنا بكل ما بوسعنا لحماية أرواح المواطنين وممتلكاتهم وأرض كردستان المباركة في كركوك والمواقع الأخرى بهدف عدم خسارة المكتسبات الاستراتيجية لشعبنا ولم نقصر في ذلك".
وأردف قائلا: "لكن من الواضح أن تكالب المحيطين، وعدم التكافؤ في القوة، وشراسة الصراع إلى جانب الدور غير الجماهيري للأيادي السوداء في الداخل والذي أصبح سبباً في إخلاء جزء مهم من الجبهات والتخلي عن إسناد القوات لصالح الأعداء، أدت إلى جعل الظروف غير مواتية لصالح شعبنا وتحقيق أهدافنا القومية وفقدان جزء مهم من مكاسب الشعب الكردي".
وتابع رسول بأنه "على الرغم من كل هذا، ورغم أن الخسائر كبيرة جدا من جهة فقدان مكتسباتنا القومية الآن، فإن مسؤولية مأساة كركوك وطوزخورماتو وجميع الخسائر البشرية البشرية والمادية والمعنوية الأخرى لشعبنا يتحملها هؤلاء من غير الناضجين في الاتحاد الوطني الكردستاني".
اقرأ أيضا: معارك كركوك تفجر خلافات الأحزاب الكردية وتبادل تهم بالخيانة
وزاد قائلا: "لكننا نظن أن هذا ليس نهاية الطريق وأن الإرادة الحرة للأكراد تعوّدت على هذا النوع من السقطات لذا فإن الوقوف والتقدم إلى الأمام ليس بالعمل الصعب، وإننا ومن أجل هذه الأهداف سنبقى بيشمركة أوفياء وإننا ماضون على درب الشهداء".
ودعا نائب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني في ختام حديثه "جميع القوى والأطراف السياسية الكردستانية للإسراع في إعادة ترتيب البيت الكردي، وأخذ عبرة من الأحداث، والحفاظ على وحدة صف شعبنا وتقويته، لأنه الطريق الأوحد لتعزيز النضال الكوردايتي (مختصر اسم الاتحاد الوطني)".
وكانت القيادة العامة لقوات البيشمركة الكردية قد اتهمت الاثنين، بعض قادة الاتحاد الوطني الكردستاني بترك، كوسرت رسول نائب رئيس إقليم كردستان وحده في كركوك.
وأعربت القيادة في بيان عن أسفها من قيام بعض مسؤولي الاتحاد الوطني بتنفيذ المؤامرة ضد الشعب الكردي، موضحة أن بعض مسؤولي الاتحاد الوطني قاموا بخيانة تضحيات البيشمركة والشعب.
وفي وقت سابق، كشف النائب الكردي في البرلمان العراقي، مسعود حيدر، عن "اتفاق أُبرم بين بافل الطالباني وهادي العامري، عقب إجراء استفتاء استقلال كردستان نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، كان بإشراف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وقائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ويتكون من تسعة نقاط".
وبحسب النائب عن حركة التغيير الكردية، فإن "الاتفاق يتضمن عودة القوات العراقية إلى مناطق ما قبل عام 2014، وإنشاء إقليم جديد (السليمانية، كركوك، وحلبجة)، إضافة إلى تأسيس حكومة جديدة في الإقليم الجديد".