أثارت زيارة قامت بها قيادات من قوات
البنيان المرصوص، التابعة لحكومة الوفاق الليبية؛ إلى دولة
قطر، ردود فعل غاضبة من قبل ناشطين ومسؤولين رسميين، كونها تمت بدون تنسيق مع الحكومة.
فللمرة الأولى، هاجم رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، ضمنيا قيادات عسكرية من البنيان المرصوص لسفرهم إلى دولة قطر، معتبرا ما حدث "مخالفا للقوانين العسكرية".
واعتبر السراج، وهو يحمل صفة القائد الأعلى للجيش الليبي بنص الاتفاق السياسي الليبي، "عقد لقاءات واجتماعات بالداخل والخارج دون الحصول على موافقة مسبقة هو من الأعمال المحظورة على العسكريين ومعاقب عليها قانونا، الأمر الذي يستوجب معه التصدي لها بكل حزم ومعاقبة مرتكبيها"، بحسب البلاغ الذي حمل رقم (1).
اقرأ أيضا: السراج يحذر الضباط من مناقشة مواضيع عسكرية دون موافقته
من جهته، أكد آمر غرفة عمليات البنيان المرصوص، العميد بشير القاضي أن "الزيارة جاءت لتقديم الشكر لدولة قطر على مساندتها لقوات البنيان في عملياتها ضد مقاتلي تنظيم الدولة بمدينة سرت الساحلية.
وكشف المتحدث باسم القوات، محمد الغصري، أن زيارة وفد البنيان المرصوص إلى قطر تأتي ضمن جولة تشمل دولا عربية منها مصر والسعودية، وفق قوله.
وطرح قرار السراج، الذي وصف بالعنيف، عدة تساؤلات من قبيل: هل بدا الصدام فعليا بين السراج والبنيان المرصوص؟ وهل يملك رئيس الحكومة القوة لمعاقبة قيادات القوات والتحقيق معهم؟
حملة عسكرية
ورأى المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، أن "البنيان المرصوص كانت من البداية عنوان لحملة عسكرية وليس بداية لعمل عسكري مؤسسي، فكانت مجرد لافتة لإضفاء الشرعية على تلك المجموعات واعتبارها هي القوات التابعة لحكومة الوفاق"، حسب قوله.
وأضاف لـ"عربي21": "التوافق المؤقت بين رئيس الحكومة فائز السراج ونائبه أحمد معيتيق، ومن ورائه قوات مصراتة، بدأ في التهاوي وبدأت الخلافات بينهم على عدة مستويات، ما يؤكد أن أزمة
ليبيا هي الفوضى".
اقرأ أيضا: وزير الدفاع القطري يلتقي آمر "البنيان المرصوص" الليبية
من جهته، استبعد الناشط من الجنوب الليبي، علي سعيد نصر، حدوث صدام بين السراج والبنيان المرصوص؛ لأن قوات البنيان منقسمة على نفسها"، مضيفا: "وبخصوص قيام السراج بمعاقبتهم فلن يحدث؛ كون الأخير لا يستطيع التحقيق حتى مع من يحميه ويحمي مقراته، وهو يعتمد فقط على مليشيا هيثم التاجوري وغنيوه الكللي (قوات تابعة للحكومة في طرابلس)"، وفق رأيه.
السراج "قوي" سياسيا
لكن الباحث من الشرق الليبي، أحمد الشركسي، أكد أن "قوات من البنيان المرصوص نفسها استنكرت ما قامت به بعض قياداتها، ولا أعتقد أن السراج خرج بالتحذير والتوبيخ من غير استشارة لباقي القيادات"، كما قال.
وبخصوص قدرة السراج على التحقيق مع هذه القيادات، قال لـ"عربي21": "أظن أنه قادر على اتخاذ التدابير اللازمة إذا ما تكرر الأمر، فقد رأيناه في السابق كيف أوقف وزير الدفاع في
حكومة الوفاق عن مهامه"، وفق تقديره.
استهلاك إعلامي
المحلل السياسي الليبي أسامة كعبار، رأى من جانبه؛ أن "قرار السراج يخص زيارة قيادات البنيان المرصوص إلى قطر لا يتعدى أن يكون هو للاستهلاك الإعلامى فقط؛ لأن الجميع ينتهك الأعراف الدبلوماسية، فحفتر مثلا ينتهك كل ماهو متعارف عليه، والسراج أيضا نفسه متفرد بالقرار".
وتابع: "وتحذيرات السراج لا يعتد بها، ولن يكون هناك أى صدام بينهم، ولا يملك السراج أن يحقق معهم، وما هى إلا أزمة وستمر، ولكنها مؤشر على فقدان الثقة بين البنيان المرصوص وحكومة السراج"، كما قال لـ"عربي21".