مقالات مختارة

أم الحيران والنقب ومخطط برافر

عبد العزيز الكحلوت
1300x600
1300x600
ما جرى في أم الحيران وما حولها من قلع للسكان من قراهم وأراضي آبائهم وأجدادهم الفلسطينيين، شيء لا يقره قانون ولا يسمح به دين ولا يرضاه ضمير حر أو تقبله إنسانية نبيلة. أم الحيران نموذج لقرى النقب الفلسطينية البدوية التي اعترف لها الانتداب البريطاني في عام 1947 بملكيتها لأراضيها، لكن الدولة العبرية بعد اغتصابها لفلسطين عام 1948 لم تعترف لها بهذه الملكية.

وقامت في عام 1956 بنقل أهالي أم الحيران إلى منطقة وادي عتير على حدود الخط الأخضر بأمر عسكري. وفي عام 2006 قررت الحكومة الإسرائيلية إنشاء مستوطنة إسرائيلية على أراضي قرية أم الحيران تحت مسمى حيران، ومنتجع على أراضي قرية عتير المحاذية لها. مأساة أم الحيران تمثل مآسي (200) ألف عربي فلسطيني موزعين على (70) قرية في صحراء النقب التي تشكل (50%) من مساحة فلسطين التاريخية، بينما يشكلون هم (12%) من مجموع العرب في داخل الخط الأخضر البالغ عددهم مليونا وستمائة ألف، إذ لا تعترف بمعظم هذه القرى سلطات الاحتلال، ولا تقدم لها أي خدمات، بل وتتهم شبابها بالإرهاب والتطرف، وتقوم بهدم بيوتها وإزالتها من الوجود كما فعلت بأم حيران وقرى أخرى عديدة، ووفقا لمخطط برافر فسيجري تجميع هذه القرى السبعين في سبع قرى على مساحة هي أقل من 1% من مساحة صحراء النقب، وسيتم مصادرة أراضيها لصالح الاستيطان والمخططات العسكرية والأمنية والاقتصادية، ومعلوم أن مخطط برافر الذي أقره الكنيست في يونيو (2013) تراجعت عنه الحكومة بسبب الضغوط العربية الشعبية، لكنه ينفذ فعليا من قبل الحكومة اليمينية المتطرفة التي أصابت تسعة في أم حيران من بينهم النائب أيمن عودة، كما قتلت المعلم يعقوب أبو القيعان وتقود وزيرة القضاء الإسرائيلية إيليت شاكيد زعيمة حزب البيت اليهودي، الحرب على الفلسطينيين لطردهم من بلادهم تطبيقا لشعار يهودية الدولة. توحيد جهود فلسطينيي الجليل والمثلث والساحل والنقب بات ضرورة للبقاء في مواجهة عمليات التهويد التي تستهدف التهام ما تبقى من أراض في أيديهم، وهم في حاجة أكثر من أي وقت مضى لتضامن أمتهم العربية والإسلامية خاصة بعد تهديدات ترامب وفريقه.

الشرق القطرية
0
التعليقات (0)

خبر عاجل