هاجمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في مقال للكاتب توم ويلسون المملكة العربية السعودية، مستغربة "كيف للدولة التي أنفقت الكثير من المال لدعم التطرف أن تشتكي من قطر بدعوى دعمها الإرهاب".
وجاء في المقال -الذي ترجمته "عربي21" - أنه "ما تزال المواجهة بين قطر والسعودية التي تتهم الأولى بدعم التطرف والإرهاب محيرة، والحيرة هنا ليس لأن قطر بريئة -حيث إنها رعت واستضافت عددا من الجهاديين، ولا أحد يستطيع أن يدعي خلاف ذلك- ولكن لأن السعوديين، الذين يعترضون على تمويل التطرف ويطالبون بمعاقبة قطر، أنفقوا من قبل الكثير من الوقت والمال لدعم التطرف".
وأضاف الكاتب: "لكي نكون واضحين، لم تكن السعودية تمول بشكل مباشر المجموعات الإرهابية، وبالتأكيد ليس في الدول الغربية، ومع ذلك، فإن ما حدث منذ سنوات عديدة هو أن مجموعة من المعتقدات الوهابية التي قدمتها المملكة العربية السعودية أدت إلى تطرف معياري".
وقال إن الوهابية السلفية هي إحدى المجموعات الدينية العنصرية لأفرادها، وترى أن لأفرادها أفضلية على الآخرين.
وقال "إن تلك القناعات والاعتقادات (يقصد الوهابية) تخلق نظرة "غير ليبرالية"، وغير متسامحة، ومعادية للغرب، وتروج لعقلية يجعل الأتباع أكثر عرضة لخطاب الجماعات العنيفة".
وأشار إلى أنه "عندما عملت عدة حكومات أوروبية رائدة إلى تعزيز التسامح والمساواة بين الجنسين، كان هناك تمويل ليس بالهين فيه يتدفق إلى بلدانها؛ لتعزيز التعصب، والتحريض على الكراهية".
وأضاف: "من خلال تقديم منح دراسية ومكافآت سخية، سافر جيل من الشخصيات الدينية الإسلامية من الدول الغربية إلى السعودية؛ لتعليمهم الأيديولوجية الوهابية في مؤسسات مثل الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة".
وضرب المقال مثالا بأبي أسامة الذهبي، "الذي كان يخطب في المساجد البريطانية، ودعا إلى فكرة "الحرب المقدسة"، وقتل الرجال مثليي الجنس و"المرتدين". وبالمثل، دعا الشيخ عبد الله الفيصل، الذي حضر في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، إلى إبادة "غير المؤمنين".
ويشير المقال إلى زيارة العلماء والدعاة السعوديين إلى الغرب، "لتقديم الرسالة ذاتها"، مشيرا إلى محمد العريفي، الذي قال إن "المسلمين ليس لهم حياة من دون الجهاد"، وهو المبدأ المرتبط بعدد من مجندي تنظيم الدولة من بريطانيا".
وانتقد ويلسون المناهج السعودية، وقال إن "حوالي 5000 طفل في بريطانيا كانوا يدرسون المناهج الدراسية الرسمية في المملكة العربية السعودية، التي اشتملت على حكم قطع أيدي اللصوص، وهذه الكتب متطرفة، لدرجة أنه في عام 2014 تم اعتمادها ككتب مدرسية من قبل تنظيم الدولة".
وأشار إلى أنه "في مواجهة هذا الدعم المالي السعودي الواسع، غالبا ما تغرق أصوات المسلمين التقدمية والمعتدلة في البلدان الغربية في مجتمعاتهم وأماكن عبادتهم".
وبين أنه لا يمكن للدوائر التقدمية الوليدة، التي تسعى لتطوير نهج أكثر تحررا في الثقافة الإسلامية، أن تأمل أن تتطابق مع الدعم الذي تلقته الرؤية الوهابية السلفية للدين".
وأوضح أنه "في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ذكر تقرير سرب من وكالات الاستخبارات الألمانية أن المؤسسات الخيرية المرتبطة بحكومات السعودية وقطر والكويت كانت تمول الجماعات السلفية المتطرفة والأنشطة في ألمانيا منذ سنوات".