تحدثت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية؛ عن اعتراض إسرائيل على نشر قوات روسية في جنوب
سوريا، ضمن اتفاق مناطق خفض التوتر، مفضلة نشر قوات أمريكية بدل القوات الروسية.
وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية، السبت.
وبحسب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي كشف عن الاتفاق، فإنه يهدف إلى "تخفيض دائم للتصعيد في الجنوب السوري، وإنهاء الأعمال القتالية"، من خلال وقف إطلاق النار على خطوط التماس بين الفصائل وقوات النظام والمسلحين الموالين لها.
ويرى الدبلوماسي السوري المنشق، بشار الحاج علي، أنه "من البديهي أن مثل هذه الاتفاقات لا يمكن أن تحدث فجأة، وهناك مشاورات ولقاءات مستمرة منذ فترة ليست بقليلة بين الدول الفاعلة وضمن المنظومة الدولية المهتمة وصاحبة المصلحة في الحالة السورية، في سياق التحضير للانتقال السياسي، الذي تعمل عليه الدول الفاعلة منذ عدة سنوات"، مضيفا: "طبعا لا يمكن أن يطبق الاتفاق دفعة واحدة، بل تدريجيا".
وقال لـ"
عربي21": "من الواضح أن هذه الدول قادرة على تطبيق الاتفاق لما لها من قوة ونفوذ على السوريين كل حسب موقعه".
ورأى أن هذا الاتفاق "يشكل حتما بداية مرحلة متقدمة على طريق الانتقال السياسي، والشروع بإعادة تأهيل المدن والبلدات وتأمين الخدمات الأساسية والعودة الطوعية للمهجرين والنازحين واللاجئين"، وفق تقديره.
وأضاف: "أرى أن من مصلحة الجميع نجاح هذا الاتفاق، بما في ذلك نحن السوريين. فنحن بحاجة لالتقاط الأنفاس، فالمرحلة الخطرة شارفت على الانتهاء، وأمامنا الكثير، بدءا بالأصعب وهو الأمن والأمان، ومرورا بتأمين مستلزمات الاستقرار والتعليم والصحة، وانتهاء ببناء المفاهيم الوطنية والإنسانية المشتركة".
وعبر الحاج علي عن اعتقاده؛ بأن الاتفاق "سينجح إذا ما تم تطبيق آليات فاعلة للمراقبة، واستخدام النفوذ والقوة لجعله واقعا ملموسا وفرصة لإعادة الأمل"، مشددا على أن "علينا التقاط هذه الفرصة للتأكيد على قيم الثورة بتجسيد الكرامة الإنسانية والتسامح والتركيز على البناء والبحث عن مصلحتنا كسوريين بعد هذه السنوات العجاف، التي جعلت من الشعب السوري أمثولة في الثبات ودرسا للباحثين عن الحرية والكرامة، وعلينا أن نحافظ على سوريا شعب وجغرافيا ومستقبل"، بسحب تعبيره.
ودعا الحاج علي؛ السوريين لدعم هذا الاتفاق "واستغلاله لإعادة الحياة الطبيعية وبناء الثقة بالنفس، والابتعاد عن التشكيك في كل شيء، وأن نرى الجانب الإيجابي، وأن نستقل القطار، إلى المرحلة التي تناسبنا فقط ما دام القطار يقلنا إلى وجهتنا، وبعدها فلينطلق حيث شاء"، على حد قوله.
في المقابل، قال الكاتب الصحفي مرهف مينو؛ إن "مصلحة السوريين كلمة يروجها النظام في هكذا مواقف، فبعد الخسائر الكبيرة للمليشيات الشيعية والأطراف الداعمة للأسد في حربه ضد السوريين، نجد دائما طرفاً يدعو للهدنة، ليعطي لتلك العصابات وقتاً لتنظيم نفسها والقيام بهجوم مضاد".
وأشار، في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن "الأسد وعصابته لا يحترمون أي هدنة، ودائما
روسيا تسجل انتهاكات الثوار وتتجاهل براميل الأسد وطيرانه"، مضيفا: "أؤكد من جديد أن مصلحة السوريين تكمن في رحيل الأسد ومحاكمته، ودعم الجيش الحر ضد عصاباته".
وأوضح مينو؛ أن "الحل الوحيد لخلاص السوريين دخول قوات دولية محايدة لا علاقة لها بالروس ولا بالأمريكان أو النظام الإيراني. قوات تدخل مناطق سيطرة النظام وعصاباته ومناطق الحر، لتضمن انتخابات نزيهة لا علاقة لها ببشار الأسد وأجهزته المخابراتية"، مستدركا: "طبعا بعد الاتفاق على هيئة حكم انتقالية. يتم بعدها إزاحة الأسد عن السلطة، وضمان انتخابات حرة. كما تضمن القوات خروج مليشيات نصر الله وإيران وجماعة الحشد الشيعي التي تحارب مع الأسد، مع ضمان الحدود وأمن الدول الملاصقة كما تصرح دائما".
من جانبها، أوردت قاعدة حميميم العسكرية الروسية، المتواجدة في سوريا، عبر قناتها على "فيسبوك" سؤالا؛ حول مبادرة خفض التوتر في الجنوب وقبول السوريين بها، وخاصة من أفراد الحزب الحاكم في سوريا.
وكتب سامر عيسى، وهو أحد أفراد الحزب الحاكم: "لا يجب أن تكون هناك أي منطقة خفض توتر على
الجبهة الجنوبية من ناحية الكيان الصهيوني. يجب أن يفرض الجيش السوري سيطرته على كامل الأرض، وأما الموقف الإسرائيلي فهو يُظهر مدى دعمهم للمعارضة المسلحة"، على حد قوله.
وأردف: "لمن لا يعلم أن هناك تنسيقا وخطا ساخنا بين حميميم وإسرائيل وأرقاما وكودات للطيران الإسرائيلي، وكل هذه الدعاية الإعلامية هي تحضير لما هو آت، وعلى الجميع أن يعلم أن أكثر من نصف مليون روسي يعيشون في إسرائيل لذلك الجميع ينسق ويتحالف ضد سوريا والشعب السوري حتى ولو رفضت إسرائيل نشر قوات روسية في الجنوب، هذا ليس إلا دلع بنات كما يقال.. أمريكيا كان أم روسيا، فهو واحد من أجل حماية إسرائيل والأراضي المحتلة"، على حد تعبيره.