نشرت مجلة "نيوزويك" تقريرا لمراسلها توم أوكانر، حول ادعاء مواطن روسي متهم بالقرصنة من
روسيا ومن أمريكا، بأن مسؤولين أمريكيين عرضوا عليه صفقة إن اعترف بالتدخل في
الانتخابات الأمريكية عام 2016.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن ييفجيني نيكولين (29 عاما) وجد نفسه وسط خلاف دولي بين واشنطن وموسكو، حول اتهام أمريكا لروسيا بدعم سلسلة من الاختراقات استهدفت مرشحة الحزب الديمقراطي ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري
كلينتون لصالح المرشح الجمهوري والرئيس الحالي دونالد
ترامب.
ويذكر أوكانر أنه في 5 تشرين الأول/ أكتوبر، 2016، وقبل أيام من اتهام المخابرات الأمريكية لروسيا علنيا بتأييد اختراق رسائل البريد الإلكتروني الرسمية للحزب الديمقراطي، تم اعتقال نيكولين في براغ، بناء على طلب من أمريكا بتهم اختراقات أخرى، مشيرا إلى أن نيكولين يدعي الآن بأن السلطات الأمريكية حاولت توريطه في فضيحة رسائل البريد الإلكتروني.
وتلفت المجلة إلى أنه تم اعتقال نيكولين في جمهورية التشيك، بتهمة اختراق سيرفرات مواقع كبيرة تضمنت LinkedIn و Dropbox و Formspring بين عامي 2012 و2013، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه المحاكمة، فإنه يدعي في رسالة غير مؤرخة سلمها محاميه مارتين ساديليك لموقع باللغة الروسية في أمريكا Nastoyashchoe Vremya، يقول فيها إن محققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي زاروه مرتين على الأقل، وعرضوا عليه إسقاط التهم ضده، وإعطاءه جنسية أمريكية، ومبلغا نقديا، وشقة سكنية في أمريكا، إن اعترف بالمشاركة في اختراقات عام 2016 لرسائل البريد الإلكتروني للمسؤول عن حملة كلنتون جون بوديستا في تموز/ يوليو.
ويورد التقرير أن نيكولين كتب في رسالته بحسب "موسكو تايمز": "(قالوا لي): يجب عليك أن تقول إنك دخلت إلى البريد الإلكتروني لكلينتون لصالح (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب)، وبالنيابة عن (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين)"
ويكشف الكاتب عن أن نيكولين قال إنه رفض الصفقة، لكن المسؤولين الأمريكيين هددوا بالعودة، وقال إن الزيارات حصلت في منتصف تشرين الأول/ نوفمبر 2016، وفي 7 شباط/ فبراير من هذا العام.
وتنوه المجلة إلى أن التلفزيون التشيكي ذكر على الأقل زيارة واحدة لمكتب التحقيقات الفيدرالي في وقت سابق من هذا العام، بحسب صحيفة "الغارديان"، التي نقلت عن متحدث باسم مكتب التحقيقات، قوله إن المكتب "على علم بالوضع"، لكنه رفض المزيد من التعليق، ويسعى مكتب التحقيقات لأن يسلم نيكولين لأمريكا ليحاكم فيها، وهو الأمر الذي يحاول مقاومته.
وبحسب التقرير، فإنه في الوقت الذي لم تشر فيه أمريكا إلى أي علاقة بين نيكولين وجدلية القرصنة الروسية للانتخابات، إلا أن اعتقاله جذب انتباه موسكو، فنيكولين متهم في روسيا بقرصنة وسرقة حسابات WebMoney، ولدى الموقع الذي يتخذ من موسكو مقرا له 31 مليون مستخدم في أنحاء العالم، ويتهم نيكولين بسرقة 3450 دولارا عام 2009، بحسب وكالة "تاس" الرسمية للأنباء، حيث قدمت روسيا طلب تسليم له.
ويستدرك أوكانر بأن نيكولين، الذي يقول إنه تاجر سيارات مستخدمة، ولم يعمل في مجال الحاسوب، ينكر التهم الموجهة إليه من أمريكا ومن موسكو، وقال محامية التشيكي آدم كوبيكي، في شهر كانون الثاني/ يناير، إنه هو ونيكولين يعتقدان بأن المواطن الروسي يستخدم "بيدقا سياسيا" وسط صراع دولي بين واشنطن وموسكو، بحسب "الغارديان".
وتفيد المجلة بأنه كان من المفترض أن تكون محكمة نيكولين يوم الخميس، لكن محامي الدفاع أوقفوا الإجراءات، قائلين إن موكلهم لم تصله الوثائق الأصلية باللغة الروسية قبل ظهوره في المحكمة، بحسب تقرير لـ"أسوشيتد برس".
وتختم "نيوزويك" تقريرها بالإشارة إلى أنه في تحرك غير عادي، كان من المقرر عقد جلسة المحكمة داخل سجن بانكراك في براغ؛ بسبب مخاوف أمنية، وتم تأجيل هذه الإجراءات حتى تاريخ 30 أيار/ مايو، حيث سيمثل نيكولين مرة أخرى أمام القاضي جاروسلاف بايتلون.