حثت
الإمارات كلا من
إيران وتركيا اليوم الثلاثاء على إنهاء ما وصفته بالأعمال "الاستعمارية" في
سوريا، مشيرة إلى عدم ارتياحها إزاء تقلص نفوذ دول الخليج العربية في الحرب.
وتعارض الإمارات المتحالفة مع السعودية الرئيس السوري بشار الأسد وإيران الداعمة له وتشعر بالقلق من
تركيا التي تربطها علاقات بقوى إسلامية تعارضها الإمارات في أرجاء العالم العربي.
وحث وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على خروج الأطراف التي يقول إنها تحاول أن تقلل من هيبة وسيادة الدولة السورية، موضحا أنه يتحدث بالتحديد عن إيران وتركيا.
وكان الوزير يتحدث في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الذي تدعم بلاده الأسد عسكريا.
بعد انقطاع دام أكثر من 46 عاما في مجال التعاون العسكري بين أنقرة وطهران، شهدت أنقرة استقبال الرئيس رجب طيب أردوغان، لرئيس هيئة الأركان الإيرانية الجنرال محمد باقري، ما يعكس تعاونا عسكريا بات في الأفق بين البلدين على أعلى مستوى من التنسيق.
ويستهدف هذا التعاون العسكري مواجهة أهداف أمريكا وحلفائها بزرع كيان كردي أشبه بالكيان الصهيوني لخلق حالة من عدم الاستقرار بين دول المنطقة.. الأمر الذي قد يكون مقدمة لتحالف استراتيجي بينهما وتغير خريطة التحالفات في المنطقة.
وقال الشيخ عبد الله إنه إذا استمرت الدولتان في التدخل بنفس الأسلوب و"النظرة الاستعمارية" في شؤون الدول العربية فسوف يستمر هذا الوضع ليس فقط في سوريا كما هو الحال حاليا ولكن غدا في دولة أخرى.
وتدخلت أطراف إقليمية ودولية في الحرب الدائرة في سوريا منذ ست سنوات بهدف تحقيق مصالحها هناك. فأرسلت إيران قوات ومساعدات عسكرية لدعم حكم الأسد في قتاله مع معارضين أغلبهم من السنة المدعومين من السعودية ودول خليجية أخرى.
وتمكن الجيش السوري وحلفاؤه من استعادة أراض كانوا قد خسروها، بمساعدة ضربات جوية روسية بدأت منذ عام 2015. وفي الوقت نفسه يتقهقر تنظيم الدولة من معاقله في شرق سوريا في مواجهة هجوم الجيش السوري وهجوم منافس يشنه معارضون أكراد وعرب تدعمهم الولايات المتحدة.
وتشعر تركيا حليفة الولايات المتحدة بقلق متزايد إزاء تقدم المعارضين السوريين خشية انتشار النفوذ الكردي على امتداد حدودها مع سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الاثنين إن تركيا وإيران بحثتا إمكانية القيام بعمل عسكري مشترك ضد جماعات كردية.
وقال لافروف والشيخ عبد الله إنهما اتفقا على الحاجة لوضع نهاية للحرب عن طريق التفاوض. وتساعد روسيا في إدارة محادثات في آستانة عاصمة قازاخستان أسفرت بالفعل عن اتفاقات على مناطق لتخفيف التوتر في ثلاثة أجزاء من سوريا.
وقال لافروف إن روسيا تأمل أن تساعد جهود توحيد مواقف المعارضة السورية في عملية السلام.
وأضاف عبر مترجم: "كانت هناك خلافات عميقة في الماضي أدت إلى فشل بعض الاجتماعات لكننا سنواصل تشجيع المشاركة في جميع المحافل".