قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، الأحد، إن مرشحي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب لمناصب السياسة
الخارجية يختلفون مع سياساته.
وقال مراسل البيت الأبيض في الصحيفة، دويل ماك مانوس، إن المرشحين لكل من وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين، اختلفوا جوهريا مع ترامب أثناء جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، وفي قضايا بارزة.
وحول العلاقة الاستراتيجية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال مدير شركة "إيكسون" السابق والمرشح لمنصب الخارجية ريكس تيليرسون إن "أمريكا وروسيا لن تكونا صديقتين أبدا"، مؤكدا أن
روسيا "خصم غير ودود".
وحول انتقادات ترامب لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووعوده بالخروج منه، قال الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس، المرشح لوزارة الدفاع: "إذا لم يكن الناتو موجودا، فإنا أوجدناه لحاجتنا له"، وأكد ضرورة إبقاء الاتفاق مع إيران، رغم أنه "غير كامل"، بحسب وصفه.
عكس ترامب
وقال ماك مانوس إن مرشحي ترامب، بعكس شخصيته وانطلاقه "الحر"، يبدون منطقيين وعقلانيين، معتبرا أنهم قد لا يكونون اختيار هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية للانتخابات، لكنهم سيكونون اختيارات ميت رومني، الجمهوري.
وبدا بعض الديمقراطيين البارزين منشرحين لتصريحات ماتيس وتيليرسون، إذ قال السيناتور الديمقراطي ديك دوربين إن "المرشحين منطقيين أكثر من الرئيس"، كما أشادت السيناتور إليزابيث وارين بماتيس، رغم وصفه بـ"الكلب المجنون".
عقيدة فريدة
وقال ترامب في تغريدة له الجمعة، إنه يريد من حكومته أن "يكونوا كما هم ويعبروا عن أنفسهم وأفكارهم، لا عني أنا".
وتبدو هذه العقيدة التنفيذية فريدة في الإدارة الأمريكية، حيث كان الرؤساء السابقون يحددون توجها معينا وموحدا أمام الكونغرس والرأي العام، بعكس الحالة في إدارة ترامب.
وفي عام 2001، حدد الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي جورج بوش سياسة مكونة من 450 صفحة ليوجه مرشحيه، بينما لا تملك الإدارة الحالية توجيهات كهذه، كما أن مواقع حملة ترامب ليست ثابتة بحسب تفكيره، فقد غير مساراته في عدة قضايا مرارا.
وعلى الصعيد العملي، بحسب "لوس أنجلوس تايمز"، يبدو أن مرشحي ترامب يتحركون كأن توجهات الرئيس للسياسة الخارجية لم تتشكل بعد، وهي قابلة للتغير، وكأن حكومة ترامب دعوة للانضمام لمعركة لصالحه.
ومع ذلك، فلم يكن هناك تعليقات من أقرب مستشاري ترامب للخارجية الأمريكية وأكثرهم تطرفا، مايكل فلين، وستيفن بانون، لأنهم لا يحتاجون إقرارا من مجلس الشيوخ الأمريكي، ويبدو أنهم متقاربون في الرأي مع ترامب حول روسيا والناتو.
"سنوات مزعجة"
واعتبر الكاتب أن النتيجة ستكون "سنوات أولى مزعجة"، حيث يحاول الفريق الجديد معرفة ما الذي يريده الرئيس ترامب تماما.
وأكد أن هذا يضع مشكلة في المسعى الذي اتبعه المرشحون للخارجية والدفاع، واصفا إياه بأنه "افتتاح مزاد فقط"، موضحا أنه لا يحدد قرارات ترامب وسياساته.
وقال الناطق باسم ترامب، سين سبايسر، الأسبوع الماضي: "في النهاية، كل إدارة ترامب ستعمل على تحقيق أجندته ورؤيته".
واستدرك ماك مانوس، في نهاية مقاله، بالقول إنه "من الجيد أن يكون هناك أصوات ناقدة لترامب عندما يقوم بقرارات كبيرة في السياسة الخارجية.