كشفت جلسة افتتاح مؤتمر حزب التكتل الديمقراطي للعمل والحريات عن مدى "التوتر" الذي وصلت إليه علاقة حليفين حكما
تونس بعد الثورة، لكن حبل الود انقطع منذ انتخابات 2014.
ونقلت إذاعتان محليتان، السبت، مشهدين من أشغال المؤتمر الثالث لحزب التكتل، أحد أحزاب
الترويكا، الذي تقاسم السلطة مع "النهضة" و"المؤتمر" (2012 – 2014)، حيث لاحظ الحاضرون تجنب زعيمي الحزبين الأخيرين لبعضهما.
وقالت إذاعة موزاييك أن الرئيس السابق
المرزوقي "تحاشى رئيس حركة النهضة راشد
الغنوشي ولم يصافحه أو يوجه له التحية وأدار له ظهره، خلال افتتاح اشغال المؤتمر لحزب التكتل".
تجنبا بعضهما
وتابعت أن المرزوقي رفض الإدلاء بتصريح صحفي قائلا "إن على الإعلام التونسي أن يوفيه حقّه قبل مطالبته بتصريح"، وفق تعبيره.
وفي سياق متصل نقلت إذاعة "جوهرة أف أم" أن الرئيس السابق منصف المرزوقي ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي "تجنبا بعضهما وتركا مسافة أمان بينهما تحاشيا لأي لقاء".
وتابعت أن ضيوف المؤتمر "لاحظوا تجاهل المرزوقي قدوم الغنوّشي متجنّبا النظر إليه بمجرد دخول الأخير إلى القاعة الشرفية حيث يتم استقبال الضيوف قبيل انطلاق أشغال المؤتمر".
وبيّنت صور نشرتها الصفحة الرسمية لحزب التكتّل على موقع التواصل "فيسبوك"، وجود أربع شخصيات بين الغنّوشي والمرزوقي بالصف الأمامي المخصّص لكبار الضيوف، خلال جلسة افتتاح المؤتمر.
لا يفهم بالسياسة
كما أوضحت صور أخرى المرزوقي مجاورا للقيادي المستقيل من النهضة حمادي
الجبالي، رئيس أول حكومة منتخبة بعد الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في كانون الثاني/ يناير 2011.
وكان المرزوقي قال إن الجبالي، "لا يفهم في السياسة"، متابعا ببرنامج "شاهد على العصر" الذي بثّ على قناة "الجزيرة" أواخر يونيو الماضي أن "الجبالي لم يكن يريدني كرئيس للجمهورية منذ البداية، حيث كان مناصرا لشخصيات أخرى لأسباب متعددة"، وفق تعبيره.
وأضاف المرزوقي حينها إن "الجبالي لم يكن يرد على اتصالاتي التليفونية، وكان يتصرف تصرفات لا يمكن تخيلها، وأول خطأ ارتكبه هو أنه لم يكن يتعامل معي كشريك بل كغريم".
رجل الدولة
ورد الجبالي على المرزوقي بمنشور في فيسبوك بأن "أخلاقي تأبى علي الشتيمة (...) كنت أنتظر منك الرِّفعة إلى موقع وأمانة رجل الدّولة (...) وإني والله مهموم بمشاغل شعبنا وبمصائب أمتنا وفي استغفار ان كنتُ مقصّرا في خدمتهما.. ما دون ذلك فهو الى زوال".
وشهدت علاقة الرئيس السابق المرزوقي بالنهضة والغنوشي برودا منذ الانتخابات الرئاسية عام 2014، إذ اعتبر المرزوقي في مقابلة تلفزيونية أواخر مايو 2016 أنّ "الغنوشي وقيادات النهضة خدعوه بتحالفهم، دون علمه، مع الباجي قائد السبسي، المنافس الوحيد له في الانتخابات".
الغنوشي يعلق
ولفت إلى أنه كان "يفترض من الغنوشي وقيادات النهضة إعلامه باعتباره كان شريكا لهم في الحكم آنذاك".
ولم يحضر المرزوقي افتتاح مؤتمر "النهضة" العاشر في مايو 2016، معلقا على غيابه بأن "حضوره في هذا المؤتمر سيكون من باب النفاق".
وفي سياق منفصل، قال رئيس "النهضة" راشد الغنوشي في تصريح إعلامي، السبت، على هامش مؤتمر حزب التكتّل، أن "بعض الاستئصاليين يتمنّون انتهاء التوافق بين النهضة ونداء تونس بعد تصريح رئيس الجمهورية الذي قال فيه أنّه أخطأ التقييم عندما حاول جلب النهضة الى المدنية".