ضجت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات الساخرة والمنتقدة لما رافق إحياء الذكرى الـ17 لرحيل الرئيس
التونسي الأسبق الحبيب
بورقيبة، الخميس، بمحافظة المنستير.
وتداول نشطاء مواقع التواصل صورة معلّقة عملاقة للرئيس
الباجي قايد السبسي، غطّت واجهة إحدى البنايات بالمنستير، حيث شارك الأخير في موكب إحياء ذكرى وفاة بورقيبة، الذي انقلب عليه
وزيره الأوّل المخلوع زين العابدين بن علي في 7 نوفمبر 1987.
ووصف مستخدمو فيسبوك الصورة بـ"الفضيحة"، معتبرين أنّها "تعيد التونسيين إلى فترة الدكتاتورية والممارسات الاستبدادية السابقة".
مدينة بكوريا الشمالية
وقال الإعلامي جمال العرفاوي في مداخلة له على قناة "الحوار التونسي"، مساء الخميس، "يكفينا من الأعلام والصور.. لما شاهدت الصورة للرئيس الحالي بالمنستير، شعرت أنّني في مدينة بدولة كوريا الشمالية".
وأضاف: "الأمريكان يحتفلون بروزفلت وجورج واشنطن، والإنجليز يحتفلون بتشرشل.. هل صنعوا لهم صورا بآلاف الدنانير.. ليتهم اشتروا حقنا وأدوية للمواطنين الذين يموتون يوميا في المناطق الداخلية".
من جانبه، أكد الإعلامي بإذاعة موزاييك، هيثم المكي، أن محافظة المنستير "تقف وراء هذه المبادرة البالية"، بحسب وصفه.
وفي سياق متصل، تداول نشطاء "فيسبوك" صورة لبناية بطور الإنجاز، حيث تمت تغطيتها بالعلم التونسي، باعتبارها موجودة على طريق الموكب الرئاسي.
وقال مراقبون إنّ ما قام به محافظ المنستير بهدف إخفاء البناية عن الرئيس قايد السبسي "يعيد التونسيين إلى ممارسات بالية كانت أحد أسباب سقوط نظام بن علي".
إهدار للمال العام
وضجّت صفحات التواصل الاجتماعي بالتعليقات، حيث كتب محمد التونسي: "هذه المشاريع والاستثمارات الموعودة من النداء".
وعلّق كمال: "أموال كان بالإمكان توظيفها لضعاف الحال من إخواننا الفقراء الذين ما زالوا يسكنون مساكن بدائية.. يا والي المنستير، لو كنت في زمن عمر بن عبد العزيز لأدخلنّك السجن.. يا أصحاب الثورة، حال اليوم يشبه حال الأمس.. البؤس ما زال متواصلا في بلادي".
واعتبر راضي رضوان أنّ ما قام به المحافظ "إهدار للمال العام، وسيحاسب!"، فيما قال محمد شيحة: "وقاحة ولا مسؤولية وإشعال للفتنة أن ينفق من المال العام في هذه الظروف الصعبة على مثل هذه الصور في حين أن العديد من التونسيين يعيشون تحت عتبة الفقر وما يجدونه بحاويات الفضلات".
وكتب زهير زهير: "كل التحضيرات تمت بموافقة السلط العليا.. خدمة البلاد ضاعت بين الأصنام والصور"، بينما علّق رضا عسيلة: "مهما كبرتم الصورة، يبقى صغيرا وبسيطا في أعين الأحرار".
ورأى عزيز ميدو أنّه "كل ما نقول إن الأفكار البالية اندثرت إلا وتعود حليمة إلى عادتها القديمة.. الشعب مريض بالرئيس الأوحد والواحد.. إنه شعب تربى على هذا".
مزبلة التاريخ
وطالب فرزة بـ"إقالة هذا الوالي الذي يريد إعادة تونس إلى الوراء.. لعن الله كل من شارك وساند الظلم والاستبداد وساهم في وصول تونس إلى هذا المستنقع".
وكتب عبد الرحمان عبيد: "بربي تعلقون في صورة السبسي.. هل سنعبده ونقدس له.. بلاد غارقة وفوضى عارمة، والآخر يقول لك علق صورة.. تونس انتهت".
وعلّق حمدي بن رضوان: "أصبحت تونس تدار بسياسة الموتى؛ حيث يدعونك للرجوع إلى الماضي،
وتنسى المستقبل، جهة يبكون على بورقيبة، وجهة أخرى يبكون على صالح بن يوسف، والشعب يبكي على الوضع".
وتابع: "أصبح الملتحي إرهابيا والمرأة المتحرّرة فاسدة، أصبحت المرأة الجميلة فتنة، وحقيقة الفتنة هي قلّة احترامنا، أصبحت الفتاة المتحجّبة رجعيّة، والحقيقة أن الرجعيّة هي فكريّة وليست مظهريّة. في الجاهليّة يعبدون الأصنام، وأنتم اليوم تعبدون الصور والأموات".
وكان الرئيس قايد السبسي أكد في تصريح لإذاعة المنستير، الخميس، أن "من يحاولون تشويه تاريخ الزعيم الحبيب بورقيبة سيجدون أنفسهم في مزبلة التاريخ".
صورة قايد السبسي العملاقة
https://www.facebook.com/Presidence.tn/videos/1399315116793208/
https://www.facebook.com/RassdTunisia2/videos/1349048678512613/