أعلنت
المعارضة السورية تشكيل وفد من 21 شخصية سياسية وعسكرية برئاسة نصر الحريري للمشاركة في مفاوضات جنيف للحل في
سوريا المزمع عقده في الـ20 من الشهر الجاري.
ويشارك في هذه الجولة من مفاوضات جنيف للمرة الأولى ممثلون عن المعارضة السورية القريبة من روسيا وهم ما يعرف بـ"منصة موسكو" وأبرزهم قدري جميل بالإضافة إلى شخصيات معارضة ممن شاركوا في مؤتمر المعارضة في العاصمة المصرية القاهرة وأبرزهم جهاد مقدسي.
وعلى صعيد التمثيل العسكري في المفاوضات يشارك فيلق الرحمن ولواء السلطان مراد المقرب من تركيا بالإضافة إلى عدد من الفصائل من شمال وجنوب سوريا وسط غياب واحد من أكبر الفصائل المسلحة وهو جيش الإسلام.
وجرى انتخاب نصر الحريري في ساعة متأخرة مساء السبت ليرأس وفد المعارضة في المفاوضات خلفا للعميد أسعد الزعبي وانتخاب محمد صبرا كبيرا للمفاوضين خلفا لمحمد علوش الذي شارك في مفاوضات أستانة.
واحتفظ بعدد من أعضائه الذين شاركوا العام الماضي في محادثات جنيف بينهم بسمة قضماني وفؤاد عليكو فيما انضم إلى عضوية الوفد المفاوض ممثلاً عن "منصة موسكو" علاء عرفات بالإضافة إلى ممثل "منصة القاهرة" خالد المحاميد الذي كان مشاركا أساسا في وفد المعارضة إنما بصفة مستقلة.
ويرافق الوفد المفاوض وفد تقني يضم عشرين مستشارا قانونيا وسياسيا وعسكريا.
استاذ الفلسفة السياسية في جامعة باريس الدكتور رامي العلي قال إن اجتماع جنيف المقبل لا يأمل منه الكثير في ظل عدم وضوح الإدارة الأمريكية الجديدة في الملف السوري من جهة وسعي روسيا لتثبيت ما أنجزته حتى الآن في سوريا وعدم إجابتها على أسئلة مهمة تتعلق بالنظام السوري ومصيرة وشكل الحل في سوريا.
وقال العلي لـ"
عربي21" إن مظلة جنيف رعايتها أشمل من رعاية الروس لمؤتمر أستانة لكن الجانب الروسي استطاع بما يملك من أوراق إحداث شرخ في صفوف المعارضة السورية.
ولفت إلى روسيا استبعدت الجانب السياسي من المعارضة السورية ودعت فصائل عسكرية لكن في جنيف الآن سيشارك الجانب السياسي مع غياب عسكري واضح لبعض الفصائل الكبيرة وحضور أمريكي الأمر الذي يجعل من إمكانية حصول أي تقدم أمرا صعبا.
وعلى صعيد المعارضة قال العلي إن التباينات بين فصائل المعارضة والاجنحة العسكرية يزيد من تعقيد الوضع ويزيد فرص الفشل فيه خاصة أن معظم الفصائل غير متفائله بالمشاركة لكنها تذهب استجابة للضغوط الدولة ومراقبة أين يمكن أن يمضي التفاهم الروسي التركي في سوريا.
وأضاف: "الجميع أيضا بانتظار مخرجات السياسة الأمريكية الجديدة تجاه سوريا".
وحول رفض فصائل عسكرية سورية المشاركة في مفاوضات جنيف قال العلي: "وقف إطلاق النار هو أحد أسباب الخلاف الكبيرة في حضور جنيف فمن جانب المعارضة تريده شاملا دون استبعاد أي منطقة سورية لكن في المقابل
النظام يصر على استبعاد محيط دمشق والغوطة وبردى بحجة أنها مناطق استراتيجية"
وأشار إلى أن عدم الثقة بالروس من خلال الفترة الماضية التي شهدت وقف إطلاق النار أدى لإحجام عدد من الفصائل العسكرية لعدم الرغبة بالمشاركة في جنيف.
وحول مشاركة شخصيات من منصة موسكو القاهرة في مفاوضات جنيف قالت المحلل السياسي السوري محمود عثمان إن وضع الجانب الروسي "فيتو" على وفد المعارضة المشارك في جنيف يعني فشلا مسبقا لمشاركة المعارضة في المفاوضات.
وقال عثمان لـ"
عربي21" إن مشاركة شخصيات مقربة من موسكو هو محاولة استرضاء لها لتجنب إفشال مشاركة المعارضة بالمجمل على الرغم من حالة عدم التفاؤل التي تلف المفاوضات.
وقال إن الاستراتيجية الأمريكية أيضا ما زالت ضبابية في الملف السوري ولحدوث اختراق مهم وتقدم لا بد من اتفاق البيت الأبيض والبنتاغون والخارجية الأمريكية على مسار واحد للدفع بجنيف لكن في ظل تباينات الإدارة الأمريكية الجديدة لا يسود الموقف أي تفاؤل في ظل خلافات الدول الأقليمية حتى على طبيعة الحل في سوريا.