مع وصول وفد من
حكومة الوفاق الفلسطينية الاثنين لاستلام معابر قطاع
غزة، تنفيذا لاتفاق
المصالحة، تبرز تساؤلات حول النتائج المرجوة من هذه الخطوة، وانعكاساتها على تحسن عمل المعابر خاصة معبر رفح الحدودي الذي عانى على مدار سنوات مضت من متلازمة الإغلاق.
وظهر الاثنين أعلن وزير الأشغال مفيد الحساينة انطلاق عمل لجنة
استلام المعابر، حيث شرعت بإجراء جولات تفقدية لمعبري رفح وكرم أبو سالم جنوب القطاع، بهدف التمهيد لاستلامها رسميا.
وفور وصوله إلى غزة قادما من رام الله؛ قال مدير عام هيئة المعابر والحدود في حكومة الوفاق نظمي مهنا: "جئت بناء على تعليمات من الرئيس لمناقشة وتنفيذ البند المتعلق بالمعابر، ونحن بانتظار الساعات القليلة القادمة حتى يتم الإعلان عن استلام المعابر رسميا".
وأضاف مهنا أن استلام معابر القطاع هي أولى الخطوات التي ستباشر فيها الحكومة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة، وهي معبر رفح الحدودي (مع مصر)، وكرم أبو سالم التجاري (مع إسرائيل)، ومعبر بيت حانون "إيريز" (مع إسرائيل).
وسبق ذلك تصريحات لوزير الشؤون المدنية حسين الشيخ أمس قال فيها إن وفدًا متخصصًا من هيئة المعابر سيصل إلى غزة للبدء الفعلي في تمكين الحكومة من الإشراف والسيطرة على المعابر.
وذكر الشيخ أن "مفتاح التمكين لحكومة الوفاق في غزة هو المعابر والجباية المالية".
من جهته قال مدير العلاقات العامة والإعلام في هيئة المعابر والحدود بغزة هشام عدوان: "إن زيارة وفد حكومة الوفاق كانت تفقدية ولم يتم فيها استلام المعابر بشكل رسمي بعد"، مؤكدا أن "الوفد برئاسة نظمي مهنا؛ سجل انطباعات جيدة عن آلية العمل في المعابر بما فيها أعداد العاملين وأسلوب العمل".
وأضاف عدوان في حديث لـ"
عربي21" أن الزيارة تأتي كخطوة أولى في طريق تمكين حكومة الوفاق من مهامها في قطاع غزة، مؤكدا أن لقاءات ثنائية ستعقد خلال أيام بين مهنا، وأعضاء هيئة المعابر بغزة، بهدف وضع تصور للعمل المشترك خلال الفترة القريبة القادمة.
وفيما يتعلق بمصير موظفي المعابر قال عدوان، إن هذا الموضوع خاضع للاتفاق المبرم في القاهرة بين فتح وحماس، لافتا إلى أن لجنة المعابر التي شكلت ستبحث هذا الموضوع خلال اللقاءات القادمة.
اقرأ أيضا: رفع العقوبات عن قطاع غزة.. متى يدخل حيز التنفيذ؟
وحول إمكانية تشغيل معبر رفح قريبا قال: "جرى الاتفاق على استلام معبر رفح وتشغيله من قبل حكومة الوفاق، لكن السلطات المصرية ربطت إعادة فتحه بالكامل بانتهاء الترميمات التي تجري لصالات المعبر من الجانب المصري، بالإضافة لاستتباب الوضع الأمني في سيناء"، متوقعا أن يشهد تحسنا خلال الفترة القادمة.
يذكر أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد لسكان قطاع غزة إلى الخارج، ويتعرض لإغلاقات طويلة جدا، ففي عام 2015 لم يفتح سوى 15 يوم فقط، وفي عام 2016 لم يفتح سوى 41 يوما".
وخضعت معابر قطاع غزة لسيطرة حماس منذ سيطرتها على القطاع في منتصف حزيران/ يونيو 2007.
ووقعت حركتا فتح وحماس في 12 تشرين الأول/ أكتوبر اتفاقًا للمصالحة في القاهرة برعاية المخابرات المصرية، تتويجًا لحوارات استمرت بشكل مكثف على مدار أيام.
واتفقت الحركتان على الانتهاء من إجراءات تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها بشكل كامل والقيام بمسؤولياتها في إدارة القطاع كما الضفة الغربية.
وبموجب
اتفاق القاهرة، تتولى حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله مسؤولية المعابر في القطاع في إطار توليها المسؤولية الكاملة عن كافة الوزارات والمؤسسات الحكومية وإدارة القطاع.