مع تصاعد الدعوات
الإسرائيلية لقمع و"إعدام"
الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أكد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى؛ أن سجون الاحتلال أصبحت "بديلا لحبل المشنقة"، وهو ما يعكس حجم الخطر الذي يتهدد حياة نحو 6500 أسير فلسطيني يعشون ظروفا صعبة.
معسكرات إبادة للأسرى
والثلاثاء، دعا وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى تطبيق عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين. وقال في تغريدة على "تويتر": "حين يخوض قاتل مثل مروان البرغوثي إضرابا من أجل تحسين ظروفه في السجن... فإن الحل الوحيد هو عقوبة الإعدام".
وحذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، من إقدام سلطات السجون الإسرائيلية على "إعدام بعض الأسرى بطريقة غير مباشرة أو عبر الإعدام البطيء"، مؤكدا أن "السجون الإسرائيلية أصبحت بديلا لحبل المشنقة"، كما قال.
وأوضح قراقع، في حديث خاص لـ"
عربي21"، أن إدارة السجون "تتعمد سياسية الإهمال الطبي بحق بعض الأسرى المرضى، وتترك أجسادهم للمرض ينهش بها، كما حدث مع عشرات من الأسرى الفلسطينيين"، علما بأن 210 أسرى فلسطينيين استشهدوا لأسباب مختلفة، منذ عام 1967.
وفي تعليقه على تصريح كاتس، قال قراقع: "نحن لا نستغرب مثل هذه التصريحات الفاشية والعنصرية، فسبق أن تقدم قادة الاحتلال بمشروع قانون للإعدام في الكنيست الإسرائيلي"، مشددا على أن "كل هذه التصريحات لن تثني المعتقلين عن قرارهم بالاستمرار في الإضراب حتى تحقيق مطالبهم، فهم يعرفون طبيعة المعركة الإنسانية التي يخوضونها".
النزعة الفاشية تسود
ونبه رئيس هيئة شؤون الأسرى (برتبة وزير)؛ إلى وجود العديد من الدعوات الإسرائيلية التي تطالب بـ"رش الأسرى الفلسطينيين بالغازات السامة، ورميهم في البحر الميت، وبعض قادة الاحتلال دعا إلى إقامة معسكرات إبادة للأسرى، وغيرها من التصريحات العنصرية المتطرفة الحاقدة"، على حد وصفه.
وأضاف: "هذا يدل على وجود أجواء عدائية ونزعة انتقامية تتغلف بها حكومة الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين"، مؤكدا أن "التجاوب من قبل هذه الحكومة اليمنية المتطرفة مع مطالب المعتقلين، سيكون صعبا للغاية".
وفي ظل هذه الأجواء الإسرائيلية العدائية، توقع قراقع، وهو أسير سابق، أن "يطول الإضراب أكثر وتزداد التشديدات على المعتقلين، وهو ما قد ينتج خطرا كبيرا على حياة الأسرى وخاصة المضربين".
ولفت قراقع، إلى أن سلطات الاحتلال "بدأت فعليا بخطوات تصعيدية تمثلت في عزل مروان البرغوثي وقيادات الأسرى"، مؤكدا أن هذه الإجراء هو "جزء من سياسية الإعدام غير المباشر التي تنتهجها إسرائيل".
وقال: "حكومة نتنياهو عمليا تطبق قانون الإعدام بطريقة غير مباشرة، وهذا مؤشر واضح على النزعة الفاشية التي تسود الاحتلال الإسرائيلي".
وحول كيفية مواجهة السياسيات العنصرية الإسرائيلية تجاه الأسرى، أكد رئيس الهيئة لـ"
عربي21"، أن هناك "أكثر من 158 وثيقة في الأمم المتحدة تتهم إسرائيل بأنها دولة عنصرية وفاشية"، بحسب وصفه.
تنشر رائحة كريهة
وعلى ضوء ذلك؛ رأى قراقع أنه يتوجب على المؤسسات الدولية "اتخاذ جملة من القرارات بحق إسرائيل"، وطالب بـ"تجميد عضويتها في الأمم المتحدة؛ لأنها لا تحترم حقوق الإنسان ولا مبادئ القانون الدولي الإنساني"، موضحا أن "إسرائيل تعمل على اتخاذ تشريعات قاتلة تجاه الأسرى وجميع الفلسطينيين، ويتفوه قادتها بتصريحات عنصرية تنشر رائحة كريهة".
ودعا رئيس الهيئة؛ إلى عقد اجتماع خاص بالجمعية العامة للأمم المتحدة "لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين، وعدم التزام دولة الاحتلال باحترام حقوقهم وتهديد حياتهم بشكل مستمر نظرا للظروف الخطيرة التي تحيط بهم".
وشدد قراقع على أن استمرار تجاهل معاناة الأسرى الفلسطينيين من قبل المؤسسات الدولية ودول العالم؛ من الممكن "أن يؤدي إلى تفجير المنطقة كلها، واندلاع انتفاضة من نوع آخر بسبب ما يتعرض له هؤلاء الأسرى في سجون الاحتلال"، كما قال.
وأكد أن "ما تقوم به إسرائيل هو حرب معلنة على الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ما يستدعي موقفا حاسما من قبل المؤسسات الدولية".
وشرع أكثر من ألف أسير فلسطيني في إضراب عن الطعام تحت عنوان "الحرية والكرامة"، من أجل تحسين أوضاعهم داخل المعتقلات الإسرائيلية، وهي الخطوة التي تتوافق خطوة الأسرى مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف 17 نيسان/ أبريل.