يحاول الإعلام
الإسرائيلي، الذي أفرد حيزا كبيرا للحديث عن الأسير المحرر يحيى السنوار، عقب انتخابه قائدا لحركة
حماس في قطاع
غزة، إثارة الشكوك حول أهليته لهذا المنصب، وفق مختص في الشأن الإسرائيلي.
وزعمت القناة العاشرة الإسرائيلية، في مقابلة لها مع ضابطة في المخابرات الإسرائيلية تدعى بيتي لاهط، رافقت السنوار عندما كان معتقلا في سجون الاحتلال خلال أجراء عملية جراحية له، أن "الأطباء الإسرائيليين نجحوا في إنقاذ حياته من الموت المؤكد"، وفق ما أورده موقع "المصدر" الإسرائيلي.
وقالت لاهط، في مقابلة مع القناة الاثنين: "التقيت بالسنوار بعد أن اجتاز عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في رأسه، وقال لي باكيا إن عائلته قلقة لحاله"، وفق زعمها.
وأشارت القناة إلى أن "السنوار الذي تعلم في السجون الإسرائيلية، وهو ملم باللغة العبرية، يتخذ قرارات سريعة ويدعم المبدأ أن على العدو الصهيوني أن يدفع ثمنا باهظا".
وقالت إن "إسرائيل" ترى أن ما يجري من تغيرات في قيادة حركة حماس يعزز قوة "الجناح المتطرف"، وفق القناة.
من جهته، يعلّق المختص في الشأن الإسرائيلي، مأمون أبو عامر، بالقول: "يأتي هذا التقرير في ظل موجة من التقارير الإخبارية الخاصة بالحديث عن السنوار بشكل شخصي، وإمكانية أن تتسبب قيادته لحركة حماس في مواجهة محتلمة مع الاحتلال".
وأكد لـ"
عربي21" أن "هذا النوع من التقارير يحاول أن يشكك في صحة السنوار وأهليته؛ تمهيدا لتحميل حماس، في حال اندلاع أي مواجهه المسؤولية عن ذلك"، لافتا إلى أن "السنوار قائد ذكي وليس سهلا، ويعرف ماذا يريد؛ ويسعى بكل قوة لتحقيق أهدافه"، على حد وصفه.
ولفت أبو عامر إلى أن "عناوين الصحافة الإسرائيلية عكست قلقا إسرائيليا داخليا، لاعتقادهم (الإسرائيليين) أن حماس ستسير في مسار متشدد خلال المرحلة المقبلة"، مضيفا: "هناك تساؤلات حول المرحلة القادمة وعلاقة حماس مع الاحتلال الإسرائيلي، وهل ستذهب الأمور نحو التصعيد أم أن هناك مسارات أخرى؟!".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد أفرج عن السنوار، الذي تعود جذور عائلته إلى مدينة عسقلان المحتلة عام 1948، ضمن صفقة الوفاء لتبادل الأسرى بين حماس و"إسرائيل" عام 2011، والتي تم بموجبها الإفراج عن أكثر من ألف أسير
فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وكان قد تم تعيين السنوار مؤخرا كمسؤول عن ملف الجنود الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـحركة حماس.
ويعتبر السنوار المولود عام 1962 في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة؛ من القيادات الأولى التي أسست "
كتائب القسام"، وهو المسؤول الأول عن تأسيس الجهاز الأمني للحركة مع بداية تأسيسها، والذي عرف باسم "المجد". وقد اعتقل عام 1988 وحكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات.
وأدرجت أمريكا عام 2015؛ السنوار ضمن قائمة الإرهاب العالمية، مع قائد "كتائب القسام" محمد الضيف، والأسير المحرر روحي مشتهى.