اتهم وزير الخارجية الأمريكي ريكس
تيلرسون إيران، أمس الأربعاء، بالقيام "باستفزازات مستمرة مزعجة" لزعزعة استقرار دول في الشرق الأوسط، وتقويض مصالح الولايات المتحدة في سوريا والعراق ولبنان.
وأبلغ تيلرسون الصحفيين بعد يوم من إعلان مراجعة للسياسة الأمريكية تجاه إيران، بما في ذلك عقوبات على طهران: "إذا لم يتم لجم إيران، فإن لديها الإمكانيات للسير في المسار ذاته الذي تسلكه كوريا الشمالية..."
وأضاف قائلا: "سياسة شاملة بشأن إيران تتطلب أن نتصدى لكل التهديدات التي تشكها إيران، ومن الواضح أنها كثيرة".
وتابع: "اليوم أريد أن أتناول نشاطات إيران المقلقة والمزعوعة للاستقرار بنشرها الرعب والعنف وإثارة الاضطرابات في أكثر من بلد في الوقت نفسه".
واعتبر أن طهران "تتزعم الدول الراعية للإرهاب في العالم، وهي المسؤولة عن تكثيف عدة صراعات، مقوضة بذلك المصالح الأمريكية في بلدان مثل سوريا واليمن والعراق ولبنان، وتواصل دعم الهجمات ضد إسرائيل".
الوزير الأمريكي لفت إلى أن "إيران ماضية دون رادع في الطريق نفسه الذي سلكته كوريا الشمالية من قبل، وستأخذ العالم معها في طريقها".
ولفت إلى أن بلاده عازمة "على تجنب دليل ثان؛ لأن الصبر الاستراتيجي نهج فاشل"، في إشارة إلى أن سياسات الصبر التي انتهجتها الإدارات الأمريكية السابقة فشلت في ثني كوريا الشمالية عن الحصول على السلاح النووي، وستفشل مع إيران كذلك.
وشدد على أن "سياسة شاملة مع إيران تدعونا للتعامل مع جميع التهديدات التي تشكلها طهران، ومن الواضح أن هنالك الكثير منها".
وضرب الوزير الأمريكي أمثلة في "دعم إيران المستمر لنظام الأسد والصراع في سوريا، الذي أودى بحياة 500 ألف شخص تقريبا، وهجّر ملايين أخرى".
وقال: "إيران تدعم نظام الأسد برغم الفظائع التي يرتكبها ضد شعبه؛ بما في ذلك استخدامه للأسلحة الكيماوية".
وأضاف أن إيران تقدم أسلحة ودعما ماليا إلى سوريا، وتساعد على تدفق المقاتلين الأجانب إليها، كما ترسل أعضاء في الحرس الثوري لقيادة عمليات مسلحة مباشرة في سوريا.
أما في العراق، فلفت تليرسون إلى أن إيران تقدم دعما لبعض الجماعات المسلحة العراقية، بشكل
أساسي عبر فيلق القدس، الذي لطالما قوض الأمن في العراق على مدى سنوات".
وأشار إلى أن إيران تواصل عداوتها القديمة تجاه إسرائيل عن طريق تقديم الأسلحة والدعم والتدريب لحماس، ومنظمات فلسطينية أخرى.
وبين أن طهران "تستمر في دعم محاولات الحوثيين في قلب نظام الحكم، بتقديم المعدات العسكرية والأسلحة والتدريب، بالإضافة إلى تهديد الحدود الجنوبية للسعودية".
وكشف أن قوات إماراتية في اليمن، وقوات التحالف في بحر العرب، توصلت إلى وجود شبكة إيرانية لتسليح الحوثيين.
تيلرسون، اتهم إيران كذلك "بإعاقة حرية الملاحة في الخليج العربي، ومضايقة السفن التابعة للبحرية الأمريكية هناك، والتي "تعمل بشكل قانوني".
واستطرد: "إيران قامت بهجمات إلكترونية ضد الولايات المتحدة ودول الخليج، وواصلت قيامها بعمليات إرهابية في مختلف أنحاء العالم، بينها مؤامرة لاغتيال (وزير الخارجية السعودي) عادل الجبير، حينما كان سفيرا للسعودية في والولايات المتحدة".
وذكر تيلرسون المواطنين الأمريكيين "المعتقلين دون مبرر" في إيران، واصفا الأخيرة "باختلاق التهم لهم".
وأعرب عن قلق بلاده من تجارب إيران للصواريخ البالستية، وقال إنها تطمح إلى صنع صواريخ عابرة للقارات.
وحذر من الاتفاقية النووية مع إيران، التي أبرمتها الأخيرة منتصف عام 2015 مع مجموعة من الدول العظمى لم تؤد إلى "منعها من حيازة سلاح نووي، بل أجلت هدفهم بأن يصبحوا دولة نووية".
واعتبر أن الاتفاقية هي "النهج الفاشل ذاته" الذي أوصلنا إلى "الخطر المحدق" الذي باتت تمثله كوريا الشمالية.
وحذر من أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد
ترامب، لا تعتزم أن تترك الملف الإيراني لمن سيخلفه. في إشارة إلى إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والذي يتهمه العديد من الجمهوريين بتأجيل مسألة إيران لمن سيخلفه.
وبين أن بلاده ستتعامل مع التحديات التي تمثلها إيران حال الانتهاء من المراجعة التي تجريها.