نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده جيمي غيرسون، تقول فيه إن تحقيقا وجد أن الفتاة البالغة من العمر خمسة أعوام، التي أصبحت في مركز الجدل حول محاولات تحويلها للمسيحية، تفتقد العيش مع عائلتها التي تبنتها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن تحقيقا أعده مجلس تاور هاملت في شرق لندن في المزاعم التي ساقتها صحيفة "
التايمز" ضد عائلة كانت ترعى فتاة، قال إنها قدمت لها عطفا وحنانا، لافتا إلى أن الطفلة وضعت تحت رعاية عائلة مسلمة، ما أدى إلى عاصفة إعلامية كبيرة، تربطها علاقة "دافئة" مع العائلة، وقالت إنها تريد مشاهدتها مرة أخرى.
ويقول غيرسون إن مزاعم نشرت في آب/ أغسطس وصفت الفتاة بـ "
المسيحية البيضاء"، وبأنها تعيش في حالة من الكآبة والضغط النفسي، بشكل أثار عاصفة إعلامية وسياسية، حيث ثار الجدل حول الطفلة "إي بي"، كما وصفت في أوراق المحكمة، بعدما نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا على صفحتها الأولى، تحت عنوان: "إجبار طفلة مسيحية على رعاية عائلة مسلمة".
وتلفت الصحيفة إلى أنه تم نقلها بعد ذلك لرعاية جدتها لأمها، التي كشف عن أنها مسلمة لكنها لا تلتزم بالتعاليم الإسلامية، مشيرة إلى أنها تريد أخذ الطفلة إلى البلد الأصلي لو أعطيت حق الحضانة.
ويفيد التقرير بأنه كشف في جلسة عقدت في محكمة العائلة في شرق لندن يوم الاثنين، عن نتائج تحقيق قام به مجلس تاور هاملت في المزاعم التي نشرت على صدر صحيفة "التايمز" ضد العائلة التي كانت ترعاها، حيث كشف عن أنها قدمت الحنان والدفء للطفلة.
ويستدرك الكاتب بأن والدة الطفلة، التي تقاتل للحصول على حق حضانتها، رفضت نتائج التحقيق، مشيرا إلى أنه بعد مقابلة مع جدة الطفلة لأمها وعاملة اجتماعية، وجد أن الطفلة تفتقد العائلة التي كانت توفر لها الرعاية.
وتنقل الصحيفة عن القاضية خاتون سبانرا، قولها وهي تقرأ مقتطفات من تقرير المجلس، إن النتائج "مثيرة للاهتمام وقوية"، وأضافت أن الجدة غير عابئة بمظاهر القلق من العائلة، بل على العكس، فإن جدة الطفلة "أقامت علاقة دافئة مع واحدة ممن يقدمون الرعاية لها، وكذلك الطفلة"، وقالت سبانرا إن الطفلة تفتقد العائلة التي كانت تعيش معها، وكذلك طفلة أخرى في رعاية العائلة.
وأضافت سبانرا أن السلطات المحلية راضية من أن العائلة لم تتصرف بطريقة غير سليمة، فيما يتعلق بتوفير العناية الحنونة للطفلة، مشيرة إلى أن تقرير المجلس يرد على الاتهامات التي ظهرت في الصحيفة كلها، وأنه "مثير للقراءة"، ويقدم "رواية بديلة" عن تلك التي وردت في "التايمز".
وينوه التقرير إلى أن سبانرا منحت السلطات المحلية حتى يوم الجمعة لتقديم نسخة يمكن نشرها، بعد تضليل الأمور الشخصية فيها، مستدركا بأن المحامين الذين يمثلون الأم رفضوا نشر التقرير، وعليهم الحصول على تعليمات من موكلتهم لتقديم استئناف ضد قرار سبانرا نشره.
ويذكر غيرسون أن المحكمة استمعت يوم الاثنين إلى أن الطفلة تحمل جنسية مزدوجة، وعمدتها والدتها كونها مسيحية، لكنها لم تأخذها للكنيسة، بالإضافة إلى أن أفراد عائلتها لأمها مسلمون، ومع أنهم لا يذهبون إلى المسجد إلا أنهم يصلون في البيت، منوها إلى أن الأم لديها سجل إجرامي، وقدمت استئنافا ضده.
وتبين الصحيفة أن "التايمز" نشرت، بناء على ما زعمت أنها تقارير موثوقة من السلطات المحلية والخدمة الاجتماعية، أن الطفلة كانت تبكي ولا تريد العودة للعائلة؛ لأنها لا تتحدث اللغة الإنجليزية.
وبحسب التقرير، فإنه بعد نشر التقرير الصحافي وجدت الجماعات المتطرفة فيه فرصة، وقامت بوضع صورة منقطة للطفلة مع امرأة ترتدي نقابا، لافتا إلى أن صحيفة "ديلي ميل" اليمينية الشعبية تبعت "التايمز"، ووضعت القصة على صفحتها الأولى، تحت عنوان: "غضب نواب في البرلمان لوضع طفلة مسيحية في رعاية عائلة مسلمة"، واستخدمت صورة قديمة لعائلة مسلمة، لكنها أخفت وجه الطفلة والمرأة المحجبة.
ويورد الكاتب أن المعلقة اليمينية المتشددة والكاتبة سابقا في الصحيفة كيتي هوبكنز قامت بنشر الصفحة مع تغريدة لها على "تويتر" تقول فيها: "من هو الشخص في مجلس تاور هاملت المسؤول عن انتهاك الطفلة الصغيرة؟".
وتكشف الصحيفة عن أن وثيقة نشرتها القاضية تحتوي على تفاصيل عن الأم، جاء فيها أنها تقدمت للحصول على جهاز لقياس نسبة تناول الكحول في الدم، بالإضافة إلى الكوكايين.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه لم يتم الوصول إلى والد الطفلة، لافتة إلى أنه سيتم النظر في قضيتها بشكل نهائي في كانون الأول/ ديسمبر.