واصلت، اليوم، القوات
العراقية المدعومة من الولايات المتحدة طريقها نحو
استعادة الموصل، وتحرير غرب المدينة من سيطرة تنظيم
داعش الذي سيطر عليها منتصف عام 2014.
وتتقدم قوات الفرقة التاسعة من الجيش العراقي في منطقة تمتد ضمن سلسلة تلال ترابية لقطع طريق بين الجانب الغربي من الموصل وبلدة تلعفر التي لا تزال معقلا للجهاديين، وبات المجمع الحكومي الرئيسي في الموصل في مرمى نيران قوات الرد السريع، وهو أحد الأهداف الرئيسية لها، وآخر معقل لتنظيم داعش في الساحل الغربي.
وقال مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس": "بصراحة ، التقدم بطيء"، مضيفا أن "المشكلة تتعلق بالتضاريس وليس العدو. الأمر يبدو سهلا لكن المكان مكشوف وليس هناك شوارع"، وتابع: "أينما نتحرك لابد أن تسبقنا جرافات لفتح طرق لنا".
وتسير قافلة كبيرة من الدبابات والسيارات المدرعة ببطء عبر صحراء مفتوحة خلف جرافة تقوم بفتح طريق مخلفة سحابة ضخمة من الغبار.
ورغم أن الفرقة التاسعة تتخذ موقعا على تلول العطشانة، إحدى أعلى المناطق ارتفاعا في محافظة نينوى، ما يتيح لهذه القوة مشاهدة الموصل والسهول المحيطة بالمدينة، إلا أن عناصر تنظيم الدولة قامت بإشعال النيران لحجب الرؤية عن طريق الدخان الكثيف المتصاعد، ولتفادي ضربات المروحيات والطائرات الحربية العراقية.
وعلى مسافة قريبة جدا من
القوات العراقية، تتمركز قوة أمريكية وهي جزء من الوحدات التي تقدم المشورة والمساعدة وتعمل جنبا إلى جنب مع قوات الفرقة التاسعة.
وقال البنتاغون إن 450 مستشارا أمريكيا يقدمون حاليا المساعدة لشركائهم العراقيين في المعارك الدائرة في الموصل، معظمهم في مجال الدعم الجوي والمساهمة في التدريب.
وإذا هزمت القوات العراقية تنظيم الدولة فستكون النهاية قد كتبت للجناح العراقي من الخلافة التي كان أعلنها قائد التنظيم أبو بكر البغدادي عام 2014 في مناطق من العراق وسوريا المجاورة. وقال القائد الأمريكي في العراق إنه يعتقد بأن القوات المدعومة من الولايات المتحدة ستستعيد السيطرة على الموصل والرقة -معقل التنظيم في سوريا- في غضون ستة أشهر.
وقالت الحكومة العراقية إن عدد
النازحين من غرب الموصل حتى الآن بلغ 14 ألفا، وهو ما يصل بعدد النازحين من المدينة منذ بدء الهجوم في منتصف أكتوبر/تشرين الأول إلى أكثر من 175 ألفا بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأفادت الأمم المتحدة بأن نحو 8 آلاف شخص نزحوا من مناطق غرب الموصل منذ إطلاق القوات العراقية عملياتها في 19 من شباط/فبراير الجاري لتحرير المنطقة من سيطرة تنظيم داعش.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن النازحين "في أغلب الأحيان يكونون منهكين ويعانون من الجفاف". وعبر برنامج الأغذية العالمي أمس الاثنين عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور الذي تواجهه العائلات في غرب الموصل.
واستقبل قطاع يسيطر عليه جهاز مكافحة الإرهاب صباح اليوم الثلاثاء نحو 270 مدنيا. ونقل المصابون إلى عيادة طبية في حين جرى فحص الرجال للاطمئنان إلى أنهم ليسوا من تنظيم داعش.
ووصل رجل يدعى أبا علي من منطقة تل الرمان مع أطفاله الأربعة. وقال إن تنظيم الدولة قتل أمهم قبل ثلاثة شهور لأنها خرجت إلى الشارع دون تغطية وجهها مضيفا أنه عثر على جثتها في مشرحة. وأكد أبو علي أنه سينتقم من التنظيم المتشدد.
وتعيش أسرة أبو علي على الخبز والحبوب البيضاء منذ أن قطعت فصائل شيعية عراقية دربتها إيران طرق الإمداد من الموصل إلى سوريا مما أدى خصوصا إلى محاصرة غرب الموصل.
وجلست سيدة تدعى حربية أحمد حمودة (76 عاما) على الأرض وهي تنوح وقالت إنها دفنت ابنها فيصل الذي قُتل في انفجار سيارة ملغومة في حديقة منزلهم بحي المأمون. وأُصيب زوجها وابنها الآخر في الانفجار.
واستولت القوات العراقية على شرق الموصل في يناير/كانون الثاني بعد 100 يوم من القتال. وأطلقوا هجومهم على الأحياء الواقعة غرب نهر دجلة قبل أسبوع. واضطر السكان الذين نجحوا في الفرار للسير عبر الصحراء لمدة ساعة على الأقل للوصول إلى خطوط القوات الحكومية.
وتتوقع الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 400 ألف شخص قد يضطرون إلى مغادرة منازلهم أثناء الهجوم الجديد في ظل نقص الغذاء والوقود في غرب الموصل.
وتحث الحكومة السكان على البقاء في منازلهم قدر الإمكان مثلما فعلوا في شرق الموصل حيث نزح عدد أقل من المتوقع من المدنيين.