شهد المقر العام لحزب الاستقلال (أعرق حزب بالمغرب)، أمس السبت، فوضى عارمة مباشرة بعد انتهاء أشغال
اللقاء الوطني لأعضاء المكاتب الوطنية والتنفيذية لهيئات الحزب وروابطه المهنية وتنظيماته الموازية، وذلك بعد إقدام عدة أشخاص بتخريب أجهزة وممتلكات المركز العام للحزب بالرباط مستعملين الأسلحة البيضاء.
وقال مصدر استقلالي في تصريح لموقع "العمق
المغربي" إن هؤلاء الأشخاص (البلطجية بحسب تعبيره)، "هم محسوبون على تيار حمدي ولدي الرشيد، وأقدموا بعد انتهاء أشغال اللقاء الوطني الذي ترأسه كل من عبد القادر الكيحل وعبد الله البقالي، على ترديد النشيد الوطني للحزب، ومن ثم رمي الكراسي على الحاضرين في اللقاء، ما تسبب في فوضى كبيرة".
من جانبه، أوضح الناطق الرسمي باسم
حزب الاستقلال، عادل بنحمزة، في تصريح صحفي، أن عشرة غرباء، لا يملكون أي صفة للحضور للقاء، قدموا أنفسهم كمنتمين إلى شبيبة الحزب بالعيون، هم من تسببوا في
الشغب، وكانوا في حالة غير طبيعية، حيث "تهجموا على المنصة ورموا الكراسي الحديدية على الحضور".
ولفت بنحمزة أن المعتدين كانوا يحملون أسلحة بيضاء وهددوا بها الحاضرين.
وشدد الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال على أن القيادات الحزبية "قررت عدم الانجرار إلى أسلوب العنف الذي يعبر أطرافه عن هزيمتهم داخل الحزب ومؤسساته"، معتبرا الأمر بمثابة "رغبة في سرقة حزب الاستقلال من الشعب المغربي".
وتناقلت منابر إعلامية مغربية عن مصادر، أن المشتبه الرئيس في تحريض المتهجمين على اللقاء هو رئيس جهة العيون والقيادي بالحزب، حمدي ولد الرشيد، الذي يحاول إسقاط "شباط" من قيادة الحزب، على حد تعبيرها.
وحاولت صحيفة "
عربي21" ربط الاتصال، أكثر من مرة، بحمدي ولد الرشيد للتعليق على الاتهامات الموجهة إليه، إلا أن الهاتف ظل يرن دون إجابة.
واتهمت 23 هيئة تابعة لحزب الاستقلال، ما وصفتها بعصابة إجرامية مدججة بالأسلحة البيضاء، بـالهجوم على اللقاء الوطني العام لقيادات المنظمات الحزبية الاستقلالية.
وأوضح بلاغ مشترك لمسؤولي تنظيمات وهيئات وروابط حزب الاستقلال، توصلت به "
عربي21"، أن المهاجمين اقتحموا قاعة الاجتماع بالمقر المركزي للحزب بالرباط، "وعرضوا أنفسهم على شكل عصابة إجرامية، كانت مدججة بالأسلحة البيضاء، وشنوا هجوما دمروا خلاله ممتلكات الحزب، و تسببوا في إصابات بليغة في صفوف المناضلين والمناضلات، بعد نهاية اللقاء والمصادقة على البيان العام".
وحمل البلاغ ذاته، قيادة الحزب وخصوصا الأمين العام حميد شباط، "مسؤولية وضع حد لممارسات هده العصابة، التي كانت تتلقى تعليمات من خارج القاعة، وكانت في حالة غير طبيعية، وقدم عناصرها أنفسهم أنهم من مدينة العيون المغربية".
وأعلن الموقعون على البيان، عن استعدادهم الكامل "للتصدي لجميع المحاولات الهادفة للمساس بحزبنا العتيد، ونؤكد أن مثل هذه السلوكيات الإجرامية، لن ترهبنا ولن تخيفنا وأننا مستعدون للدفاع عن حزبنا بما أوتينا من حزم وجدية".