أكد محلل إسرائيلي بارز للشؤون العربية أن أعمال "
التعذيب والاغتصاب" التي تمارسها القوات
العراقية الخاصة في مدينة
الموصل ضد المدنيين لا يمكن لها أن تتوقف.
الصفع أو الموت
وأوضح محلل الشؤون العربية البارز في صحيفة "هآرتس" العبرية، تسفي برئيل، أنه في الوقت الذي تمارس فيه القوات العراقية في مدينة الموصل "التعذيب والاغتصاب وإعدام المواطنين، تطالب الصحفيين الذين يرافقونها بالمشاركة في التحقيقات التي تجريها".
علي أركادي، هو مصور في المجلة الألمانية "دير شبيغل"، عرف كيف يبقى على قيد الحياة، بعدما خضع لأمر قائد "قوات التدخل السريع" العراقية بالموصل؛ بصفعه أحد الأفراد الذين يتم التحقيق معهم، "فلم يكن لديه خيار ثان؛ إما الصفع أو الموت، لكنه في الوقت ذاته لم يتنازل، ونجح في تصوير تلك الأحداث المرعبة؛ فكشف كيف يعلق المعتقلون من أرجلهم، ووثق لحظة وضع المحقق أصبعه في عين أحد المعتقلين..".
وبحسب المحلل الذي أورد هذا الموقف في مقال له الثلاثاء بـ"هآرتس"، فإن ما كشفه اركادي "لن يوقف الفظائع التي تقوم بها القوات العراقية الخاصة ضد المواطنين في الموصل"، مؤكدا أن "هذا التعذيب حظي بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين أعلن أنه لن يسمح فقط باستخدام الإغراق في الماء، بل بأكثر من ذلك".
وقال ترامب: "سألت جهات استخبارية رفيعة المستوى إذا كانت طرق التعذيب تنجح، فأجابوا: بالتأكيد نعم"، ويعلق برئيل على ذلك بقوله: "صحيح أن الجنود العراقيين لم يحتاجوا لموافقة ترامب لتعذيب السجناء، لكنه بالتأكيد لن يضرهم".
فالمصور الاستثنائي أركادي ينشر صورا حساسة من الناحية الإنسانية للحرب العراقية، فهي تعرض فظائع الحرب من زاوية استثنائية غير موجودة لدى مصورين آخرين، وفق رؤية المحلل الذي لفت إلى أن قيادة القوات الخاصة العراقية، وبسبب نشر صور التعذيب، قد توجه طلبا إلى الإنتربول لتسليمه؛ حيث تتهمه بـ"سرقة" أدوات تصوير.
البيوت المدمرة
وأشار المحلل إلى أن تغطية ما يسمى "الانتصار العراقي الكبير على داعش تحوي -إضافة لصور أركادي- تقارير كثيرة تشتمل على شهادات لشهود عيان حول التعذيب الفظيع والمرعب لمواطني الموصل من قبل القوات العراقية"، منوها بأن الجنود يوقفون المواطنين الذين يريدون العودة لبيوتهم المهدمة، ويخضعونهم للتحقيق المهين على الحواجز المختلفة".
وأضاف: "لقد تمكن نحو 8 آلاف شخص مشرد من العودة لديارهم شرقي العراق، لكن الجزء الغربي، حيث تدور المعارك، هرب منه نحو 200 ألف شخص يعيشون في الخيام دون خدمات أساسية، وينتظرون اللحظة التي يمكنهم فيها العودة، وهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيجدون بيوتهم أم أنها دمرت".
ونوه برئيل بأن المشكلة التي تنتظر من يتمكن من العودة هي إعمار بيتوهم المدمرة، حيث تقترح الحكومة العراقية عليهم قروضا بلا فوائد، بشرط إظهار ما يثبت ملكية العقار، في حين أن معظمهم لا يملكون الوثائق، أو أن منازلهم بنيت بناء على ترخيص شفوي من أصحاب الأرض، وبالتالي هم غير مسجلين في السجلات العقارات الحكومية.
كما أنه في الحالات التي يستطيع فيها السكان عرض الوثائق، والحصول على القرض، فإن الدفعات الشهرية المطلوبة تبلغ 350 دولارا، وهذا المبلغ أكبر من قدرتهم، وبحسب تقديرات جهات حكومية عراقية، هناك حاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمار شبكات المياه والكهرباء وإصلاح الشوارع التي تضررت جراء الحرب.
ورغم "الانتصار"، ما زالت المعارك ضد
تنظيم الدولة في الأنبار مستمرة، وهي تتركز على طول الحدود بين العراق وسوريا والأردن، في حين يستغل التنظيم تمركز القوات العراقية في الموصل، ويتمكن من العبور بين سوريا والعراق.