كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني أن الرئيس
اليمني قال لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إن
الإمارات تتصرف باليمن كقوة احتلال، بدلا من التصرف كقوة تحرير، بحسب قوله.
وقال مصدر مقرب من هادي للموقع، إن المواجهة الغاضبة بين الرجلين حدثت عندما سافر هادي لمدينة أبو ظبي، للتباحث مع ابن زايد، في محاولة لتضييق الخلاف بينهما حول السيطرة على مطار عدن، الذي يعتبر مركزا مهما للتموين والدعم اللوجستي للقوات المدعومة من الإمارات وللرئيس هادي نفسه.
وقال الموقع نقلا عن مصدر مقرب من هادي إن اللقاء تم في نهاية شهر شباط/ فبراير الماضي، وإنه استمر لمدة عشر دقائق فقط، مضيفا أنه عقد في غرفة جانبية في القصر وليس في الغرف المخصصة لاستقبال الزوار الرسميين، قبل أن ينتهي بشكل عاصف وسط اتهامات متبادلة بين الرجلين.
إقرأ أيضا: السلفي اليمني هاني بن بريك يعلق على قرار إقالته.. ماذا قال؟
ولم يحظ هادي باستقبال عالي المستوى عند وصوله إلى أبو ظبي، حيث كان في استقباله في المطار مدير المخابرات، بدلا من ولي العهد أو وزير الخارجية.
وكان ابن زايد يتحدث في اللقاء بغضب مع هادي، مذكرا إياه بـ"تضحيات الإمارات في القتال لأجل تحرير اليمن"، فيما رد عليه الرئيس اليمني بالقول إن الإمارات كانت تتصرف كقوة احتلال في اليمن بدلا من التصرف كقوة تحرير، وهو الأمر الذي زاد من حدة الغضب لدى ابن زايد، بحسب الموقع.
وكان هادي أصدر قرارين، أطاح بهما بأهم رجلين مقربين من دولة الإمارات من منصبهما، وأحال أحدهما للتحقيق.
وقضى القرار الجمهوري رقم (29) الذي أصدره الرئيس هادي في مادته الثانية، بإقالة هاني بن بريك، قائد قوات الحزام الأمني في عدن وأحد أبرز حلفاء أبو ظبي في الجنوب، من منصبه كوزير للدولة، وإحالته للتحقيق، دون الكشف عن أسباب الإحالة.
أقرأ أيضا: ما خلفيات قرارات الرئيس اليمني الأخيرة؟ محللون يجيبون
ولعب ابن بريك دورا مثيرا في عدن، وقد قامت قواته المدعومة من الإماراتيين بحملة اعتقالات واسعة لرجال دين ودعاة مناوئين له، ونفذت حملة للتهجير القسري لأبناء المحافظات الشمالية من المدينة الجنوبية، في وقت سابق من العام الماضي.
وأصدر هادي قرارا جمهوريا آخر أطاح باللواء عيدروس الزبيدي من منصب محافظ مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وعين عبدالعزيز المفلحي بديلا عنه.
وقضى القرار الذي نشرته وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" بتعيين الزبيدي المعروف بانتمائه للحراك الجنوبي ذي النزعة الانفصالية، سفيرا بوزارة الخارجية في الحكومة التي يرأسها أحمد عبيد بن دغر.
وينحدر محافظ عدن الجديد عبد العزيز المفلحي من محافظة الضالع جنوب البلاد، ويعد إحدى الشخصيات المقربة من الرئيس هادي، وكان يعمل مستشارا في الرئاسة إلى حين تعيينه في منصبه الجديد.
وأجرى الرئيس اليمني تعديلا وزاريا شمل أربع حقائب في حكومة أحمد بن دغر.
ونص القرار (29) في مادته الأولى على التعديل الوزاري في وزارة العدل والأشغال العامة ووزارتي الشؤون الاجتماعية وحقوق الإنسان.
ويبدو أن الرئيس هادي خلط الأوراق تماما على الإمارات وحلفائها في عدن، لا سيما بعد أن أحال الداعية السلفي هاني بن بريك، المعروف بمناوأته للتجمع اليمني للإصلاح، إلى التحقيق في أول قرار مماثل يتخذه هادي منذ توليه للسلطة.
وبحسب كثيرين، فإن الرجلين المدعومين من سلطات أبو ظبي قادا ثورة مضادة ضد الحكومة الشرعية، التي تتخذ من عدن قاعدة لها، وكادت الأوضاع في المدينة تنفجر عسكريا أكثر من مرة، وكان آخرها التمرد الذي نفذه قائد حراسة مطار عدن "أبو قحطان"، بدعم إماراتي واضح، حيث شارك طيرانها في قصف حاجز أمني لقوات هادي في محيط المطار.
إقرأ أيضا: ماذا قال رئيس "إخوان اليمن" عن الجدل حول قرارات هادي؟
وبحسب مصدر يمني طلب عدم الكشف عن هويته، فإن الزبيدي وابن بريك يعدّان من أهم أذرع السياسة الإماراتية في اليمن، والتي تميل لمناوأة الرئيس هادي، وتشجيع بعض الإجراءات التي قد تساهم في انفصال الجنوب عن الشمال مستقبلا.
وشن نائب رئيس شرطة دبي الفريق ضاحي
خلفان، هجوما على هادي، على خلفية إقالته قيادات مقربة من الإمارات.
وقال خلفان في أحدث هجوم على قرارات هادي، إن "تغيير هادي مطلب خليجي وعربي وعالمي"، مضيفا أن "أولى خطوات الحل في اليمن إنهاء فترة حكم هادي التي تآكلت مع الزمن".
وتابع خلفان: "ما تنجزه الإمارات والمقاومة يهده هادي. أي رئيس هذا يستحق أن نتعاطى معه؟".
وألمح خلفان إلى وجود علاقة بين هادي وجماعة الإخوان المسلمين، قائلا إن "هادي يدعم الإخوان ضد التحالف".
وأضاف: "ابتهاجات الإخوان تعبر عن توجه هادي الحقيقي".