كشف داعية تونسي، انضم حديثا إلى "نداء تونس" عن فحوى لقاء جمعه بالرئيس الباجي قايد السبسي، وتحدّثا فيه عن حركة النهضة، أنّ الأخير تعهّد له حرفيا بإزاحتها (النهضة) مثلما يتمّ "نزع الخاتم من الإصبع بالصابون"، بحسب وصفه.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو يظهر فيه القيادي بالنداء الداعية فريد الباجي وهو يخطب، الأحد، أمام جموع من قواعد الحزب باجتماع المجلس الجهوي الموسع للحركة بمحافظة القيروان.
وقال فريد الباجي، الذي ظهر مُعمّما: "نحن في نداء تونس رجال ونساء دولة لن نصل بالبلاد إلى حرب أهلية.. أذكر في زيارة لي للسيد الرئيس الباجي قايد السبسي (تصفيق) وهو يعلم كم أنا أختلف كليا ظاهرا وباطنا مع هذا الحزب"، في إشارة إلى حركة النهضة.
يذوب في تونس
وتابع، الذي عرف بانتقاده الشديد لحركة النهضة خلال فترة حكم الترويكا: "لا أريد له النجاح (يقصد حزب النهضة) أقولها بصراحة.. أريده أن يذوب في تونس (تصفيق).. ومع ذلك قلت للسيد الباجي هؤلاء مشروعهم لا ينجح في تونس لكن لا أريد أن يكون كما وقع في مصر..".
وأضاف فريد الباجي: "فتبسم سي الباجي .. وقال كل بلاد وأرطالها واحنا مثلما قال بورقيبة نستعمل المادة الشخمة (يقصد العقل)".
وواصل متحدثا: "قال لي شوية شوية بالدستور والقانون سنخرجهم ثم أشار لخاتمه وقال لي نخرجهم مثلما نخرج الخاتم بالصابون ولا بد من إخراجهم" (تصفيق).
وأشار فريد الباجي إلى أنّ "هذه الاستراتيجية التي وضعها السيد الرئيس"، كما يقول: "أكّدها كل الخبراء الأمنيين لي وكانوا حضورا مع السيد الرئيس أن هذه الطريقة الوحيدة لإخراجهم بطريقة سلمية".
140 مقعدا بالبرلمان
وخلص إلى القول: "نستطيع بالانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية نداء تونس أن يحكم وحده.. لكن كيف..؟ لا يا أخي ما عادش نحب 50 و60 و70 مقعدا.. لا.. الآن ستعملون على أن تكون انتصاراتنا ما لا يقل عن 140 مقعدا بالبرلمان (تصفيق) حينئذ سنحكم ولكم الحق أن تسائلوننا لماذا لم تغيروا لماذا لم تفعلوا وأنتم قادرون على ذلك فشجعوا الناس.. لا أريد كلمة الاستقطاب.. عليكم بالتعبئة اليومية".
وطلب فريد الباجي من الحضور أن "يتحركوا في كل مكان زنقة زنقة.. امشوا لكل مكان أقنعوا الناس بهذا المشروع العظيم.. وأبشركم عن قريب سيكون هناك كتاب أسسته القيادة السياسية في العقيدة السياسية لنداء تونس".
ووصف فريد الباجي ما حدث لنداء تونس بـ"الرحمة"، لافتا إلى أنّه "ليس في نداء تونس انشقاق ما حدث رحمة لو كنتم تعلمون.. نداء تونس نظف نفسه".
السياسة والنجاسة
وكان فريد الباجي أعلن عن التحاقه بحزب نداء تونس قبل ثلاثة أسابيع، مؤكّدا في تصريح إعلامي آنذاك أنّ "السياسة فيها النجاسة والقذارة قد تهدد الأمن القومي".
وبرّر الباجي انتماءه لنداء تونس بأنّ ذلك "من باب تخفيف النجاسة وذلك حتى لا تقطع الرؤوس في البلاد."، لافتا إلى أنّ "السياسة هي نجاسة جائزة شرعا وما أقوم به في النداء هو التخفيف منها".
وجاء تصريحه على خلفية تصريحات سابقة له توجّه فيها للرأي العام بالتصدي له في حال تقلد منصبا سياسيا.
الكاميرا الخفية
وضجت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات المنتقدة لخطاب فريد الباجي، حيث كتب أحمد زيانيل: "إسألوا عليه آش كان يعمل في الإمارات وعلاش رجع لتونس في ليلة وضحاها قبل الثورة إنه عميل مخابراتي كيف جاء زاد عمل فتنة بين العباد".
وعلّق رزاق الرميلي: "رجعوا كالعادة لذكريات القبور وبقايا أشباح التجمع، فعلا من لا مستقبل له لا يسعه إلا أن يغمس رأسه في المزابل".
وقال بنور تونس: "أنا في بالي سي فريد الباجي دخل للنداء للتخفيف والتقليل من النجاسة حسب ما قال هو. الآن أصبح يحكي في موضوع إزاحة النهضة، هل هذا استبلاه أم استنقاص للشعب أم أنّ سي فريد ذهب في باله النهضة شبح أو وهم موش حزب ذو قاعدة شعبية بمليون منخرط ربّما لأنه متعود على الانتخابات المزورة والانخراط الجبري".
واعتبر مسالم تونس أنّ "الناخب التونسي تعود من كل الأحزاب على سب وتوعد النهضة لكسب الأصوات ثم يقع التحالف معها مع شكر كل الناخبين على المشاركة في الكاميرا الخفية".