أثار تجدد المعارك بين وحدات عسكرية محسوبة على الحكومة
اليمنية ومدعومة من
الإمارات وبين المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في ما يعرف بـ"جبهة الساحل الغربي"، تساؤلات عدة.
لكن السؤال الأهم: لماذا يثابر الإماراتيون والقوات الموالية لهم، التي تتألف من مقاتلين جنوبيين، رغم تطعيمها هذه المرة بمقاتلين من مدينتي تعز (جنوب غرب) والحديدة (غربا)، في السيطرة على قطاعات واسعة من الساحل الغربي الذي يقع ضمن جغرافيا الشمال؟
أبعاد ثلاثة
وفي السياق، يرى خبراء ومتابعون للشأن اليمني أن هناك أبعادا ثلاثة لهذا التحرك العسكري الذي تقوده الإمارات في هذه المنطقة الساحلية الاستراتيجية.
وأضافوا، مفضلين عدم نشر هوياتهم، لـ"
عربي21"، أن معسكر خالد بن الوليد، والثكنات التي تقع تحت سيطرته جانبي الطريق الرئيس بين تعز والحديدة، يمثل عمقا تكتيكيا لأي قوة متمركزة في ميناء المخا، الذي حولته القوات الإماراتية إلى ثكنة عسكرية لها.
وكانت مصادر يمنية خاصة كشفت في وقت سابق من الشهر الجاري عن تحويل القوات الإماراتية ميناء المخا على البحر الأحمر، والقريب من مضيق باب المندب (ممر الملاحة الدولي)، إلى ثكنة عسكرية لها، وقامت ببناء وحدات سكنية بداخله، ومنع الاقتراب منه.
وتابع الخبراء والمتابعون: لا يمكن أن يسود الأمن في مدينة وميناء المخا الاستراتيجي ما دامت هذه المناطق خارج سيطرة القوات الواقعة فيهما أو في محيطهما. مشيرا إلى أن السيطرة على معسكر خالد -المعادل العسكري لقاعدة العند في جنوبي البلاد- يعد الأهم في هذه السلسلة التي تطوق مدينة تعز، ونقطة الارتكاز القوية لانتقال القوات نحو مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.
إلا أن البعد الاقتصادي له الحضور الأكبر في هذه العمليات، ويتركز في "إحكام السيطرة على الموانئ وتأمين محيطها" وأهم المدن المرتبطة بها، كتعز والمخا والحديدة. حسبما ذكرت المصادر ذاتها.
أما البعد السياسي، فأوضح الخبراء والمتابعون أن الإمارات التي تدير المعركة تسعى "لإحداث توازن بينها وبين نفوذ الرئيس عبدربه منصور هادي والقوى المساندة له، وفي المقدمة "حزب التجمع اليمني للإصلاح". مؤكدين أنه في حال أفضى الصراع القائم إلى حل سياسي، فإن أبوظبي تكون أسست لقاعدة ولاء داخل هذه المناطق، وقد تكون هناك تحالفات جديدة وفقا لهذا الحل، ومن ضمنها "علي صالح"، وهو الأقرب إليه من أي طرف آخر.
وذكروا أن هناك تزايدا ملحوظا للنفوذ الإماراتي داخل فصائل المقاومة في تعز، خاصة القوى السلفية وبعض القادة العسكريين ذوي الميول القومية واليسارية.
تقدم كبير
من جانبه، قال العقيد عبدالباسط البحر، متحدث عسكري باسم الجيش الوطني في تعز، إن قوات الانقلاب تلقت هزيمة مدوية على أيدي الجيش الوطني، وبدعم قوي وإسناد كبير من التحالف العربي في أطراف مديرية المخا الشرقية، وفي عزله الهاملي التابعة لمديرية موزع، والقريبة من معسكر خالد بن الوليد الاستراتيجي.
وأضاف في تصريح لـ"
عربي21" أن الجيش الوطني تمكن من قطع خط الإمداد الرئيس للمليشيات والتعزيزات لقواتهم في معسكر خالد وبقية جيوبها في مديريتي الوازعية وموزع غرب تعز. مشيرا إلى أنه تم نصب أول نقطه تفتيش للشرعية على خط الرابط بين الحديدة وتعز في منطقة قريبة من جسر رسيان ومحطة سابحة شمال غربي معسكر خالد بن الوليد.
وفقا للعقيد البحر، فإن ما يعيق تقدم القوات إلى معسكر خالد هو كثرة حقول الألغام التي زرعها الحوثيون وقوات صالح، لافتا إلى أن اقتحامه بات مسألة وقت لا أكثر. وفق تعبيره.
وفي السابع من الشهر الجاري، علمت "
عربي21" من مصدر يمني مسؤول عن تزويد الولايات المتحدة بصور فضائية عن بناء الإمارات قاعدة عسكرية في جزيرة ميون في قلب باب المندب دون علم الحكومة الشرعية.