عادت
تركيا للتلويح من جديد بإلغاء اتفاقية الهجرة مع
الاتحاد الأوروبي على ضوء التوتر الأخير بين الجانبين، بعد أن منعت بضع دول أوروبية ساسة أتراكا من المشاركة مع أفراد من الجالية التركية في فعاليات مؤيدة للتعديلات الدستورية المقترحة في تركيا.
وفتح التهديد التركي بابا أمام التوقعات المحتملة حال إلغاء الاتفاق، خاصة أن تركيا تقف سدا منيعا أمام تدفق
اللاجئين إلى أوروبا، فبينما يرى محللون أن إلغاء الاتفاقية يهدد بإغراق أوروبا باللاجئين، قلل آخرون من آثار الخطوة، واعتبروا أن أعداد اللاجئين الفارين من الحروب في المنطقة قد تقلصت بشكل كبير.
وهذه ليست المرة الأولى التي تهدد فيها تركيا بإلغاء الاتفاقية مع أوروبا، حسبما قال الخبير في الشأن التركي إبراهيم بوعزيزي، الذي أشار في حديث مع "
عربي21" إلى أن هذه الاتفاقية تصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي ولا تعود بالنفع على تركيا كونها تمنع تدفق سيل اللاجئين.
اقرأ أيضا: اليونان تحذر أوروبا من تدفق آلاف اللاجئين من تركيا
ولفت إلى أن الاتفاقية مربوطة بعلاقة شرطية تتضمن إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك إلى أوروبا، مقابل ضبط حركة اللاجئين، لكن الأخيرة لم تلتزم بهذا الشرط رغم انقضاء الموعد الذي اتفق عليه، ولذلك وجدت تركيا نفسها مضطرة لإلغاء الاتفاقية.
لن تخسر شيئا
وتبزر أهم البنود في إمكانية اختيار الجانب الأوروبي للاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية واستيعابهم كمهاجرين، وفي المقابل ترحل مهاجرين آخرين غير سوريين إلى تركيا التي بدورها تحجم عن ترحيل أحد منهم.
ويرى بوعزيزي أن تركيا متضررة من هذه الآلية، فهي مضطرة لاستقبال مهاجرين غير ذي خبرة، وفي المقابل ترسل المهاجرين السوريين ذوي كفاءة وخبرة وأصحاب الشهادات العليا قائلا: "فالاتحاد الأوروبي هو المستفيد من الاتفاق وإذا ألغته تركيا فلن تخسر شيئا".
اقرأ أيضا: حرب كلامية تركية- ألمانية.. لماذا ألغت برلين تجمعات للأتراك؟
واستبعد الخبير أن يتنازل الاتحاد الأوروبي لصالح تطبيق كامل بنود الاتفاقية "خاصة مع وجود تاريخ أوروبي حافل بالمرواغة والتسويف"، وتابع: "لا أظن أن أوروبا ستلغي تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي نشبت بين هولندا وتركيا والتصريحات التي صدرت من زعماء أوربيون ضد تركيا".
وتوقع بوعزيزي أن يتدفق عشرات آلاف المهاجرين إلى أوروبا حال إلغاء الاتفاقية بشكل فعلي وقال: "تركيا لوحت أكثر من مرة إلى أنها مستعدة لتجهيز حافلات تنقل اللاجئين من المخيمات في غازي عنتاب وكليس وأضنة وأنطاكيا إلى حدود بلغاريا واليونان بشكل منظم".
سياسة الباب المفتوح
وفي المقابل قلل المحلل السياسي صالح عياد من الآثار المترتبة على الغاء اتفاقية الهجرة وتوقع في حديثه لـ"
عربي21" ألا يطرأ تغيير جوهري على واقع المهاجرين المتجهين لأوروبا، على اعتبار أن موجات اللاجئين قد تقلصت كثيرا بسبب الإجراءات التركية على الحدود مع سوريا والعراق؛ مستبعدا عودة تركيا لسياسة الباب المفتوح تجاه اللاجئين مجددا خاصة بعد تدني موجات المهاجرين الفارين من الحروب.
وكانت تركيا قد هددت بإلغاء الاتفاق الذي أبرمته مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي والذي خفض أعداد المهاجرين واللاجئين المتدفقين على أوروبا.
وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو في تصريحات تلفزيونية: "في الوقت الحالي نحن لا نطبق اتفاق إعادة القبول لأنه لا يسمح للمواطنين الأتراك بالسفر دون تأشيرات"، مؤكدا: "نستطيع أن نقول: لن نطبق اتفاق الهجرة ولن نطلب إذنا من أحد".
وكان الاتحاد الأوروبي قد رهن إعفاء الأتراك من تأشيرة الدخول إلى دوله بوفاء تركيا بشروط عديدة، من بينها إصلاح قوانينها المتعلقة بـ "الإرهاب" وهو الأمر الذي ترفضه أنقرة.