أفادت مصادر محلية في مدينتي تل تمر ورأس العين بمحافظة الحسكة، شمال شرق
سوريا، بأن وحدات الحماية الكردية اعتقلت مساء يوم الخميس الماضي؛ عددا من السياسين والنشطاء، بينهم قياديون في أحزاب كردية.
وقالت المصادر إن
الوحدات الكردية، الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، شنت حملات اعتقال بحق عدد من قيادات حزب "يكيتي" الكردي، عشية دعوتهم الأهالي للمشاركة في احتفالية الجمعة؛ دعا إليها المجلس الوطني الكردي في قرية فندي، تأييدا للاستفتاء في إقليم
كردستان العراق.
وأكد حزب "يكيتي" أن قوات الأمن للإدارة الكردية (الأسايش)؛ قامت باختطاف عضو مجلس عامودا المحلي وعضو المجلس الوطني الكردي إسماعيل سنان من منزله بمدينة عامودا، الخميس.
وذكر الحزب في بيان نشره على موقعه الالكتروني الرسمي؛ أن الأسايش احتجزت أيضا كلا من مصطفى سنان، وفهد علي أسعد، ونظام الدين عليكو، من مدينتي عامودا والدرباسية بالحسكة.
وأوضح عضو مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكردي، محمود نوح، أن الاعتقالات التي تشنها الوحدات الكردية؛ بحق شخصيات سياسية معارضة لها، تهدف لمنع تنظيم الاحتفاليات المؤيدة لإجراء
استفتاء في إقليم كردستان العراق.
وقال نوح إن "الوحدات تعارض إجراء انفصال كردستان عن العراق؛ لأنها تعتبر أن هذا الإجراء سيؤسس لدولة قومية، بينما هي تنادي بمشروع الأمة الديمقراطية". وتساءل ساخرا في حديث مع "عربي21": "ما هي ماهية هذا المشروع، وما هي أجنداته".
ويشار إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يعتبر بمثابة الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، بينما يؤيد المجلس الوطني الكردي وأحزاب كردية؛ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني الذي يشكل منافسة لمشروع حزب العمال الكردستاني.
وعما إذا كان المجلس الوطني سيواصل احتفالياته المؤيدة للاستفتاء في كردستان العراق، رغم هذه الاعتقالات، قال نوح "لن تعيقنا هذه الممارسات الجائرة التي تتعرض لها كوادرنا في الداخل عن تأكيد موقفنا المرحب باستفتاء إقليم كردستان"، مؤكدا أن المجلس ماض في التعبير عن تأييده ودعمه لاستفتاء كردستان.
من جانبه، علّق الناشط الإعلامي إسماعيل شريف، على حملة الاعتقال بقوله إن "الوحدات تحارب أي نشاط سياسي أو اجتماعي لا يتفق معها، مهمها كانت طبيعة هذا النشاط".
وقال لـ "عربي21": "ليست هذه المرة التي تتعرض لها كوادر حزب يكيتي للاعتقال من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي في مناطق الإدارة الذاتية، وإنما هي ممارسات مستمرة منذ بداية الثورة السورية".
وتتهم الوحدات الكردية بشن حملات اعتقال شبه متواصلة في مناطق سيطرتها شمال سوريا، ضد مناؤيها من
الأكراد ومن العرب، لأسباب سياسية أو بغرض التجنيد الإجباري.