شنت صحف ووسائل إعلام إيرانية مقربة من التيار المحافظ هجوما لاذعا على حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد إعلان الأخيرة عن وثيقتها السياسية التي حددت فيها رؤاها السياسية للمرحلة المقبلة.
واتهمت صحيفة كيهان التابعة لمرشد الثورة علي الخامنئي بنسختها العربية حماس بأنها منذ غادرت "عاصمة الصمود والتصدي سوريا أصبحت تفضل العيش في كنف القواعد الأميركية والقصور الأميرية والاعتياش على المال الحرام".
وتابعت الصحيفة هجومها غير المسبوق على الحركة بالقول إن "الكثير من أصحاب الألباب ومن العقول النيرة خاصة المعنيين بالقضية الفلسطينية، أكدوا بدء سقوط حماس وبدأ العد العكسي لخروجها من محور المقاومة".
وحاولت الصحيفة الترويج لوجود خلاف بين الجناح العسكري والسياسي للحركة من خلال اتهامها من سمتها "قيادة الحركة السياسية بالانفصال عن نهج جناحها العسكري وتنحيها طريقا آخر".
وزادت بالقول: "اليوم أثبتت التطورات هذه الحقيقة وانكشف الغطاء بنشر حماس لوثيقتها السياسية الجديدة والتي ثبت أنها من نتاج المال الحرام بكل تجلياته وتأثيره، وهذا بالطبع نهاية كل فصيل أو مجموعة ترهن نفسها للخارج فكيف بالخارج المشبوه المرتبط بأعدى أعداء الشعب الفلسطيني أي أميركا والكيان الصهيوني؟".
وتابعت: " ويا ليت أن اكتفى الجناح السياسي لحماس بإدارة ظهره لمن احتضنه أو لمن شكل سندا له وللقضية الفلسطينية بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليشهر السيف عليه ويقف في محور يقوده الأميركان والصهيونية وحثالاتهم في المنطقة هدفهم هو تدمير هذه الدولة وإخراجها من محور المقاومة".
وأرجعت الصحيفة المدعومة من التيار المحافظ التذكير بما قالت إنه "رفع علم سوريا المزور في غزة وكأنها تعلن رسميا وقوفها في هذا المحور الذي هو في الأساس يعادي الشعب الفلسطيني وهدفه الأول والأخير طمس القضية الفلسطينية وهذا يعني أن حماس وضعت نفسها في خانة معاداة شعبها".
وانتقدت الصحيفة قبول حركة حماس بخيار حل الدولتين والقبول بتشكيل دولة فلسطينية على حدود عام 67، مهاجمة بشدة موافقتها على حذف نقطة استراتيجية هامة للغاية من وثيقتها وهي "الدعوة الصريحة لضرورة القضاء على إسرائيل".
واستهزأت افتتاحية الصحيفة بما اعتبرته "تسطيحا لعقول الشعب الفلسطيني والضحك عليه بأنها لن تترك السلاح ولا تعترف بشرعية الكيان الصهيوني"، وأنها لازالت تؤمن بتحرير فلسطين التاريخية من "البحر إلى النهر".
واعتبرت الحديث عن المقاومة المسلحة وفلسطين من النهر إلى البحر ما هو إلا "شعارات رنانة وحماسية والعشرات من أمثالها التي تضمنتها الوثيقة لا يمكن أن تنطلي على أبسط الناس، فمن السذاجة والبلاهة جدا أن يتصور المرء أن أميركا وأذنابها والعدو الصهيوني سيقبلون الوثيقة على عواهنها دون أن يلزموا ويقيدوا حماس وغزة بعشرات القرارات والتقييدات".
وحول الرد الإسرائيلي على الوثيقة ورفض مختلف المجاميع الإسرائيلية لها ومهاجمتها قالت الصحيفة: "ما صدر من رد فعل صهيوني استفزازي على نشر الوثيقة لدليل صارخ على مطالبة حماس بمزيد من التنازلات كما يعاملون اليوم مسؤولي السلطة كموظفين في الكيان الصهيوني".
وقدمت الصحيفة النصيحة للحركة بالقول: "على حماس السياسية أن تفكر مليا بالعواقب الخطيرة والكارثية التي أقدمت عليها لتصفية القضية الفلسطينية كما فعلت منظمة التحرير وفصيلها فتح التابع لها، وهذا يعني الشطب على أكثر من 70 سنة من المقاومة والجهاد واسترخاص الدم الفلسطيني المسال طيلة هذه الفترة من أجل تحرير أرضه ومقدساته".
وأعربت الصحيفة عن استغرابها وحيرتها الكبيرة من توقيت نشر الوثيقة في ظل ما اعتبرته "زمن انتصارات محور المقاومة الذي هو في الواقع يقرب ويدعم معنويات المقاومين الفلسطينيين لاسترداد حقوقهم".
وزادت بالقول: "لو كان ذلك في زمن الهزائم لفسر على أنه الرضوخ للأمر الواقع، لكن السؤال الذي يلف اليوم أذهان الشعب الفلسطيني بشدة، هل أن خطوة حماس بحل الدولتين والقبول بحدود الـ 67 جاءت لتشفي غليل المحور الأميركي الصهيوني العربي المنبطح الذي عجز عن تدمير محور المقاومة وفي المقدمة سوريا لتوفير الحماية لأمن الكيان الصهيوني؟".