كشفت منظمة حقوقية وشهود عيان عن اعتداءات مارسها الأمن المصري في قرية البصارطة بدمياط (شمالا)، شملت قرابة 20 مواطنا، بينهم قصر.
وطبقُا لما نشرته التنسيقية المصرية للحقوق والحريات وعدد من الصحفيين وشهود العيان، فإن قوات الأمن تحاصر قرية البصارطة منذ 31 آذار/ مارس الماضي، واعتقلت 20 مواطنا بينهم قصر خلال الأسبوع الجاري.
وأكدت التنسيقية، عبر صفحتها على "فيسبوك"، أن القوات اقتحمت عددا من منازل القرية، وكسرت محتوياتها، واعتدت على أصحابها، كما قامت بهدم عدد من المنازل في القرية.
وبينت التنسيقية أن من بين المنازل المهدمة: "منزل "محمد عادل بلبولة"، التي قامت قوات الأمن بقتلة مارس الماضي، ومنزل المختفي قسريا "عاطف الزيات"، كما قامت بتكسير محتويات شقتي "معاذ الشيوخي" و المختفي قسريا "خالد الشيوخي"، وتحاول إخلاء ثلاثة بيوت أخرى لهدمها، وسط ترويع للنساء والأطفال داخل المنزل".
وأكدت أن عدد المنازل التي تم هدمها بالكامل 5 منازل لمتوفين (تمت تصفيتهم من قبل الأمن) ومعتقلين، بالإضافة إلى عشرات الشقق السكنية التي جرى تكسير كل محتوياتها.
لماذا البصارطة؟
بدأت أحداث الحصار الحالي بعد مقتل أحد أفراد الأمن -قيل أنه خفير- ويدعى مسعود الأمير، نهاية آذار/ مارس الماضي، على يد ملثمين، وعلى إثر ذلك بدأت حملة أمنية على القرية، لم تكتف بملاحقة المشتبه بهم، بل استهدفت المعارضين للانقلاب في القرية، المعروفة بمعارضتها الشديدة للانقلاب.
واتهمت وزارة الداخلية عددا من المعارضين في القرية بالمسؤولية عن مقتل رجل الأمن، في حين تحدث الأهالي عن دور تجار المخدرات في الجريمة بعد اختلافهم مع القتيل.
أيضا، نشر عدد من الأهالي بيانا عقب حادثة قتل فرد الأمن؛ للتبرؤ من الحادثة، وتوجيه تنويه للقوات الأمنية بعدم التذرع بالحادثة، ومن ثم الانتقام من الأهالي.
ليست المرة الأولى
وكانت قوات الأمن اقتحمت البصارطة منذ عامين في أيار/ مايو 2015، بعد قطع الأهالي للطريق العام؛ احتجاجا على اعتقال خمس فتيات من القرية، اللاتي تم اعتقالهن من تظاهرة ضد النظام بدمياط، تبعه اشتباك بين الأمن والمتظاهرين، وأسفر عن اعتقال 16 متظاهرا، بينهم 13 فتاة، تم حبسهن على ذمة التحقيق، من بينهن 5 فتيات من قرية البصارطة.
وعقب قطع الأهالي للطريق العام، شنت قوات الأمن حملة مداهمات للقرية، وتكسير لمحتويات المنازل، وإحراق عدد من المحلات، وقتل 5 من شباب القرية، وحصار القرية، ومنع الموظفين من الخروج من منازلهم، وإلغاء الامتحانات في مدارس القرية.
العساكر يتفاخرون بالاعتداء
اللافت في اعتداءات هذا الأسبوع، التي سجلتها التنسيقية والأهالي وشهود عيان، ما ذكره الناشط صديق جمال من مصادفته لعدد من الجنود خلال عودتهم من البصارطة، حيث التقط جمال طرفا من حديثهم، الذي وصفه بـ"المتفاخر بما فعلوه في البصارطة وهدم المنازل"، على حد قوله.
ماذا يحدث الآن؟
وخلال الأسبوع الجاري، تداول النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وإعلاميون عددا من صور اعتداءات قوات الأمن على المواطنين وصورا للمنازل المهدمة، كما كتب عدد من أهالي القرية شهادتهم على الأحداث.
وعبر "فيسبوك"، كتبت مريم عماد أبو ترك، التي اعتقلت لمدة عام كامل، وزوجة الشهيد محمد عماد بلبولة، التي أحرقت قوات الأمن منزلها 4 مرات، قبل أن تطردها هي وأبناءها، وتهدم منزلها أمس، فقالت:
كما أكد النشطاء قيام قوات الأمن بسرقة مواشي الأهالي
أما اليوم، فتحدث شهود عيان عن هدم منزل لأحد المختفين قسريا، ويدعى محمد حماد:
وتحدثت سارة محمد، إحدى المعتقلات السابقات، عن المعتقلين والمختفين من القرية: