شيع آلاف الأشخاص بمدينة الحسيمة (شمال
المغرب)، أمس الأربعاء، جثمان ناشط في "
حراك الريف"، أعلن عن وفاته، أول أمس الثلاثاء، متأثرا بجراح أصيب بها خلال مشاركته بمسيرة
احتجاجية منعتها السلطات المحلية، في 20 تموز/ يوليو الماضي.
ووسط حضور أمني كثيف، ردد المشاركون في جنازة
عماد العتابي هتافات تطالب بمحاسبة المتورطين في وفاته من بينها: "عماد مات مقتول والمخزن (الدولة العميقة) هو المسؤول"، و"مجرمون مجرمون قتلة إرهابيون"، و"الموت ولا المذلة"، و"الشعب يريد من قتل الشهيد". وأطلقت النسوة، خلال الجنازة المهيبة، الزغاريد، فضلا عن صدح حناجر المشيعين بالتكبير.
اقرأ أيضا: وفاة ناشط أصيب في احتجاجات شمال المغرب يشعل التواصل
وبعد دفن جثمان العتابي نظمت مسيرة احتجاجية انطلقت من المقبرة وكانت متوجهة إلى وسط الحسيمة احتجاجا على
وفاة أول ناشط منذ انطلاق الاحتجاجات في منطقة الريف، إلا أن السلطات الأمنية تصدت للمسيرة، ما زاد من حالة الاحتقان. وانتهت بعدم حدوث أي حالة اعتقال أو إصابات.
وأعلنت النيابة العامة، أول أمس الثلاثاء، أن التحقيقات لا تزال متواصلة لتحديد ملابسات وفاة العتابي وأسبابها.
وأصيب العتابي، على مستوى الرأس إثر تدخل قوات الأمن لفض مسيرة احتجاجية منعتها السلطات في 20 تموز/ يوليو الماضي، دخل على إثرها في غيبوبة حتى إعلان وفاته.
وبالموازاة مع تشييع جثمان الناشط المغربي، شارك العشرات، بينهم سياسيون معارضون ونشطاء حقوقيون، في وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، للمطالبة بـ"محاسبة المتورطين" في "مقتل" العتابي على حد وصفهم.
وحمل المحتجون لافتات مكتوب على بعضها: "الشهيد عماد مات مقتول والمخزن هو المسؤول"، و"مسؤولية الدولة ثابتة في استشهاد العتابي"، و"الحساب الحساب لا إفلات من العقاب".
ورددوا هتافات تعلن التضامن مع "حراك الريف"، وتدعو إلى الإفراج عن كافة معتقلي الحراك، فيما أضاء البعض شموعا على روح العتابي.
وبلغ عدد الموقوفين على خلفية احتجاجات الريف أكثر من 250 شخصا، صدرت أحكام قضائية غير نهائية بحق العشرات منهم، فيما أفرج عن بعضهم بعفو ملكي أبرزهم الفنانة سليمة الزياني المعروفة بـ"سيليا".
اقرأ أيضا: ملك المغرب يعفو عن معتقلي العدالة والتنمية وحراك الريف
ومنذ تشرين أول/ أكتوبر الماضي، تشهد الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف، احتجاجات متواصلة بعد موت بائع السمك "محسن فكري"، للمطالبة بـ"التنمية ورفع التهميش عن المنطقة ومحاربة الفساد".