كشفت صحيفة "حرييت" التركية عن الاعترافات التي وردت في تقرير لجهاز الاستخبارات لنساء شاركن مع حزب
العمال الكردستاني في العمليات القتالية، انطلاقا من جبل قنديل. وتشير معظم هذه الاعترافات إلى تعرض هذه العناصر النسوية للاغتصاب والتهديد.
وقالت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، إن 571 امرأة من حزب العمال الكردستاني قمن بتسليم أنفسهن خلال السنوات العشر الماضية، فيما اعتقلت الشرطة التركية ثمانية آلاف و661 آخرين خلال المدة ذاتها.
وقد ذكر تقرير جهاز الاستخبارات أن هؤلاء النسوة تم استخدامهن لأغراض جنسية، ومورس في حقهن العُنف، وسط التهديد والوعيد.
ونقلت الصحيفة شهادة "ك.س"، البالغة من العمر 32 سنة، التي ذكرت بأنه تم تقييدها سنة 2002برفقة 28 امرأة تتراوح أعمارهن بين 17 و18 سنة، ليتم تسليمهن لأحد مسؤولي حزب العمال الكردستاني.
وقالت إن هذا المسؤول كان يتناوب على اغتصابهن، ما دفع إحدى الفتيات إلى الانتحار من خلال تفجير قنبلة يدوية بنفسها. في المقابل، لم يجرؤ أحد أن يتكلم عن ذلك؛ بسبب الخوف من المسؤول.
وفي شهادة أخرى نقلتها الصحيفة، تقول "س.ك" إن جميل باييك اغتصب إحدى الفتيات، وبعد افتضاح الأمر، أمر باييك بإعدامها، الأمر الذي حصل بالفعل.
ومن جهة أخرى، لقيت زوجة علي حيدر كايتان، وهو أحد المسؤولين في حزب العمال الكردستاني، حتفها، وذلك بعدما حملت من جميل باييك، ما دفعه إلى حرقها وهي حامل في الشهر الثامن، وفق ما نقلته الصحيفة.
كما أجبر المسؤولون في حزب العمال الكردستاني سامية عشكن، وهي أول امرأة تنضم لحزب العمال الكردستاني، على حفر قبرها بيدها، ودفنها فيه بعد إطلاق وابل من الرصاص عليها؛ بسبب انتقاداتها المتعلقة بالعلاقات الجنسية مع
النساء. وقد أشارت "س.ك" في اعترافاتها إلى أنّ باييك اتهم المرأة بالعمالة؛ لأنها كانت تريد الهرب من المنظمة نحو عائلتها في أوروبا، وقام لاحقا بإطلاق النار عليها وقتلها؛ بذريعة أنها عميلة.
كما نقلت الصحيفة ما أدلت به "ب.ي"، البالغة من العمر 24 سنة، التي اعترفت بأنّ مسؤولا في إحدى المغارات في جبل قنديل اغتصبها أمام أعين الجميع. وعندما اعترضت على ذلك، بدأوا بنشر إشاعات عنها تفيد بأنها ربما عميلة، ما دفعها إلى الهرب في أقرب فرصة ممكنة وتسليم نفسها.
ونقلت الصحيفة اعترافات "ف.ق" (32 سنة)، التي ذكرت أن مسلحين اثنين قاما بوضع السلاح على فمها، وإجبارها على الذهاب معهم إلى جبل قنديل، حيث اغتصبوها هناك في مغارة على مدار شهرين، قبل أن تهرب وتسلم نفسها.
ومن جهتها، قالت "هـ.ك" (25 سنة) إنّها قررت المشاركة مع حزب العمال الكردستاني بعد سماعها بأنهم يستطيعون إرسال النساء للحصول على تعليم في أوروبا، وعندما التحقت بهم في الجبل اغتصبوها على مدار شهرين، وأصبحت حاملا، لتقرر لاحقا الهرب بعدما شاهدت بأم أعينها عملية قتل امرأتين سوريتين، وفق ما نقلته الصحيفة.
ومن بين الاعترافات الصادمة، التي نقلتها الصحيفة عن "و.ك"، قولها إنها تعرضت للاغتصاب في ليلة واحدة من قبل ثلاثة أشخاص مختلفين، وعندما احتجت على ذلك لدى المسؤولة عنها، أجابتها قائلة: "من منا هنا نظيفة حتى تبقي أنت نظيفة دون أن يتم المساس بك؟". وقد أشارت "و.ك" في اعترافاتها إلى أنها طيلة فترة وجودها في الجبل كانت بمثابة "عبيدة جنس".
وأوردت الصحيفة ما قالت إنها أفعال أخرى قام بها حزب العمال الكردستاني تجاه عناصره النسوية، ومن ذلك قيام أحد المسؤولين باغتصاب فتاة. وعندما انتشر الخبر، تم ضربها حتى الموت وأخفى جثتها، ثم ألقي بها في مكان غارة شنتها طائرة حربية، ليعلنوا بذلك أنها قُتلت في المعارك، وأنها بطلة.
وتحدثت الصحيفة أيضا عن اعترافات "ق.و"، البالغة من العمر 26 سنة، حيث أشارت إلى أنها انضمت إلى حزب العمال الكردستاني بعد مقتل أخيها، وأثناء وجودها هناك كانت شاهدة على اغتصاب فتاة من قبل مسؤول في الحزب. وبعد انتشار الخبر، قام بإلقائها في نهر دجلة وهي على قيد الحياة، ما أدى إلى موتها غرقا. كما هدد المسؤولون "ق.و" بفعل الأمر ذاته معها في حال أبدت اعتراضها على ما حدث.