كشف تقرير لمعهد واشنطن تفاصيل الحراك الذي صعد بالأمير
محمد بن سلمان لولاية العهد، وربما للملك خلال أيام، على حد قول معد التقرير.
وقال التقرير الذي أعده الخبير في الشؤون الخليجية ومدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، سايمون هندرسون، إن الأمير محمد بن سلمان يمكن أن يتولى العرش قريبا، ربما في غضون أيام.
مضيفا: "على المدى القريب، فباستثناء التنازل عن العرش، يمكن أن يعيّن الملك نجله محمد بن سلمان رئيسا للوزراء - وهو حاليا نائب رئيس الوزراء".
ويورد التقرير ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أنه تم تسجيل شريط فيديو في الأسابيع الأخيرة، يقول فيه العاهل السعودي إن الوقت قد حان لكي يصبح محمد بن سلمان ملكا. ويعلق هندرسون على ذلك بقوله: "يمكن استخدام مثل هذا الإعلان، عند وفاة الملك أو عند تنازله علنا عن العرش. لكنه يستدرك: "نُقل عن مسؤول في البلاط الملكي لم يُذكر اسمه قوله، "إن صحة الملك ممتازة ..." ولكنه أضاف، "إن أي دولة تتخلى عن زعيمها في أيامه الأخيرة بسبب حالة صحية خطرة، هي دولة لا تتمتع بالكرامة والاعتبار".
ويؤكد هندرسون أن التنازل عن العرش سيكون أمرا جديدا، على الرغم من أنه مسموح به وفقا للقانون السعودي لأسباب طبية.
ويكشف هندرسون معلومات عن صحة
الملك سلمان تفيد بأنه غالبا ما يبدو مرتبكا ويتمتع بفترة انتباه قصيرة. كما يتاح له تكرار القصص نفسها للزوار، ويحتاج إلى شاشة حاسوب لحثه على النقاط التي عليه تناولها في حواره. وعندما زار واشنطن آخر مرة، جلب الوفد المرافق له بالفعل أثاثه الخاص، لكي يجعل جناحه الفندقي يبدو مألوفا.
ويضيف هندرسون: "يحدد كبار المسؤولين البريطانيين والأمريكيين تاريخ هذا التدهور قبل أن يصبح سلمان ملكا في عام 2015، ويشيرون إلى أنه حتى في ذلك الحين لم يعد صانع القرار النهائي. ولم تمنع الحالة الصحية لسلمان من أن يصبح ملكا، وربما يعود ذلك إلى أمل الملك الراحل عبد الله في أن يحل أخ آخر غير شقيق له، مقرن، الذي كان آنذاك وليا لولي العهد، محل سلمان كولي للعهد. كان مقرن سيقوم بدور الوكيل المسؤول إلى حين تمكّن نجل عبدالله، الأمير متعب، الذي كان في ذلك الحين وما زال وزيرا للحرس الوطني، من تولّي المنصب. إلا أن هذا التدبير لم يسر وفقا للمخطط، عندما أقال سلمان الأمير مقرن بعد ثلاثة أشهر من توليه عرش المملكة".
وعن إعفاء الأمير محمد بن نايف عن ولاية العهد قال هندرسون، إن الدوافع الأثيمة لمؤامرة القصر السعودي واضحة من التقارير التي نشرتها صحيفتي "وول ستريت جورنال" و "نيويورك تايمز" عن إبعاد محمد بن نايف من منصب ولي العهد في حزيران/يونيو، وهي الخطوة التي كان فيها محمد بن سلمان القوة الدافعة. وقد تم فصل محمد بن نايف عن حراسه الشخصيين ومستشاريه المقربين، وجُرّد من هواتفه الخلوية، وحُرم من تناول دواء السكري الذي يحتاجه إلى حين تنازله عن منصبه، وتم تصويره بالفيديو وهو يقسم بالولاء لمحمد بن سلمان. إن ولي العهد المخلوع محتجز حاليا في قصره في جدة، تحت حراسة رجال موالين لمحمد بن سلمان".
ويعتقد هندرسون أن التسريبات الأخيرة عن دفع ابن نايف لترك ولاية العهد هي تسريبات متعمدة من مؤيديه، ما يشير، وفق هندريون، إلى التكهنات عن قوة المعارضة لمحمد بن سلمان داخل العائلة المالكة.
مضيفا أن شريط فيديو حديث ظهر لعمه الأمير أحمد، الأخ الشقيق والأصغر سنا للملك، غرفة استقبال لا يوجد فيها سوى صورتين معروضتين - للملك عبد عبد العزيز (ابن سعود) مؤسس المملكة العربية
السعودية الحديثة، والملك سلمان . وفي زلل كبير من البروتوكول، لم تكن هناك صورة لولي العهد محمد بن سلمان. وأظهر الفيديو أن وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله كان من بين عدة أمراء في الغرفة.
ويتوقع هندرسون أن تكون الخطوة القادمة هي إقالة متعب بن عبد الله، ربما من خلال استيعاب الحرس الوطني في الجيش السعودي الرئيسي، الذي هو حاليا تحت إمرة محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع. وستكون كلتاهما خطوتين مهمتين حيث تتحدى هذه الأخيرة استقلالية الحرس الوطني، الذي يحمي بشكل استثنائي الأسرة المالكة من انقلاب عسكري، ولكن يعمل أيضا كنظام للرعاية الاجتماعية للقبائل الريفية السعودية.