عاد الحديث مجددا عن مفاوضات إسرائيلية - سعودية، هذه المرة على لسان وزير إسرائيلي حول وجود مفاوضات بين حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومسوؤلين في الرياض تستهدف إطلاق رحلات جوية مباشرة إلى مكة المكرمة لنقل الحجاج.
وفي تصريحات لوكالة بلومبيرغ قال وزير الاتصالات أيوب قرا إن الحكومة الإسرائيلية بدأت مناقشات مع الرياض وعمّان ودول أخرى لم يسمها، حيث طرح خطته حول الحج وبأنهم "مستعدون لتطبيقها لكن الموضوع حساس للغاية، ومازال موضعا للتفاوض".
ويلفت الوزير الإسرائيلي إلى أن "هذه المبادرة تأتي في إطار جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز التعاون بين تل أبيب والرياض"، كما تشير الوكالة ذاتها إلى أن الرئيس ترامب أصبح أول من يصل من الرياض إلى مطار اللد "بن غوريون" مباشرة، على متن أول رحلة مباشرة ربطت البلدين.
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية تحذر من سقوط نظام الحكم السعودي.. لماذا؟
ويذهب قرا إلى أبعد من مجرد رحلات بين البلدين بالقول إن إطلاق الرحلات المباشرة إلى السعودية "يجب أن يصبح ملعقة عسل في الصفقة المرجوة لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولدفع الإسرائيليين نحو تقديم تنازلات للفلسطينيين"، على حد قوله.
ويشير كذلك إلى "إمكانية رفع بعض القيود التجارية وتحسين المواصلات مع الخليج وإصدار التراخيص لعبور الطائرات الإسرائيلية عبر أجواء الدول العربية، ما سيسمح لها بترشيد وقت التحليق وتكاليف الرحلات إلى آسيا".
ويوضح أن "الواقع قد تغير، ويعدّ الوقت مناسبا لنقدم الطلب وأنا أعمل حاليا بمثابرة على إعداده"، معربا عن أمله في أن "يتمكن مواطنون المسلمون من التوجه إلى الأراضي السعودية بالطائرة مباشرة بدلا من الرحلة الطويلة الصعبة على متن حافلة تقطع مسافة ألف ميل، معظمها عبر مناطق صحراوية".
وعن آليات المقترحة بشأن الاتفاق يقول الوزير الإسرائيلي إن "الحل المثالي هو تنظيم رحلات مباشرة من مطار بن غوريون إلى السعودية لكن المسار يتم التفاوض حوله، إذ ربما يشمل التوقف في الأردن أو دول أخرى".
ويكشف أن المناقشات "تتناول أيضا إمكانية أن تصدر السعودية نفسها جوازات سفر مؤقتة للحجاج بدلا من الاعتماد على الأردن لتزويد الإسرائيليين بالوثائق الضرورية".
وتنقل الوكالة التي تحدثت عن زيادة في عدد الشركات الإسرائيلية العاملة في السعودية والخليج، عن الوزير قرا قوله بأنه على قناعة "بأن الدول الخليجية ستعمق علاقاتها التجارية مع إسرائيل حتى في حال فشل الجهود السلمية لتسوية القضية الفلسطينية".
وقال إن العلاقات الإسرائيلية مع العالم العربي "لا يمكن أن تبقى دائما رهينة للقضية الفلسطينية"، معربا عن أمله في أن تساعد جهوده "في الترويج لإسرائيل كشريك تجاري موثوق في الدول العربية، ولاسيما في منطقة الخليج".
وتأتي هذه التصريحات للوزير الإسرائيلي، في وقت تتصاعد فيه الدعوات من قبل نخب سعودية محسوبة على ولي العهد محمد بن سلمان للتطبيع مع إسرائيل لا سيما بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض ولقائه بقادة وزعماء العالم الإسلامي.