يجري الرئيس
الإيراني حسن
روحاني، غدا الأربعاء، زيارة إلى عدد من دول مجلس التعاون الخليجي، سيتم خلالها بحث تعزيز العلاقات والتطورات الأهم على الساحتين الإقليمية والدولية.
ومع أن الزيارة تقتصر على سلطنة عُمان ودولة
الكويت، إلا أن محللين سياسيين اعتبروها بمثابة جس نبض لتعاطي دول الخليج مع ضغوطات الإدارة الأمريكية الجديدة ضد طهران، فيما رأى آخرون أنها ردة فعل تجاه التقارب التركي الخليجي.
جولة استباقية
المحلل السياسي الكويتي محمد الراشد قال في حديث لـ"
عربي21" إن "الزيارة تأتي في سياق التطورات والمتغيرات في المنطقة جزء منها سلبي وآخر إيجابي بالنسبة لإيران وخصوصا فيما يتعلق في إدارة ترامب الجديدة وتصريحاتهم ضد طهران وخلاف الأخيرة مع روسيا في بعض القضايا بسوريا".
وعلى ضوء هذه المتغيرات، بحسب الراشد، فإن الإيرانيين يسعون لقراءة الموقف الخليجي منها، لافتا إلى أن إيران تحاول أن تستفيد من هوامش الموقف الأمريكي فيما يتعلق بترامب، ولذلك هم يريدون إجراء جولة استباقية لتخفيف أثر السياسة الأمريكية المرتقبة تجاه إيران مع دول الخليج.
وأشار إلى أن إيران تقصد الكويت وعُمان لأن موقفهما معتدل بالنسبة لها، وكونها لديها علاقة جيدة معهم، كما أن طهران تريد أن تعطي رسالة تطمين للكويت وخصوصا في التطورات الأخيرة مع العراق.
وأعرب الراشد عن اعتقاده بأن إيران تحاول أن تعزل الموقف الكويتي والعُماني عن التصلب الخليجي الآخر، لافتا إلى أن الزيارة يمكن أن تشكل من هذه الدول وساطة لحل الأزمة مع
السعودية، وأن يكون لهما دور في تبريد موقف الخليج تجاه طهران.
ولم يستبعد المحلل السياسي الكويتي أن تفتح إيران ملف اليمن، لكن لا تطرح نفسها طرفا في المفاوض لأن قضية اليمن خليجية حتى وإن كانت إيران داعما لطرف الحوثيين، لأن الكويت لها الدور الأساس في التفاهمات لتقديم شيء في هذا السياق.
تراجع إيراني
من جهته قال الكاتب البحريني الدكتور إبراهيم الشيخ إن ترك المشروع الإيراني يأتي جزء كبير منه كرد فعل على تقوية العلاقة بين تركيا والخليج من جهته وتركيا وروسيا من جهة أخرى، والذهاب إلى الكويت وعمان للعلاقة الجيدة بإيران بينهم لأنهما كانا الوسيط لأي مشكل تحدث بين طهران ودول الخليج.
ورأى في حديث لـ"
عربي21" أن الزيارة هي أيضا رد على زيارة وزير الخارجية الكويتي الأسبوع الماضي إلى طهران التي أوصل رسالة واضحة برفض دول الخليج بالدخول في المنطقة ودول الخليج والعراق على وجه التحديد.
ووفقا للشيخ، فإن الزيارة ربما تكون بمثابة تراجع إيراني إلى الخلف خصوصا في الضغط الأمريكي بعد وصول ترامب للسلطة، إضافة إلى ذلك وجود محاصرة للمشروع الإيراني والتخلي الروسي عنها في بعض القضايا بحكم تقارب موسكو وأنقرة.
وأردف: "لذلك عودتنا إيران أنها في وقت الأزمات تحني ظهرها أمام الأمواج العاتية وهذا جزء من سياستها التي أظهرتها خلال الفترات الماضية".
وأوضح الشيخ أن "مشروع إيران في البحرين اندحر إلى غير رجعة للصلابة في التعاطي السياسي والعسكري والأمني مع التدخلات، وذلك ما شهدناه بالسعودية، أما في الكويت فإن الحكم على ياسر الحبيب ومن قبله عبد الحميد دشتي دليل على عدم التهاون مع من يدعم إيران".
ولفت إلى أن "دول الخليج لن تفاوض على أمنها، ولا على تدخل إيران في العراق وسوريا، ولا أظن أن ما سينقل من رسائل دبلوماسية من الرئيس الإيراني له أهمية، ما لم تكبح إيران جماح وحوشها على الأرض في سوريا واليمن والبحرين والعراق".
تأتي جولة روحاني الخليجية بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح خالد الصباح، لطهران الشهر الماضي لتسليم رسالة من الأمير تتعلق بالعلاقات الخليجية الإيرانية.
وكان الشيخ صباح قد قال وقتها إن لدى "دول الخليج رغبة حقيقية في أن تكون علاقاتها مع طهران طبيعية، ومعتمدة على القانون الدولي"، وطالب بـ"تطبيع العلاقات وبدء حوار" بين الجانبين.
يشار إلى أن السعودية قطعت علاقتها مع إيران منذ كانون الثاني/يناير من العام الماضي، عندما اقتحم محتجون مقر بعثتي المملكة الدبلوماسيتين في طهران ومشهد في أعقاب تنفيذ السعودية حكم الإعدام في رجل الدين الشيعي الشيخ نمر النمر.
وتشهد العلاقات توترا بين إيران ودول الخليج التي اتخذت مواقف تتعارض مع موقف طهران في الصراعين في سوريا واليمن، بسبب استمرار الاضطرابات السياسية في البحرين أيضا.