استنكرت أوساط شعبية سورية التهديدات التي أطلقها قائد قوات النظام في
دير الزور، العميد عصام زهر الدين، بحق
اللاجئين السوريين، محذرة من تبعات مثل هذه التصريحات الصادرة عن شخصيات من الأقليات السورية.
وأثار ظهور زهر الدين، وهو درزي، على وسائل الإعلام النظام، انتقادات وجدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فسرها البعض على أنها تصريحات طائفية ضد اللاجئين السوريين الذين ينتمي غالبيتهم للطائفة السنية.
وكان زهر الدين قد هدد اللاجئين السوريين الذين يفكرون بالعودة، حتى لو عفا النظام عنهم، وقال مخاطبا اللاجئين: "أرجوك لا تعد؛ لأن الدولة إذا سامحتك، فنحن عهدا لن ننسى ولن نسامح"، مختتما وعيده بقوله: "نصيحة من هالذقن لا ترجع".
وما إن تم تداول الشريط المصور لزهر الدين على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى علت الأصوات المطالبة لمشايخ عقل
الدروز؛ بالتبرؤ من زهر الدين، لضمان حياد الدروز عما يجري من مذابح في
سوريا.
زرع فتنة
وفي هذا الصدد، قال الإعلامي السوري في قناة الجزيرة، فيصل القاسم: "لقد وصلتنا مئات الرسائل تدعو أهل السويداء إلى التبرؤ من المدعو عصام زهر الدين، الذي هدد ملايين اللاجئين السوريين المسلمين بالقتل إذا عادوا إلى سوريا".
وأضاف القاسم، وهو درزي أيضا، على صفحته الرسمية في "فيسبوك": "البعض اعتبر تصريحات زهر الدين طائفية خطيرة، تثير الفتنة، ويمكن أن يستخدمها أصحاب النفوس الضعيفة لأغراض لا تحمد عقباها حسب هذه الرسائل".
وتابع: "هذا التصريح المقصود منه زرع الفتنة بين الدروز والسنة، والنظام منذ بداية الثورة يلعب على وتر الطائفية والملاحظ بأن نسبة كبيرة من شباب الدروز لم يتدخلوا بالقتال مع النظام".
على المحك
وفي ذات السياق، طالبت الناشطة الإعلامية ردينة سليم؛ مشايخ عقل الدروز بالخروج برد واضح على تصريحات زهر الدين، وتساءلت بتهكم: "قلتلولي إخوة بالوطن".
وتساءل آخر: "أين شعار الموحدون الدروز لا نعادي ولا نعتدي، أم أن هذا الشعار لا دخل له بعلاقتهم بالسنّة؟".
تصويب يزيد الطين بلة
وفي ساعة متأخرة من مساء الاثنين، رد زهر الدين على منتقديه واصفا إياهم بـ"المصطادين في الماء العكر". وقال مفسرا تصريحاته التي أثارت الجدل: "نحن في دولة مؤسسات، وكلامي كان بعد مشاهدتي للمناظر البشعة والجرائم التي ارتكبها عناصر التنظيم بحق أفراد الجيش السوري، وهذا ليس من شيم الإسلام".
وتابع زهر الدين في الكلمة المسجلة التي نشرها على صفحته في "فيسبوك": "كلامي موجه لهؤلاء ضد الذين حملوا السلاح في وجه أبناء وطنهم، وليس ضد المواطن العادي الذي هرب من ويلات الحرب"، كما قال.
واستطرد: "إن ما يقوله السيد الرئيس كلام منزل، فأهلا بالذي سيعود من الشرفاء ومن الذين يحبون سوريا"، بحسب قوله.
وأحدث التصويب كما التصريحات جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى فيه كثيرون تحميلا للطائفة السنية للجرائم التي ارتكبها التنظيم منذ نشأته.
هل يضحي النظام به؟
وفي هذا الصدد، قال الصحفي السوري ثائر الطحلي: "لدي شعور بعد كل الذي جرى بأن النظام سيستغل هذه الحادثة، ليعلن عن محاسبة زهر الدين، بهدف تلميع صورة الأسد".
من جانبه، رأى الصحفي عدنان عبد الرزاق، أن زهر الدين ما كان ليصوب تصريحاته، لولا الضغط الكبير الذي تعرض له من الروس.
ويقود زهر الدين المعروف بدمويته، مجموعة عسكرية تابعة للحرس الجمهوري تسمى بـ"نافذ أسد الله".
وظهر زهر الدين سابقا وهو ينكّل ويحرق جثة لعنصر من عناصر التنظيم في دير الزور. وفي الأيام الأخيرة، ظهر ابنه في تسجيل فيديو وهو يذبح عنصرا قيل إنه من تنظيم الدولة، في دير الزور التي تقدمت فيها قوات النظام في الأيام الماضية، وتمكنت من فك الحصار عن مناطق تسيطر عليها داخل المدينة.