أثارت الحملة الأمنية لقوات اللواء خلفية
حفتر في الشرق الليبي، وردود فعل بعض القبائل عليها؛ الحديث عن احتمال تفجّر "انتفاضة" من قبائل الشرق الليبي ضد حفتر.
واستنكرت قبيلة البراعصة الليبية، وهي إحدى أكبر قبائل الشرق الليبي، ممارسات قوات
عملية الكرامة التي يقودها حفتر، بعد قيام الأخيرة بحملة مداهمات في مدينة البيضاء، وآخرها الهجوم على منزل العقيد فرج البرعصي، المنشق عن حفتر مؤخرا، والذي كان آمرا لمنطقة الجبل الأخضر في قوات حفتر.
ووصفت قيادات قبلية في المدينة؛ ما قامت به قوات حفتر بـ"العمل الإرهابي"، وطالبت بإطلاق سراح المقبوض عليهم خلال 24 ساعة من الليلة، ملوّحة بـ"ما لا تحمد عقباه"، بحسب بيان للقبيلة يوم الاثنين.
اقرأ أيضا: قبيلة ليبية تنتفض ضد حفتر وتصف قواته بـ"الإرهابيين"
خطف وقتل
من جهته، قال مصدر عسكري ليبي إن "قوات حفتر تقوم بعمليات خطف وقتل للقيادات العسكرية المنشقة عنها، وتطارد أهاليهم، فقد تم اختطاف كل من العقيد اللافي المزيني العبيدي والعميد عبد الله مسعود العبيدي، والقبض على 42 ضابطا من الدفاع الجوي في منطقة الرجمة، بشرق
ليبيا، واختطاف مقدم من مدينة البيضاء"، بحسب المصدر.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه خوفا على ذويه، لـ"
عربي21"، أنه "يوجد في قوات حفتر خلية متخصصة في الاغتيالات والخطف؛ يقودها ضابط يدعى أحمد غرغور، وأن هذه الممارسات هي من أججت القبائل ضده هناك".
وأكد المحامي من الجنوب الليبي، طاهر النغنوغي، أن "الصدام بين حفتر وبعض قبائل الشرق موجود منذ فترة، لكن هذه المرة الصدام أقوى مع قبيلة كبيرة مثل البراعصة"، مضيفا لـ"
عربي21": "القبائل بدأت تفقد الثقة في حفتر ومشروعه"، كما قال.
الصدام مستبعد
لكن، الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، استبعد من جانبه؛ حدوث "صدام قبلي مع حفتر، لأن الأخير لا زال لديه موالون ومناصرون من أغلب القبائل، كما أن الخطاب الديني المتمثل في الوهابية المدخلية مؤيد له وهو حاضر بقوة"، وفق قوله.
وأضاف لـ"
عربي21": "حفتر يريد السيطرة بشكل تام على المنطقة الشرقية، وإزاحة أي شخصية يمكن أن تمثل تهديدا أو منافسة له، لذا بدأ بتحجيم الدور القبلي بداية من قبيلة العواقير (أكبر قبائل الشرق الليبي)، والآن قبيلة البراعصة".
وتوقع الناشط السياسي من الشرق الليبي، فرج فركاش، أن "تتم تسوية الأزمة مع البراعصة، ولن يتطور الموضوع إلى صدام، خاصة إذا تدخل أعيان قبائل الشرق، وخاصة العبيدات والعواقير والدرسة، لإنهاء الأزمة"، وفق قوله لـ"
عربي21".
العصا والجزرة
من جهته، أكد الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "الأخطر من الصدام والمحتمل حدوثه قريبا هو انقسام عملية الكرامة إلى أجنحة متصارعة عسكريا، خاصة مع وجود انشقاقات لقيادات عسكرية بسبب استنفاد العملية لأسباب انطلاقها"، على حد قوله.
وتساءل الكبير، في حديث لـ"
عربي21": "هل يتمكن العامل القبلي من تجاوز هذا الخلاف مع حفتر؟ أم أن حجم المظالم أكبر من قدرة القبيلة على احتوائه؟".
وقال المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، إن "حرب حفتر على مدينة
بنغازي كسرت قوة قبائل الشرق؛ التي استعان بها حفتر في حربه وفقدت ما يقرب من 10 آلاف مقاتل من أبنائها".
وأوضح لـ"
عربي21"، أن "القبائل استفاقت مؤخرا، ولا تستطيع القيام بأي تحرك ضد حفتر؛ لأنه استخدم مع شيوخ القبائل هناك سياسة العصا والجزرة، وهي نفس سياسات القذافي مع القبائل، ويبدو أنها أتت ثمارها مع حفتر لضمان ولائهم"، على حد وصفه.
ورأى مدير مركز "اسطرلاب" الليبي للدراسات، عبدالسلام الراجحي أن "موقف حفتر صعب جدا الآن، وهو بين اختيارين: الرضوخ للقبيلة وتهديداتها، وهو ما يضعف هيبته العسكرية التي عمل عليها وطورها لفترة طويلة، أو رفض الرضوخ، وهو ما سينتج عنه صدام مسلح، وخاصة مع قبيلة البراعصة الأشد تماسكا في الشرق الليبي"، وفق قوله لـ"
عربي21".