اندلعت، صباح الجمعة،
اشتباكات مسلحة بين كتائب تابعة لحكومة الوفاق الوطني، وأخرى تابعة لحكومة الإنقاذ، في حي أبوسليم أكبر أحياء العاصمة
طرابلس.
وشنت كتائب من مصراتة معارضة لاتفاق الصخيرات (تابعة لحكومة الإنقاذ)، هجوما بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مثل مدافع الهاورز، والدبابات ومدافع مضادة للطائرات من عيار 14.5، وعيار 23 على مواقع "قوة ردع أبو سليم" (تابعة لحكومة الوفاق).
وقال شهود عيان من العاصمة طرابلس لـ"عربي21": إنهم سمعوا دوي انفجارات في مناطق صلاح الدين، ومنطقة أبو سليم، والهضبة، وطريق المطار وحي الأكواخ، وحي دمشق جنوب غرب العاصمة طرابلس.
وقال مصدر أمني، فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة "الأناضول" إن "الاشتباكات لاتزال تدور حتى هذه اللحظة (11:00 تغ) بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة قوات الدعم المركزي أبوسليم التابع لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق، وقوات أخرى يقودها صلاح بادي التابعة لحكومة الإنقاذ".
وأضاف المصدر ، أن "الاشتباكات تدور بالقرب من مبنى قصور الضيافة التي سيطرت عليها قوات تابعة للوفاق في آذار/ مارس الماضي، التي كانت تتخذها
حكومة الإنقاذ، مقرا لها".
في السياق ذاته، قال السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر مليت: "أسمع دوي انفجارات وأصوات مدفعية جنوبي طرابلس"، وأضاف مليت في تغريدة له على موقع "تويتر"، " أدين أعمال هذه المليشيات التي تهدد أمن الليبيين خاصة قبيل شهر رمضان".
ولم تعلن جهة رسمية عن أعداد القتلى والجرحى، في الوقت الذي طالبت وزارة الصحة في
حكومة الوفاق الوطني، من الأطباء، والأطقم المساعدة، بضرروة الالتحاق بمستشفيات العاصمة طرابلس، للمساعدة في إنقاذ الجرحى.
وتضررت منازل وسيارات المواطنين جراء سقوط القذائف العشوائية، مما اضطر الهلال الأحمر فرع طرابلس، إلى إطلاق نداء استغاثة، ومطالبة المواطنين بعد الخروج من بيوتهم.
وحذر رئيس مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني في كلمته مؤتمر صحفي مع قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا توماس والدهاوزر، الثلاثاء الماضي من وصفهم بـ"معرقلي الاستقرار" من التلاعب بأمن العاصمة طرابلس، وأن المجلس الرئاسي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه من يهدد أمن وسلامة المدنيين، مؤكدا أن الفرصة متاحة ليعودوا إلى رشدهم.
وفي شباط/ فبراير الماضي سيطرت عدة كتائب من طرابلس، أبرزها كتيبة "ثوار طرابلس" بقيادة هيثم التاجوري، وكتيبة "اغنيوه"، بقيادة عبد الغني الككلي، وكتيبة النواصي، على محيط قصور الرئاسة، بعد اشتباكات أدت إلى انسحاب كتائب مؤيدة لحكومة الإنقاذ الوطني والمؤتمر الوطني.
ولم يصدر أي رد فعل رسمي من المجلس الأعلى للدولة أو مجلس رئاسة حكومة الوفاق الوطني، في الوقت الذي عبر فيه السفير البريطاني لدى ليبيا بيتر ميلت عن قلقه من اندلاع هذه الاشتباكات.