والدان يرويان حكاية ابنهما المجنّد قسرا في قوات الأسد
عربي21- يمان نعمة29-Aug-1711:05 PM
شارك
يزج النظام السوري بالمجندين الجدد على الخطوط الأمامية - أ ف ب
على مدار الساعة، يضع الخمسيني عبد الرزاق الخليل يده على قلبه خوفا من خبر مفجع قد يتلقاه عن ابنه محمود في أي لحظة، بعد الزج بابنه، قبل نحو ستة أشهر، بالخدمة في قوات النظام.
ومحمود كان واحدا من طلاب السنة الرابعة في كلية الهندسة المدنية بجامعة دمشق، لكنه الآن يخوض معارك ضمن قوات النظام في البادية السورية ضد تنظيم الدولة.
وعن تجنيد ابنه، يوضح الخليل أنه اعتقل على حاجز تابع لقوات النظام في مدينة دمشق، واقتيد على الفور إلى ثكنات تابعة لقوات النظام السوري، ليُلحق قسرا بالخدمة العسكرية.
ويضيف لـ"عربي21": "كان محمود يعمل في محل لبيع الأجهزة الخلوية إلى جانب دراسته الجامعية، ليغطي شيئا من المصاريف الجامعية، ومنذ نصف عام خرج إلى عمله صباحا كالمعتاد، ولم يعد من حينها".
ويشير الخليل، إلى أن العائلة لم تعرف مصير ابنها إلا بعد أن انقطعت أخباره لفترة تجاوزت الأسبوع، حين تمكن محمود من الاتصال بأهله. وأوضح الأب أن محمود "أخبر عناصر الحاجز أنه طالب جامعي، لكنهم لم يعيروا حديثه اهتماما".
ويضيف الأب: "ليتهم اكتفوا بإلحاقه بالجيش، لكنهم وبعد حوالي أربعة أشهر من الإمساك به، أرسلوه للمشاركة في معارك البادية ضد التنظيم".
ويتابع: "نعيش أنا وأمه في حالة خوف وهلع متواصل"، مضيفا: "لقد تحولت حياتنا إلى جحيم".
أما والدة محمود، فلا تزال غير مصدقة لما جرى لابنها، حيث تقول: "كأن ما جرى كابوسا وليس واقعا".
يغيب صوتها أثناء تحدثها عبر "الواتساب" مع "عربي21"، ثم يعود متقطعا ومنهكا: "لا يخشى النظام قتال داعش، لأنه غير مهتم بمصير الجنود الذين ألحقهم قسرا بالقتال".
وتؤكد الأم أن ابنها "لا يستطيع الهرب لأنه متواجد في مناطق مفتوحة، ومحاط بدرجة عالية من الرقابة من قبل الضباط هناك".
يتدخل الأب ليشير إلى أنه "يحاول التواصل مع فصائل الجيش الحر المتواجدة على مقربة من مكان تواجد محمود، على أمل أن يقدم أحد العون، ويساعده على تهريب ابنه من دوامة الموت هناك". ويقول: "لا نعرف إن كان هذا مجديا، لكن لن نكل من تكرار المحاولة على أمل أن ننجح".
ويختم الخليل حديثه لـ"عربي21" بالقول: "لقد ضاقت السبل بنا، وقتلى قوات النظام بالعشرات يوميا، وأكثر ما نخشاه أن يكون محمود واحدا منهم".
ويخوض النظام، مدعوما بمليشيات مساندة على الأرض وبمقاتلات روسية من الجو، معارك على أكثر من محور في البادية السورية، وتحرز قواته تقدما ملحوظا على حساب تنظيم الدولة، لكن في الوقت ذاته يخسر عددا كبيرا من مقاتليه.
وتتهم مصادر معارضة النظام بأنه يدفع بالمقاتلين المجندين قسرا في صفوفه؛ إلى خطوط المواجهة المتقدمة، ليكونوا بذلك في عين النار، وخطا دفاعيا عن "المليشيات الطائفية المحلية والأجنبية".