نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"
الروسية؛ تقريرا سلطت من خلال الضوء على الزيارة التي سيقوم بها العاهل السعودي،
الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى موسكو، والتي سيحاول في إطارها كلا الطرفين التوصل إلى تفاهم في المجال الاقتصادي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الأزمة القطرية قد تكون من بين النقاط التي سيتم التطرق إليها خلال اللقاء المرتقب، الذي سيجمع الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين بالعاهل السعودي في موسكو، إلا أنها لن تكون أبرز محاور الاهتمام، حيث أن الرياض تعتزم تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع موسكو.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخلافات السياسية العديدة القائمة بين روسيا والسعودية، لن تكون مانعا أمام ربط جسور التواصل بين البلدين على الصعيد الاقتصادي. وعلى الرغم من هذه الخلافات، فإن الأزمة القطرية مثلت فرصة جيدة لموسكو حتى تلعب دور الوسيط بين الدوحة والرياض، وتحاول إيجاد حلول تضمن لها
علاقات جيدة مع الطرفين المتنازعين.
وبغض النظر عن المواقف السياسية المتضاربة بين البلدين، إلا أنه تم تكثيف التعاون في المجال الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة. ففي أوائل شهر حزيران/ يونيو، ذكر وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، خالد الفالح، أنه "من الممكن إنشاء صندوق استثماري مشترك بين موسكو الرياض".
ونقلت الصحيفة وجهة نظر الخبير والأستاذ في قسم العلوم السياسية بمدرسة الاقتصاد العليا الروسي، ليونيد إيسايف، الذي بين أن هدف
السعودية من بناء علاقات اقتصادية مع روسيا واضح. فهي تحاول تعزيز علاقتها الاقتصادية مع هذا البلد حتى يتسنى لها إيجاد المزيد من سبل التوافق فيما يخص بعض القضايا السياسية في المنطقة.
وأكد إيسايف أن زيارة الملك سلمان إلى موسكو ليس لها علاقة بالأزمة القطرية، وإنما قد تكون بداية لتطوير العلاقات الروسية السعودية.
وأضافت الصحيفة أن الأزمة القطرية ستفتح أمام موسكو المجال لإقامة محادثات كثيرة مع الرياض، والاستفادة من هذا الوضع بطبيعة الحال. وقال إيسايف إن "السؤال المبدئي يكمن في البديل الذي سوف نقدمه إلى الرياض. فقد سبق واستفدنا من الأزمة اليمنية لتعزيز مكانتنا في منظمة الأوبك، وتحقيق الاستقرار في سوق النفط".
لكن إيسايف يشكك في إمكانية اتخاذ روسيا مواقف مؤيدة للسعودية مقابل الحصول على مزايا اقتصادية، مشيرا إلى أنه "من مصلحة روسيا أن تلعب دور الوسيط، وتحافظ على علاقات متوازنة مع جميع الأطراف دون استثناء".
وبينت الصحيفة أن زيارة الملك السعودي إلى موسكو تعتبر خطوة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين. فعلى الرغم من تنظيم العديد من القادة السعوديين لزيارات إلى موسكو، والنجاح في إجراء محادثات مع بوتين، إلا أن اللقاء الثنائي بين بوتين والملك سلمان قد ينقل العلاقات الثنائية إلى مستوى جديد للتفاوض حول القضايا الأساسية.
وذكر إيسايف أن المفاوضات الثنائية بين بوتين وسلمان ستفضي إلى ثلاث نتائج أساسية. أولا، التمكن من الحفاظ على مستوى جيد من التفاعل بين البلدين. ثانيا، مناقشة البعض من القضايا الهامة والتوصل إلى جملة من اتفاقات، خاصة في المجال الاقتصادي. أما ثالثا، وهو الأقل احتمالا، إقناع الرياض بضرورة اتخاذ مواقف مبدئية جديدة بخصوص بعض القضايا العالقة.