شرح الدبلوماسي الأمريكي الأسبق
ريتشارد ميرفي، كيف سيتغير مسار الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بعد تنصيبه، مشيرا إلى أن "هناك الآن انطلاقة جديدة".
وقال ريتشارد لصحيفة "النهار" اللبنانية، إن "الجميع يتساءلون كيف ستسير الأمور، إذ إنكم رأيتم مسارا طويلا من الحملات الانتخابية المليئة بالسياسة والمشاعر القوية وكل شيء، وهي كانت قاسية جدا خلال الأشهر الماضية".
واستدرك بأن "هناك الآن انطلاقة جديدة. لكن في انتظار تبين ملامحها الفعلية، فإن المعاونين الأقربين للرئيس ترامب يقولون: لا تأخذوا حرفيا كل ما كان قاله لأن مواقفه من بعض المسائل على الأقل ظهرت متناقضة".
وأضاف ريتشارد، الذي شغل سابقا منصب سفير لبلاده لدى
روسيا والسعودية والفلبين، ثم مساعدا لوزير الخارجية: "لديه شخصان على الأقل يتمتعان بخبرة كبيرة، أحدهما وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذي يأتي من عالم النفط لكنه متحدث لبق جدا، والآخر هو وزير الدفاع الجنرال جون ماتيس المعروف بأنه رجل دولة عبر مسار طويل في القيادة العسكرية. ولذلك فإن النصيحة الصلبة تكمن هنا بالذات وكيف يمكن أن يتقبل الرئيس النصيحة".
واستطرد بالقول: "إذا أخذت في الاعتبار النفسية الأمريكية فإنه حين يتسلم رئيس أمريكي السلطة فهو يميل إلى الاعتقاد بأن التاريخ يبدأ من هذا التاريخ بالذات، أي تاريخ دخوله إلى البيت الأبيض".
واستدرك قائلا إنه "حين ينخرط في المهمات الملقاة على عاتقه يتبين له أن التاريخ لم يبدأ معه بل هو مستمر منذ زمن طويل، وأنه يتعين عليه أن يتخذ مواقف لا ترتبط فقط بالسياسة الداخلية بل بالسياسة العالمية حيث تبرز التزامات بمواقف معينة. إذ ذاك فقط يمكن أن تتيقن من أن تجعل العالم يأخذ مواقفك أو يتبناها ويحولها إلى نتائج ملموسة استنادا إلى أن هذا هو مفهوم الدبلوماسية، أي الدخول إلى عقل الشخص الآخر".
وبخصوص العلاقة مع موسكو، قال ميرفي: "إن روسيا كانت عدوا في مرحلة من المراحل ولم تعد كذلك بل هي خصم راهنا. وهي سعت في منطقة الشرق الأوسط وعبر تدخلها المعلن والمعروف في سوريا إلى إعادة استرداد موقع لها في المنطقة كانت خسرته مع انهيار الاتحاد السوفياتي".
وتوقع الديبلوماسي الأمريكي إيجاد "طريقة للتعاطي مع روسيا انطلاقا من واقع أنها تسعى كما غيرها من الدول لأن تكون محترمة وأن تجد دورا لنفسها. وأنا لست قلقا في ما خص الموضوع الروسي على رغم الجدل الذي اتخذه هذا الموضوع أخيرا في السياسة الداخلية الأمريكية، وأعتقد أننا سنتكيف مع واقع أن روسيا خصم ليس إلا وسنجد طريقة للتعاطي معها".
من جهة أخرى، تحدث ميريفي عن علاقة بلاده بإيران قائلا: "إن الأمر يكتسب طابعا مختلفا لأن العلاقات بينها (
إيران) وبين
الولايات المتحدة أكثر تعقيدا. فهناك مراكز متعددة للسلطة في إيران وبعضها لا يريد أي علاقة مع الولايات المتحدة كما أنه لا يريد تحسين العلاقات، وهؤلاء متشككون جدا بأن واشنطن تعمل ليل نهار من أجل الإطاحة بالنظام في طهران، في حين أن هذا ليس هو واقع الحال. لكن في المقابل هناك سياسيون أمريكيون يتحدثون بقسوة عن إيران كذلك ولا بد من إيجاد طريقة للتعامل مع إيران في المرحلة المقبلة".