أكد الأستاذ المساعد في كرسي النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، إن فرصة استمرار العمليات العسكرية الأمريكية في
سوريا، ما زالت ضعيفة.
وقال في مقابلة مع صحيفة "أرغومينتي إي فاكتي" الروسية، حول احتمال قيام البنتاغون بعمليات عسكرية جديدة، وعن موقعها بالضبط إذا كان الأمر كذلك، إن الموارد لدى
ترامب تكفي فقط لشن عمليات محدودة ومحددة، أما بشأن سوريا، فإن اهتمامه الأكبر انصب حول التأثير الاستعراضي لعملية قصف القاعدة الجوية السورية.
وأضاف: "من الواضح أن الضربة الصاروخية في سوريا كانت ضرورية لترامب لأسباب أمريكية داخلية: حيث كان على ترامب البرهنة على أنه رئيس وزعيم، قادر على ضرب الطاولة بقبضة يده، وأنه ليس "دمية بيد بوتين". وقد تم تحقيق جميع هذه الأسباب ولم يبق شيء غيرها".
وتابع: "أما إلى أي حد سيستمر اللعب بهذه الأوراق لاحقا فإن هذا موضوع خاضع للجدل. وأنا لا أتوقع أن الأمر سيتحول إلى عملية واسعة النطاق وحضور كامل على الأرض في سوريا، وخاصة أن المخاطر تتزايد. ولذلك، أعتقد أن الخيار الأكثر واقعية، هو التطور الهادئ للأحداث، والاستفادة من نجاح الضربة، في المقام الأول في السياسة الأمريكية الداخلية".
وأشار الخبير الروسي إلى أن المخاطر التي تحدق بتكرار العملية السورية في
إيران أو
كوريا الشمالية هي أكبر بمقادير لا حد لها، مضيفا أن "الفارق هنا مقارنة بسوريا يكمن في التدابير العسكرية الجوابية لكلتا الدولتين. فإيران في أسوأ الأحوال قادرة على إغلاق مضيق هرمز، وتعطيل حركة بواخر تصدير النفط من بلدان الخليج. وسوف يعاني من جراء ذلك في المقام الأول الحلفاء المقربون للولايات المتحدة. هذا، فضلا عن القدرات الإيرانية وتدابير الرد العسكري الإيراني: وأقلها توجيه ضربات إلى بلدان الحلفاء المقربين للولايات المتحدة".
وأردف: "أما لو تحدثنا عن كوريا الشمالية، فبالطبع لن يكون الجيش الكوري الشمالي قادرا على الوصول إلى المدمرات الأمريكية. ولكن أصبح من المسلم به ومنذ زمن بعيد أنه قادر على الوصول إلى سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، وهناك يعيش 25 مليون نسمة وعلى مسافة تبعد 25 كم عن الحدود الفاصلة بين الدولتين الكوريتين".
وأكد أنه ثمن توجيه ضربة إلى إيران أو كوريا الشمالية – واقعية أو استعراضية - سوف يكون باهظا إلى حد غير مقبول من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، مضيفا: "لهذا أنا لا أعتقد أن الأمريكيين ستكفيهم الجرأة للإقدام على حتى على بعض التدابير الصارمة".