نشر موقع "بازفيد" تقريرا لكل من نانسي يوسف وجون هدسون، حول الصعوبات التي يعاني منها التحالف الدولي ضد
تنظيم الدولة، الذي لم يتوقف عن الاقتتال الداخلي، مشيرين إلى التوتر الحالي بين دول الخليج ضد
قطر، وتوتر العلاقات بين
تركيا وألمانيا.
ويقول الكاتبان: "بعد أسبوعين على زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى
السعودية، لتشكيل تحالف كبير ضد التطرف، فإن حلفاء الولايات المتحدة يبدون منقسمين أكثر من أي وقت مضى، بعد سلسلة من الخلافات الدبلوماسية التي تغلي، والنزاعات التي انفجرت للعلن يوم الاثنين".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن خمس دول عربية، بينها السعودية ومصر، قامت بقطع علاقاتها مع قطر، التي تستضيف أهم قاعدة لانظلاق الهجمات ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، لافتا إلى أن ألمانيا أعلنت في اليوم ذاته، بعد أزمة دبلوماسية مع تركيا، أنها ستسحب قواتها من قاعدة إنجرليك الجوية، وهي مركز ثان لمكافحة الجهاديين في العراق وسوريا.
ويفيد الموقع بأن "الولايات المتحدة تظاهرت في العلن أن الخلافات لن تؤثر في جهود مكافحة تنظيم الدولة، لكنها تعمل من خلف الكواليس بجهد إضافي لسد الثغرات في التحالف الدولي".
وينقل الكاتبان عن الخبير في الشؤون السورية في المركز الأمريكي الجديد للأمن نيك هيراس، قوله: "على فريق ترامب أن يظهر أنه قادر على القيادة، والحفاظ على هذا العدد المتنوع من الدول في التحالف، والقيام بالمهمة"، وأضاف: "دون قواعد متقدمة للعمليات، خاصة لمقاتلات التحالف، فإن الحملة المضادة لتنظيم الدولة لن تتقدم بشكل حثيث".
ويذهب التقرير إلى أن "الخلاف بين قطر وجيرانها نابع من دعم الدولة الغنية بالطاقة للجماعات الإسلامية، التي تعارضها الدول العربية، وموقفها اللين نوعا ما من إيران، وما ورد في تقرير صحافي بأنها دفعت مليار دولار للإفراج عن رهائن قطريين لدى جماعة شيعية في جنوب العراق، وأمرت هذه الدول الدبلوماسيين القطريين بمغادرة أراضيها خلال 48 ساعة، فيما منح الرعايا القطريون أسبوعين للمغادرة، في رسالة واضحة للدوحة".
ويلفت الموقع إلى أن الخلاف الألماني التركي نابع من تدهور العلاقات المستمرة بين البلدين، الذي بدأ في حزيران/ يونيو الماضي، عندما اعترفت ألمانيا بمقتل الأرمن أثناء حكم الدولة العثمانية، الأمر الذي ترفضه تركيا.
وينوه الكاتبان إلى أن التوتر بين الطرفين زاد عندما رفضت أنقرة السماح لوفد برلماني بالدخول إلى قاعدة إنجرليك، حيث تحتفظ ألمانيا بست طائرات استطلاع، و250 جنديا، وطائرة للتزويد بالوقود، للمشاركة في جهود قتال تنظيم الدولة، مشيرين إلى أنه في حال غادرت القوات، فإنه يجب أن تبحث ألمانيا عن قاعدة بديلة في الأردن أو الكويت.
ويبين التقرير أنه في الوقت الذي لم تظهر فيه الولايات أي دعم لأحد الأطراف المتنازعة، إلا أنها تقوم بمحاولة حل الخلافات، حيث يقول جوشوا لانديز من جامعة أوكلاهوما، إن "تدهور العلاقات بين تركيا وألمانيا، والقتال الدموي بين حلفائنا في الخليج يجعل من مكافحة تنظيم الدولة أمرا صعبا على نحو متزايد".
ويتحدث الموقع عن جهود وزير الخارجية ريكس تيلرسون، ودعوته الدول الخليجية لتخفيف التصعيد، حيث قال مسؤول في وزارة الخارجية إن النزاع بين دول الخليج أصبح أولوية.
ويورد الكاتبان نقلا عن شخص مطلع على مظاهر القلق الأمريكية، قوله إن الدبلوماسيين الأمريكيين يحاولون التأكد من عدم خروج السياسة السعودية الخطيرة تجاه قطر عن السيطرة، لافتين إلى أنه في الوقت الذي يشارك فيه المسؤولون الأمريكيون مظاهر القلق السعودية، بشأن علاقة قطر مع الإخوان المسلمين وإيران، إلا أنهم يخشون من الآثار العكسية لها، ومن إمكانية تحولها إلى أزمة كبيرة.
ويستدرك التقرير بانه في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون في القيادة المركزية، المسؤولة عن عمليات مواجهة تنظيم الدولة، أن الأزمة الدبلوماسية لم تؤثر في العمليات، إلا أن الأزمة الدبلوماسية، كما قال وزير الدفاع جيمس ماتيس، ستأخذ وقتا ليتم حلها.
وبحسب الموقع، فإن "مسؤولي الدفاع يخشون من أثر الخلافات وتفكك الحلفاء، حيث يهدد الصدع بينهم الحرب على تنظيم الدولة بشكل عام، ولو لم يستطع الحلفاء السيطرة على الوضع فربما استغل التنظيم الفرصة، وهو ما يراه مسؤول دفاعي (مشكلة حقيقية)".
ويرى الكاتبان أن الأهم من هذا كله، هو أن التصدع بين الدول السنية يقوض جهود إدارة ترامب للعمل مع الحلفاء، بوضع الخلافات جانبا، والتركيز على تهديد الإرهاب، الذي يشكله كل من تنظيم الدولة وإيران.
ويختم "بازفيد" تقريره بالإشارة إلى قول أندرو باوين من معهد "أمريكان إنتربرايز": "بعد قمة الرياض جاء الجميع لمواجهة التحديات المشتركة، وأول ما فعلته السعودية والإمارات هو إشعال حرب فيما بينهم".